عاجل
الثلاثاء. يونيو 10th, 2025

الكاتب الصحفى محمد درويش يكتب :”أنفقوا‭ ‬مما‭ ‬تحبون”

العالم الآنالعالم الآن 27, فبراير 2024 12:02:50

‮«‬لَنْ‭ ‬تَنَالُوا‭ ‬الْبِرَّ‭ ‬حَتَّى‭ ‬تُنْفِقُوا‭ ‬مِمَّا‭ ‬تُحِبُّونَ‮»‬
آية‭ ‬يتوقف‭ ‬أمامها‭ ‬كثير‭ ‬منا‭ ‬وهو‭ ‬يستعد‭ ‬لإعداد‭ ‬صدقات‭ ‬رمضان‭ ‬مادية‭ ‬كانت‭ ‬أو‭ ‬عينية،‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬يتصدق‭ ‬بمال‭ ‬يحرص‭ ‬على‭ ‬ألا‭ ‬تكون‭ ‬النقود‭ ‬الورقية‭ ‬مهترئة‭ ‬أو‭ ‬مطموسة،‭ ‬بل‭ ‬قد‭ ‬يستبدل‭ ‬بها‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬البنك‭ ‬المركزى‭ ‬مقتفيا‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬فى‭ ‬الأثر‭ ‬بأن‭ ‬السيدة‭ ‬عائشة‭ ‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنها‭ ‬كانت‭ ‬تعطر‭ ‬الدرهم‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تضعه‭ ‬فى‭ ‬يد‭ ‬من‭ ‬تتصدق‭ ‬عليه‭ ‬وتبرر‭ ‬التعطير‭ ‬بأنه‭ ‬يقع‭ ‬فى‭ ‬يد‭ ‬الله‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يقع‭ ‬فى‭ ‬يد‭ ‬مستحق‭ ‬الصدقة‭.‬
أما‭ ‬فى‭ ‬‮«‬العينية‮»‬‭ ‬وأبرزها‭ ‬شنط‭ ‬الطعام‭ ‬التى‭ ‬ينضم‭ ‬إلى‭ ‬أصحابها‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬لفيف‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬يتاجرون‭ ‬مع‭ ‬الله،‭ ‬رغم‭ ‬موجات‭ ‬الغلاء‭ ‬المتلاحقة‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬والتى‭ ‬لم‭ ‬تسلم‭ ‬منها‭ ‬بلادنا،‭ ‬فما‭ ‬زالت‭ ‬عروض‭ ‬محلات‭ ‬السوبر‭ ‬ماركت‭ ‬الكبيرة‭ ‬مستمرة‭ ‬وتتنوع‭ ‬أسعار‭ ‬ماتقدمه‭ ‬من‭ ‬‮«‬شنط‭ ‬رمضان‮»‬‭ ‬من‭ ‬مائتى‭ ‬جنيه‭ ‬إلى‭ ‬أضعافها‭ ‬حسب‭ ‬عدد‭ ‬المنتجات‭ ‬الغذائية‭ ‬بها‭ ‬وجودتها‭.. ‬وهنا‭ ‬نقف‭ ‬أمام‭ ‬الجودة‭ ‬لأنها‭ ‬تتعلق‭ ‬بالإنفاق‭ ‬مما‭ ‬نحب‭.‬
يتساءل‭ ‬البعض‭ ‬أنه‭ ‬يستخدم‭ ‬فى‭ ‬مطبخ‭ ‬بيته‭ ‬ويشترى‭ ‬لأهله‭ ‬أجود‭ ‬أنواع‭ ‬المسلى‭ ‬والزيت‭ ‬والتمور‭ ‬والأرز‭ ‬المنقى‭ ‬إليكترونياً‭ ‬وما‭ ‬يماثله‭ ‬من‭ ‬البقوليات‭ ‬فهل‭ ‬يجب‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يخرج‭ ‬صدقاته‭ ‬من‭ ‬الأغذية‭ ‬بنفس‭ ‬النوعيات‭ ‬التى‭ ‬يشتريها‭ ‬والتى‭ ‬قد‭ ‬تصل‭ ‬قيمتها‭ ‬إلى‭ ‬ضعفى‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬شراؤه‭ ‬من‭ ‬محلات‭ ‬العلافة‭ ‬والفارق‭ ‬بين‭ ‬المعبأ‭ ‬والسائب‭ ‬منها‭ ‬وإلا‭ ‬فلن‭ ‬يناله‭ ‬الثواب‭ ‬الذى‭ ‬يرجوه‭.‬
وإذا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬مبلغ‭ ‬حدده‭ ‬طبقا‭ ‬لقدرته‭ ‬المالية‭ ‬ومؤكد‭ ‬أنه‭ ‬زاد‭ ‬بالطبع‭ ‬عن‭ ‬العام‭ ‬الماضى‭ ‬ربما‭ ‬بما‭ ‬يماثل‭ ‬اضعافاً‭ ‬فهل‭ ‬الأجدى‭ ‬أن‭ ‬يشترى‭ ‬عدداً‭ ‬أكبر‭ ‬بسعر‭ ‬منتجات‭ ‬أرخص‭ ‬أم‭ ‬يشترى‭ ‬عدداً‭ ‬أقل‭ ‬بمنتجات‭ ‬ذات‭ ‬جودة‭ ‬عالية‭ ‬وهنا‭ ‬يصبح‭ ‬عدد‭ ‬المستفيدين‭ ‬أيضاً‭ ‬أقل‭.‬
