عاجل
السبت. سبتمبر 13th, 2025

مصر تحت الحكم الروماني

سعيد حنفيسعيد حنفي 15, يوليو 2025 20:07:59

حكم الرومان مصر فترة طويلة جدًا، تقريبا 671 سنة، من سنة 30 قبل الميلاد لحد سنة 641 ميلاديًا.

وكان أول حاكم روماني لمصر كان كورنيليوس جالوس، وده كان سنة 30 قبل الميلاد، ، وكان الإمبراطور أغسطس قيصر هو اللي بيحكم الإمبراطورية الرومانية في ذلك الوقت.

أما آخر حاكم روماني لمصر فكان المقوقس، وده كان سنة 641 ميلاديًا، وكان الإمبراطور هرقل هو اللي بيحكم الإمبراطورية البيزنطية، اللي كانت تعتبر استكمال للإمبراطورية الرومانية الشرقية.

 

كيف دخلت مصر تحت الحكم الروماني

دخلت مصر تحت الحكم الروماني بعد هزيمة الملكة كليوباترا السابعة وحليفها مارك أنطوني على يد أوكتافيان (الإمبراطور المستقبلي أغسطس) في معركة أكتيوم البحرية عام 31 قبل الميلاد.

 

السياق التاريخي: نهاية العصر البطلمي

 

بعد وفاة الإسكندر الأكبر عام 323 قبل الميلاد، انقسمت إمبراطوريته بين قادته، وأصبحت مصر من نصيب بطليموس الأول سوتر، الذي أسس الأسرة البطلمية. استمر حكم البطالمة لمصر قرابة ثلاثة قرون، وكانت الإسكندرية عاصمتهم ومركزًا ثقافيًا وعلميًا مزدهرًا.

شهدت نهاية العصر البطلمي ضعفًا داخليًا وصراعات على العرش، مما جعل مصر هدفًا للقوة الصاعدة في البحر المتوسط: الجمهورية الرومانية.

 

صعود روما وتدخلاتها في مصر

 

مع توسع نفوذ روما، بدأت تتدخل بشكل متزايد في شؤون مصر البطلمية. كانت روما مهتمة بالسيطرة على مصر لأهميتها الاقتصادية الكبيرة، خاصة كمصدر رئيسي للحبوب اللازمة لإطعام سكان روما.

شهدت الفترة الأخيرة من حكم البطالمة تحالفات متقلبة مع القوى الرومانية المختلفة:

  • يوليوس قيصر وكليوباترا: أقامت الملكة كليوباترا السابعة تحالفًا سياسيًا وعاطفيًا مع يوليوس قيصر، مما ساعدها على تعزيز سلطتها في مصر.
  • مارك أنطوني وكليوباترا: بعد اغتيال يوليوس قيصر، تحالفت كليوباترا مع مارك أنطوني، أحد أقوى قادة روما في ذلك الوقت، وشكل الاثنان قوة كبيرة ضد أوكتافيان، وريث قيصر.

 

معركة أكتيوم وضم مصر

 

بلغ الصراع على السلطة في روما ذروته بين أوكتافيان ومارك أنطوني. اعتبر أوكتافيان تحالف أنطوني مع كليوباترا تهديدًا كبيرًا لروما وتصرفًا غير روماني، وقدم الحرب كصراع ضد “الملكة المصرية الأجنبية”.

في عام 31 قبل الميلاد، وقعت معركة أكتيوم البحرية قبالة الساحل الغربي لليونان.

  • هزمت قوات أوكتافيان أسطول أنطوني وكليوباترا بشكل حاسم.
  • هرب أنطوني وكليوباترا إلى مصر.

بعد الهزيمة في أكتيوم، حاصر أوكتافيان مصر. انتحر مارك أنطوني في عام 30 قبل الميلاد، وتبعته كليوباترا بانتحارها أيضًا (يُعتقد أنها لدغت نفسها بثعبان) لتجنب الوقوع أسيرة في يد أوكتافيان وعرضها في موكبه الظافر في روما.

 

مصر كمقاطعة رومانية

 

بعد وفاة كليوباترا، أصبحت مصر مقاطعة رومانية في عام 30 قبل الميلاد. لم تُعامل مصر كمقاطعة عادية، بل أصبحت ملكية شخصية للإمبراطور الروماني، وأُديرت بواسطة حاكم (بريفيكتوس) يُعيّن مباشرة من قبل الإمبراطور. كان الهدف من هذا الترتيب هو:

  • ضمان إمدادات الحبوب: سيطرة مباشرة على مخزون الحبوب الحيوي لروما.
  • منع الطموحات السياسية: منع أي شخصية رومانية قوية من استخدام ثروة مصر وقوتها لدعم طموحاتها الخاصة ضد الإمبراطور.

وبهذا، انتهى حكم البطالمة الذي دام 275 عامًا، وبدأت فترة طويلة من الحكم الروماني لمصر استمرت لأكثر من ستة قرون، حتى الفتح الإسلامي لمصر في القرن السابع الميلادي.

المقوقس

 

المقوقس هو لقب تاريخي يُطلق على حاكم مصر البيزنطي (الروماني) في فترة الفتح الإسلامي لمصر، والذي كان اسمه الفعلي قورش (Cyrus of Alexandria).

