إبراهيم ربيع 
أفيقوا أيتها الكائنات الغريبة في الزمن الأغرب
أيها العرب..لايليق بكم السؤال : ”الدور علي مين”
يستفزني سؤال رائج: الدور
علي مين؟..هذا لايليق لاللسائل ولا للمستهدف من السؤال..لماذ لايكون الدور علي الكيان المجنون..فنحن أقوي لكن تنقصنا الشجاعة..نحن أقوى لكن ينقصنا الفهم في استيعاب المخطط كله وليس جزءا منه..نحن الأقوي لكن تسيطر علينا الأنانية،فيؤجل صاحب القرار اتخاذ موقف ربما يأتي الفرج..ولن يأتي الفرج إلا لمن يستحق..لاتعتقد أن رفع يدك بالدعاء سينقذك لأن الله لايستجيب للمنافقين ،والعدو لايرحم المختبئين المتواكلين علي حماية خارجية..
أعود وأكرر نحن أقوي لكن بلداء في حفظ منهج القوة ،بل ربما لانعرف المنهج أصلا..نحن أقوي لكن الجهل أعمانا فأصبحنا ظاهرة صوتية فقط..نكنز الطائرات والصواريخ والدبابات لكي تحدث ضجيجا فقط، فتتحول دول عربية ثرية إلي مجرد مخازن أسلحة،بلا عقيدة قتالية ولاتجارب ميدانية..هي عضلات للاستعراض لا للضرب..نحن أقوي ولكن يدير بلداننا العربية رؤساء شركات لا رؤساء دول،يفكرون كيف سيربحون أموالا ويؤسسون اقتصادا وينشئون مدنا ويكتشفون آبارا،ولاينتبهون أن مايفكرون فيه هو أصل البلاء لأنه جوهر المطمع فيهم ،والمطمع كان من المفترض تلقائيا أن تكون أمامه قوة تمنعه..ولم يحدث..نحن الأقوي ولكن ابتلينا أنفسنا بالخيانات ،وبأننا اسهل الأمم اختراقا،وأقرب أمة مستباحة ومضحوكا عليها..وليس غريبا علينا أن تعيش معنا علي مدار التاريخ ”أنشودة” ياأمة ضحكت من جهلها الأمم..حتي رأينا بأعيننا رجلا أبيضا نصابا يأتي إلينا ليأخذ خمسة تريليونات دولار..بينما دولة عربية محورية يهزون لها رؤوسهم ويسبلون عيونهم إذا طلبت خمسة مليارات دعما..معندهمش حاجة زيادة لأشقائهم الذين في يوم من الأيام سيكونون بجوارهم في المصائب..لا.. نحن معزومون في المصائب فقط أما في الأفراح فمنسيون..
أفيقوا أيتها الكائنات الغريبة في زمن أغرب..