التهجير القسري الشامل يطل من جديد معركة ”إرادة” شرسة بين مصر وإسرائيل

إبراهيم ربيعإبراهيم ربيع 29, نوفمبر 2023 12:11:54
إبراهيم ربيع

في يوم واحد(أمس ) أطل علينا من جديد خطر التهجير القسري للفلسطينيين ، وهي إطلالة أخطر من التهجير المعتاد داخل قطاع غزة وبالتحديد من الشمال إلي الجنوب..بل هي الاطلالة الأخطر التي بدأت بها الحرب ،وتقصد التهجير الشامل من الأرض الفلسطينية المتبقية من الخريطة التاريخية ألي سيناء أولا ثم ألي الأردن إذا سمحت الظروف.

في نفس اليوم خرجت تأكيدات من البيت الأبيض الأمريكي عن الموقف الثابت الرافض للتهجير ”الكبير” إذا ماإتجهت إسرائيل إلي زخم القصف والتدمير في جنوب غزة بعد انتهاء الهدنة المؤقتة الممتدة باتفاقات جزئية ، علي نسق سياسة الأرض المحروقة التي اتبعتها الآلة العسكرية الإسرائيلية في الشمال..

ووفق منهج التردد الأمريكي بدأت ضغوط البيت الأبيض مبكرا قبل نفاذ،أيام الهدنة لتحذير إسرائيل من عشوائية التدمير الشامل لكل مناحي الحياة في الجنوب لأن هذا يعني أن التهجير سيكون له اتجاه واحد ألي سيناء الأمر الذي لن تقبله مصر ولن تتسامح معه وربما يكون شرارة حقيقية لحرب عالمية ثالثة لن ينجو منها أحد ..وفي ذات الوقت لاتتحدث الولايات المتحدة عن أمل حقيقي لإنهاء الصراع ووقف إطلاق النار لأن شيئا لم يتغير في المعادلات حتي الآن سوي تدمير المباني وقتل المدنيين..وهذا تردد خطير من الإدارة الأمريكية يجعل تدخلها في الأزمة متذبذبا وغير حاسم ومتروكا للظروف والاوضاع القتالية الميدانية.

وبالتوازي وفي نفس التوقيت صدر تصريح من سفير الأردن في القاهرة أمجد العضايلة أكد فيه أن من ثوابت الأزمة الحالية الرفض القاطع للتهجير واعتباره خط أحمر ممنوع تجاوزه ،بل ممنوع أصلا الاقتراب منه أو التفكير فيه.

هذه الإطلالة المشتركة جاءت في ظل انتظار أخطر مراحل العدوان الإسرائيلي علي غزة وهو الزحف في اتجاه الجنوب بعد حسم وانتهاء تبادل الأسري ..وإن كان هذا التبادل سيأخذ منحني مختلف تماما مع الأسري العسكريين لدي حماس ..ولايخفي علي أحد أن المساومة عليهم ستكون بثمن كبير ربما يصل إلي الإفراج عن كل الأسري الفلسطينيين،لكنه في النهاية لن يكون حاسما في إنهاء الصراع الذي تتشعب وتتعقد خيوطه.

ويبدو أننا بصدد ذروة معركة الإرادة بين مصر وإسرائيل..مصر تملك أوراق الإجماع العربي وربما العالمي علي رفض التهجير إلي سيناء بما يمثل أقوي الضغوط علي إسرائيل، علاوة علي رهانها في الردع ورسم خطوط حمراء حاسمة وصارمة لامناورة فيها استنادا إلي قوتها العسكرية ،وقدرتها علي إحداث تغيير كبير في كل المعادلات فوق الميدان.
أما أسرائيل فتريد مكسبا كبيرا وتغييرا استراتيجيا، وتحلم بنهاية أبدية لمعضلتها مع غزة ،بما يساوي مادفعته من أثمان باهظة لحملتها العسكرية..
الإرادة المصرية سوف تكسب.. وإن ظل السؤال الصعب مطروحا : ماذا سنفعل وماذا سيفعل الفلسطينيون المندفعون والمضغوطون أمام طوفان الحملة العسكرية الإسرائيلية علي الحدود المصرية؟..كيف سيتم منع الهروب الجماعي من الأرض المحروقة؟..المؤكد أن القيادة المصرية التي أدارت الأزمة حتي الآن بحرفية وكفاءة عندها وحدها الإجابة التي لايملكها أحد غيرها.



اخبار مرتبطة