  • دوره في التاريخ: كان المقوقس هو الوالي البيزنطي لمصر ورئيس الكنيسة الملكانية في الإسكندرية (بطريرك الإسكندرية). لعب دورًا محوريًا في استسلام مصر للمسلمين بقيادة عمرو بن العاص عام 641 م.
  • علاقته بالرسول محمد ﷺ: تُذكر كتب التاريخ أن المقوقس كان من بين الحكام الذين أرسل إليهم النبي محمد ﷺ رسائل يدعوهم فيها إلى الإسلام. يُقال إن المقوقس استقبل الرسالة بإكرام وأرسل هدايا للنبي، من ضمنها ماريا القبطية وعبدًا خصيًا ومجموعة من الثياب، بالإضافة إلى بغلة شهيرة تسمى “دلدل”.

 

 

إدخال العملات الرومانية في مصر

في القرن الأول قبل الميلاد، بدأ الرومان في إصدار العملات في مصر،

العملات الرومانية في مصر كانت مصنوعة من الفضة والنحاس والذهب، وكانت تحمل صور الأباطرة الرومانيين، مثل أوغسطس وتراجان.
  • العملات الذهبية، المعروفة باسم “أوروس”، كانت تستخدم للتعاملات التجارية الكبيرة والمدفوعات الرسمية. كانت هذه العملات نادرة وذات قيمة عالية.
  • العملات الفضية والنحاسية كانت تستخدم للتعاملات اليومية والتبادل التجاري.
هذه العملات لم تكن فقط وسيلة للتبادل التجاري، بل كانت أيضًا تعبر عن القوة والسيطرة الرومانية في مصر.

ومع مرور الوقت، تطور تصميم العملات الرومانية في مصر، وأصبحت تحمل صورًا ورموزًا مصرية، مما يعكس التفاعل بين الثقافتين الرومانية والمصرية.

 

الديانة المصرية في عهد الرومان

ترك الرومان للمصريين في بادئ الأمر حرية العقيدة، وعاملوهم في هذه الناحية باللين، فلم يتدخلوا أويحدوا من حرية المعتقدات، وكانت مصر كغيرها من الولايات الرومية تدين بالدين الوثنى، وظل المصريون ينعمون بهذه الحرية إلى أن نشأت المسيحية في موطنها الأم فلسطين، وكانت مصر في طليعة البلاد التي تسربت إليها المسيحية في منتصف القرن الأول الميلادي، على يد القديس (مرقس) لقربها من فلسطين.

وأخذ هذا الدين ينتشر في الإسكندرية والوجه البحرى ثم انتشر تدريجيا في أنحاء مصر خلال القرن الثاني الميلادي فثارت مخاوف الرومان الوثنيين، وصبوا العذاب صبا على المصريين الذين اعتنقوا المسيحية، وتركوا الوثنية الدين الرسمي للدولة.

دقلديانوس
دقلديانوس

وأخذ الاضطهاد صورة منظمة في عهد الإمبراطور سفروس(193_211م) ثم بلغ ذروتها القصوى في حكم الإمبراطور دقلديانوس (284-305م) فقد رغب هذا الإمبراطور أن يضعه رعاياه موضع الألوهية، حتى يضمن حياته وملكه، فقاومه المسيحيون في ذلك، فعمد إلى تعذيبهم، فصمد المصريون لها الاضطهاد بقوة وعناد أضفى عليه صفة قومية، وقدمت مصر في سبيل عقيدتها أعدادا كبيرة من الشهداء مما حمل الكنيسة القبطية في مصر أن تطلق على عصر هذا الإمبراطور (عصر الشهداء).

ولم تفلح وسائل الاضطهاد في وقف انتشار المسيحية التي عمت كل بلاد مصر.

  • وقد خففت وسائل الاضطهاد عندما اعترف الإمبراطور قسطنطين الأول : (306_337م) بالمسيحية دينا مسموحا به في الدولة كبقية الأديان الأخرى.
  • وأصدر الأمير تيودوسيوس الأول (378_395م)في سنة 381م مرسوما بجعل المسيحية دين الدولة الرسمي الوحيد في جميع أنحاء الإمبراطوريه.

وأخذت الاضطهادات، وسبل التعذيب تنصب تبعا لذلك على الوثنيين بعد أن كانت تتوالى على المسيحيين، وتابع المسيحيون نشر دينهم بنفس القوة التي حاول بها أنصار الوثنية إخماد جذورة المسيحية بها.

وعلى الرغم من أن المسيحية صارت الدين الرسمي للإمبراطور، لم تنعم مصر بهذا المرسوم لوقوع خلاف وجدال في طبيعة السيد المسيح __ وبلغ النزاع أقصاه بين كنيسة الإسكندرية التي تنادى بالطبيعة الواحدة للمسيح (وهي ان الطبيعة الالهية والطبيعة البشرية اتت إلى موضع واحد، وهو جسد المسيح، بغير اختلاط ولا امتزاج ولاتغيير في الطبيعتين)، وبين كنيسة روما القائلة بالطبيعتين.

وبذلك تعرض المصريون لألوان العذاب لاعتناقهم مذهبا مخالفا لمذهب الإمبراطورية.



اخبار مرتبطة