العالم الآن 
عارفين ليه سَمَّوني “النص”؟
جملةٌ مشهورة في مسلسل «النص»، الذي كُتب بحرفية عالية، ويبحث عن كوميديا هادفة وهادئة، لا تعتمد على الإفيهات المبتذلة أو الجمل البذيئة لإجبار الجمهور على الضحك.
القصة تحكي عن نشّالٍ مشهور في زمن الاحتلال الإنجليزي. قد تبدو بعيدة عن الواقع، لكنها مستوحاة جزئيًا من قصة أحد النشّالين الحقيقيين.
جميلٌ جدًا أن نجد عملًا يستهدف الضحك من غير عُري أو صراخ أو ابتذال، فذوق الجمهور ما زال بخير، وما زال يمتلك إحساسه الراقي بالجمال والمعنى.
وقد أبدع الفنان أحمد أمين في تجسيد شخصية “النص”، فقدم أداءً يجمع بين خفة الظل وصدق المشاعر، ليُضحك المشاهد تارة ويُلامس وجدانه تارة أخرى.
عبد العزيز، بطل القصة، حاول أن يبحث عن “النص الحلو” الذي بداخله، فتاب وابتعد عن النشل، لكن الظروف دفعته إلى الرجوع من جديد، ليتّحد مع ضابطٍ مفصولٍ عن عمله في هدفٍ نبيلٍ واحد: مقاومة الاحتلال الإنجليزي، وإن كان لكلٍّ منهما غرضه المختلف.
أحيانًا تسير في طريقٍ لا ترغب فيه لتحقيق هدفٍ تراه نبيلًا، وهنا عليك أن تسأل نفسك:
هل الغاية تبرر الوسيلة؟
أم أن السكين التي تقطع الخبز يمكن أن تقتل أيضًا؟
ابحث في أعماق نفسك عن “النص الحلو” الذي بداخلك، ذاك الجزء الطيب الصادق الذي لا يقبل إلا بالحق، ولا يتحالف إلا مع ضميره.
فكلنا نسير بقوة نحو نهايتنا، وأعمارنا تقصر يومًا بعد يوم، فليكن الخير هو الغالب دائمًا.
وأقتبس في الختام جملة البطل الشهيرة:
“عارف سَمَّوني النص ليه؟”
فأجيب: لأن الإنسان بداخله الخير والشر… وأتمنى أن يغلب الخير دائمًا حتى نرى فينا جميعًا النص الحلو.
إيميل الكاتب:
kemoadwia@yahoo.com