كتب جمال اليمني
تحت أسوار نادي السلة بقوص عاش الرجل البالغ من العمر ٨٢عاما وأكثر من ٧٢ عاما في خدمة صاحبة الجلالة، لم يبرح مكانه أعلي رصيف ميدان قوص منذ عهد الملكية ، مرورا بثورة يوليو ١٩٥٢ الي الجمهورية الجديدة، محبا لمهنته مخلصا لها رغم العروض التي قدمها له المسئولين فى الماضى للتعيين في وظائف حكومية أو تعيينه بمصانع سكر قوص ، لكنه قرر بمحض إرادته أن يستمر في بيع الصحف والمجلات من خلال أحد أكشاك الشركة رفض كل العروض وبقي الان يندب حظه لا أحد يسأل عنه بعد العمر الطويل ويتذكر في رحلته الطويله وهو في سن الثامنة من عمره عندما بدأ المهنه صبيا في العهد الملكي مرورا بثورة يوليو ١٩٥٢ الي الجمهورية الجديدة قائلا: كانت الصحيفة تباع بالمليم ومازال يمارس مهنته حتى اليوم لكن ظروف السن وتقدمه فى العمر جعلته لا يتحرك من موقعه على فرش بيع الصحف والمجلات
صولات وجولات
أضاف عم حسن انه في شبابه كان يقوم بصولات وجولات في بيع الصحف بمدينة قوص وقراها المترامية لكن اختلف الحال الآن.. اختفت منى الابتسامه المعهودة التي كنت اوزعها على محبينى من قراء الصحف والمجلات.. عرفت من المهنة دى ناس كتير مثقفة ورغم كونى أمي لا أجيد القراءة ولا الكتابة ، عرفت كيف أبيع الصحف للجميع وكانت لي زبائن معينه تشترى كل الصحف اليومية و الأسبوعية، يصمت قليلا وتظهر عليه علامات الحزن ويقول : كانت ايام حلوة لكن دلوقتي مفيش حد بيسأل علينا لا صحفيين ولا نقيب صحفيين كان زمان الابتسامه سلاحي تساعدني على التغلب على شقاء المهنة اللي كانت بتبدأ من الساعه الثامنة صباحا حتى السادسه مساء كل يوم واللي بيزيد حزني بعد العمر ده كله مافي حتى كشك حلمي الأول والأخير أبيع فيه اللي باقي من الصحف والمجلات بدل البرد اللي أرهقنى و أصابنى بالكثير كم الأمراض وياريت حد يكلمني سيادة المحافظ علشان يوافق لي على كشك وده ميدان واسع يشيل مائة كشك او حتى نقيب الصحفيين يعطيني خطاب وانا اتأجر سيارة وأروح للمحافظ بيها.. ارتسمت الضحكة على وجهه عندما وعدناه بأننا سنصل رسالته بحلمه البسيط إلى المسئولين.
أيام حلوة
وأضاف منذ أن عملت بالمهنة التي عشقتها والتي عرفت من خلالها الكبار والوجهاء و المثقفين والشباب ، كانت المهنة حاجة حلوة في الماضي منذ أن كانت مصر مملكة ثم صحف الثورة المصرية المجيد و الصحف المصرية مثل الأهرام و الأخبار و الجمهورية يااااه ياعيني على الأهرام ومقال الراحل الأستاذ محمد حسنين هيكل، كان يتم حجز الأهرام قبلها بيوم من أجل مقاله ، يا سلام على نسب التوزيع زمان للبيع كانت كبيرة قوى ومفيش مرتجع ولا نسخة وفي القرى كنت انزل إليها من خلال وسيلة تنقلى وهى العجلة حيث كنت أعود إلى منزلى فى وقت متأخر من الليل و أتعرض المخاطر كبيرة فى الطريق ورغم المعاناة لكنها كانت أيام حلوة.
يتذكر عم حسن ذكرياته الجميلة مع بيع الصحف فى بلدته قوص حيث يقول : ” كنت بتابع الطباعة فى القاهرة وأطمئن إن الجرايد ركبت القطر وجايه فى الطريق ، استقبلت صحفيين كبار فى المهنة على رصيف المحطة منهم الأستاذ لويس جريس من الأهرام وناس من الاخبار لمتابعه الجرايد ويقول وياسلام الاهرام كان يبعتلنا بدلة في الصيف والشتاء وكان يبعت لنا كراتين رمضان والأخبار منحوني عجلة كنت اوزع بيها لكن بعد مرور الايام السنين الأحوال تغيرت ولا حد بيسأل فينا” وكانت الحياه حلوه التوزيع دايما في زياده مع الثوره وبعدين كمان مع البطولات الرياضية و العالمية و المحلية وخاصة مباريات الأهلي والزمالك وأيام العبور العظيم وكنا نختار عنوان ولا موضوع ننادي عليه” تعالي اقرأ كذا وكذا وكانت الدنيا ماشية واخر انبساط واليومين دول توزيع الصحف بصراحه تراجع خالص علشان موضوع النت وخاصه الشباب اللي تحول من قراءة الجرايد الورقية للموبايلات.
كبار وعواجيز
يضيف عم حسن :” لسه كبار السن والعواجيز همه ال معانا في الجرايد الورقية زمان لما كانت الصحافة صحافة وكنت أكل منها عيش يرحمها ايام”
انه المكافح عم حسن محمود من أقدم بائعي الصحف في قنا ومن أبناء مركز قوص