مر خبر صغير مرور الكرام خلال حرب غزة ..ونقل عن مركز بحثي عالمي مايفيد أنه من الوارد جدا استخدام السلاح النووي عام ٢٠٢٤ ،لكنه لم يحدد من سيستخدمه ومن سيتلقي الضربة..وكان ذلك جزءا من دراسات أخري في مجالات كثيرة سوف تبدو كأحداث كبيرة وتحولات ضخمة في هذا العام المفصلي.
لم تعلق وسائل الإعلام ولم يعلق خبراء استراتيجيون ولا قنوات أو شخصيات رسمية علي هذه الجزئية الخطيرة،لأن كل العقول في العالم مستغرقة الآن في منطقة الشرق الأوسط حيث حرب غزة وفي النزاع الطويل بين روسيا وأوكرانيا، بما لهما من علاقة وطيدة ومباشرة بتغييرات وتحولات كبيرة منتظرة سوف تؤدي في النهاية لخريطة جديدة يتجادل العالم حاليا حول شكلها وتضاريسها.
وبدون الاستعانة بخبراء التحليل السياسي والعسكري والأمني ،تبدو المناطق المرشحة لاستخدام الأسلحة النووية واضحة..مثلا هناك علي الحدود بين روسيا وأوكرانيا مايجعل استخدام النووي واردا ،لأن طرفي النزاع روسيا والغرب بقيادة أمريكا لايلتقيان في اية نقطة مراجعة للتصلب والتشدد..وبسهوله يمكن وضع عناوين رئيسية للنزاع، اولها أن روسيا لاتتحمل الهزيمة وليس أمامها خيار ألا النصر وإلا ستخرج من دائرة الأقطاب متعددة التأثير في العالم ،بل ربما يضعها الغرب في القفص بحصار مكتمل من حلف الناتو..وفي المقابل لاتختلف رؤية الغرب عن روسيا في استحالة الهزيمة وترك روسيا تنتصر ،لأن أمركا الآن تدشن حملة الدفاع عن كرسي العرش العالمي ولاتتخيل أنها ستخسره يوما وتتركه للصين وروسيا ..وإذا طالت الحرب بما يستحيل تحملها ،وإذا ظل الغرب يرفع من ندية وكفاءة أوكرانيا العسكرية ،فلن يكون لروسيا ألا خيار الحسم بالسلاح النووي حتي لو كان تكتيكيا .
والمنطقة الثانية المحتمل هي إيران، إذا حققت المقاومة الفلسطينية نصرا كاملا وحافظ حزب الله علي قدراته العسكرية ،بما يعني أن إيران كسبت جولة استراتيجية مع أمريكا وإسرائيل والغرب ،وهذا خطر داهم علي هذا الثلاثي ربما لن يكون تجنبه إلا بضربة نووية تنتظرها اسرائل بضوء أخضر من أمريكا.
والمنطقة الثالثة هي بين الكوريتين الشمالية والجنوبية، أذا رأت أمريكا أن كوريا الشمالية تخطو خطوات أوسع في شراكتها مع الصين وروسيا ،فتصبح عقبة أمام استمرار العرش الأمريكي..أو يكون الاستخدام عكسيا من كوريا إذا تعرض نظامها لخطر وجودي حقيقي من الولايات المتحدة.
والمنطقة الرابعة هي الشرق الأوسط..ويكفي أن إسرائيل لاتترك نواياها مختفية خلال الحروب الكبيرة..فسبق أن هددت بالسلاح النووي في حرب أكتوبر ١٩٧٣ ثم تحدثت رسميا وعلنيا وعلي لسان مسئوليها عن إمكانية الحل النووي في حرب غزة ..وذكروا غزة لكن هذا الذكر أرادت به دول إخري لاتتجاوب مع مطالبها ورغباتها..وربما من هذا السياق المتعدد نخرج بترتيب المنطقة الأقرب لاستخدام السلاح النووي..ولن نتردد في أنها المنطقة التي توجد بها إسرائيل، سواء في اتجاه إيران أو في منطقة أخري علي الطرف الآخر.