أسئلة‭ ‬حائرة‭ ‬يتوقف‭ ‬عندها‭ ‬المحسنون‭ ‬وتحتار‭ ‬العقول‭ ‬فى‭ ‬اختيار‭ ‬الإجابة‭ ‬المثلى‭ ‬هل‭ ‬يقدم‭ ‬الأقل‭ ‬الأجود‭ ‬أم‭ ‬الأكثر‭ ‬الأقل‭ ‬جودة؟
وفى‭ ‬خضم‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬إجابة‭ ‬يجد‭ ‬من‭ ‬يشير‭ ‬عليه‭ ‬بإخراجها‭ ‬مالاً‭ ‬وليترك‭ ‬لمن‭ ‬تصدّق‭ ‬عليهم‭ ‬الحرية‭ ‬فى‭ ‬شراء‭ ‬ما‭ ‬يحتاجونه‭ ‬إنطلاقاً‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أهل‭ ‬مكة‭ ‬أدرى‭ ‬يشعابها‭.‬
أناس‭ ‬آخرون‭ ‬يكلفون‭ ‬أنفسهم‭ ‬شراء‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يلزم‭ ‬إعداد‭ ‬وجبة‭ ‬إفطار‭ ‬رمضان‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬الخشاف‭ ‬مروراً‭ ‬بالطعام‭ ‬ونهاية‭ ‬بالحلو‭ ‬ويحرصون‭ ‬على‭ ‬التواجد‭ ‬مع‭ ‬أطفالهم‭ ‬فى‭ ‬الشارع‭ ‬ساعة‭ ‬الإفطار‭ ‬وتقديم‭ ‬وجبة‭ ‬جاهزة‭ ‬لكل‭ ‬عابر‭ ‬سبيل‭ ‬اضطرته‭ ‬الظروف‭ ‬إلى‭ ‬التواجد‭ ‬فى‭ ‬الشارع‭ ‬عندما‭ ‬حان‭ ‬أذان‭ ‬المغرب‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬محتاجاً‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الوجبة‭ ‬أو‭ ‬فى‭ ‬غير‭ ‬حاجة‭ ‬لها‭ ‬لأن‭ ‬أشهى‭ ‬الطعام‭ ‬فى‭ ‬منزله‭ ‬الذى‭ ‬لن‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬بلوغه‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬الافطار‭ ‬بوقت‭ ‬ليس‭ ‬بالقصير‭.‬
لى‭ ‬صديق‭ ‬رغم‭ ‬ظروفه‭ ‬المادية‭ ‬العسيرة‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬ومنذ‭ ‬سنوات‭ ‬حريص‭ ‬على‭ ‬تجنيد‭ ‬أهل‭ ‬بيته‭ ‬فى‭ ‬إعداد‭ ‬هذه‭ ‬الوجبات‭ ‬يوميا‭ ‬وعلى‭ ‬ما‭ ‬‮«‬قُسم‮»‬‭ ‬كما‭ ‬يقولون،‭ ‬نعم‭ ‬قد‭ ‬يقبل‭ ‬مساهمات‭ ‬مادية‭ ‬أو‭ ‬عينية‭ ‬من‭ ‬الأهل‭ ‬والمعارف‭ ‬ولكنه‭ ‬يصر‭ ‬على‭ ‬تحويل‭ ‬المادية‭ ‬منها‭ ‬إلى‭ ‬دجاج‭ ‬ولحوم‭ ‬لاستكمال‭ ‬أيام‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل‭ ‬ولا‭ ‬يقتنع‭ ‬بتحويل‭ ‬هذا‭ ‬الجهد‭ ‬إلى‭ ‬أموال‭ ‬يمنحها‭ ‬لمن‭ ‬يستحقها‭.‬
عموماً‭ ‬أيا‭ ‬كانت‭ ‬الأسئلة‭ ‬أو‭ ‬الأجوبة‭ ‬فهو‭ ‬‮«‬مُلْك‮»‬‭ ‬ينظمه‭ ‬صاحبه‭ ‬جلّ‭ ‬شأنه‭.. ‬سواء‭ ‬تصدقت‭ ‬مالاً‭ ‬أو‭ ‬منتجات‭ ‬بجودة‭ ‬عالية‭ ‬أو‭ ‬أقل‭ ‬أو‭ ‬وجبات‭ ‬جهزتها‭ ‬فى‭ ‬منزلك‭ ‬فكل‭ ‬له‭ ‬أجره‭ ‬وثوابه‭ ‬عند‭ ‬الله‭.. ‬المهم‭ ‬النية‭ ‬فإنما‭ ‬الأعمال‭ ‬بالنيات‭.‬
وكل‭ ‬عام‭ ‬وأنتم‭ ‬بخير

نقلا عن جريدة الأخبار


#الصدقة الجارية #العالم الآن #الكاتب الصحفى محمد درويش #شنطة رمضان #شهر الصوم والإحسان #شهر رمضان المبارك

اخبار مرتبطة