“الشاويش عطية” .. رياض القصبجى

العالم الآنالعالم الآن 26, نوفمبر 2023 12:11:28

نشر الكاتب الصحفى الهامى سمير على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك تقريرا مطولا عن حياة الفنان الراحل رياض القصبجى جاء فيها

فى 13 سبتمبر من سنة 1903 اتولد رياض القصبجي، أو زى ما عرفناه من السينما “الشاويش عطية”..

والقصبجى أو عطية زى ما تحب تقول قول، اتولد فى جرجا بصعيد مصر .. وعاش طفولة عادية مفيهاش أى أحداث مهمة ..ولما كبر سافر القاهرة علشان يشتغل ويلاقى وظيفة حكومية يعيش منها.. فبدأ حياته كمسرى فى هيئة السكة الحديد وكان من المجتهدين والمخلصين فى شغله بشهادة كل زمايله.. اللى شافوا فيه حاجة مختلفة.. اهمها انه رغم ملامحه الحادة الا انه بيتمتع بطيبة قلب وخفة دم ملهاش مثيل.. وعشان كده لما هيئة السكة الحديد كونت فريق تمثيل نصحوه يقدم فيه.. وقتها عم عطية رفض وقال ماليش أنا فى الحاجات دي.. لكن فى الاخر وافق كنوع من الترفيه عن النفس من ضغط الشغل وصفافير القطارات اللى كانت بتمشى بيه يوميا من شرق لغرب والعكس..

من اول تجربة له مع الفرقة اثبت القصبجى انه ممثل تقيل وانه كوميديان له طبيعة خاصة وتركيبة مش موجودة على الشاشة.. وده كان سبب كافى ان اكتر من فرقة تطلب انها تضمه..

فى الوقت ده كان القصبجي أو عطية بيشيل حديد وبيلعب بوكس في نادي مختار في شارع عماد الدين.. وفي يوم وهو بيتدرب خد باله إن فيه كام حد بيتفرج عليه.. ولما سأل المدرب قاله دول عايزينك تمثل معاهم في مشهد من فيلم سلفني 3 جنيه مع الاستاذ على الكسار.. ورغم تردد القصبجي الا أن المدرب وكل اللى حواليه نصحوه يوافق لأنها فرصة مش هتعوض.. وجرب القصبجي ونجح بالمشهد..وبعد الفيلم حس ان الفن بيناديه فساب الوظيفة والقطارات وقرر يتفرغ للتمثيل.. وبدأ يتنقل بين أكتر من فرقة زى فرقة علي الكسار وفرقة جورج أبيض وفرقة إسماعيل ياسين..

القصبجي كان فى الكواليس وفى بيته مع ولاده ومراته مش بيبطل هزار وضحك ونكت.. لكن من أصغر موقف كان ممكن يتأثر ويبكى زى العيل الصغير.. ورغم كده الناس فى الشارع كانت بتتعامل معاه على أنه راجل غليظ القلب والمشاعر..

وكتب عم عطية مقال فى مرة اتكلم فيه عن الموضوع ده .. وقال أنه كان له هيبة وشنه ورنه قدام الناس اللى بيتعامل معاهم من البقالين والبياعين.. لدرجة انه مكنش حد منهم يجرؤ انه يبيع له أغلى من التسعيرة.. لأنهم باختصار كانوا بيخافوا منه وكانوا متصورين أنه وحش فى الحقيقة زى ما هو وحش على الشاشة.. لدرجة أنه قال فى مرة “أنهم دائما يجعلونى أحس أن الفتونة لها امتياز على الضعف”..

وقال عم عطية برضه أنه اتحط فى أكتر من موقف محرج بسبب تصور الناس عنه أنه شرير ووحش.. وقال انه فى مرة كان قاعد على قهوة… وفجأة لقى راجل قدامه بيبحلق فيه ثوانى ومشى.. وبعد شوية رجع تانى وقف قدامه وبحلق شويتين ومشى.. فعم عطية خاف يحرجه وقال أكيد معجب.. سيبه يا واد يتفرج براحته..

لكن بعد كام دقيقة رجع الراجل.. بس المرة دى مبحلقش ولا حاجة ..وتجرأ وتشجع وتلحلح ..وراح مباشرة لعم عطية وقاله تسمح يا استاذ تيجى معايا شوية برة القهوة.. ومن كتر الفضول الشاويش عطية قاله وماله أجي.. فالراجل ميل عليه وقاله بصوت واطي ..معلش أصل الست بتاعتى واولادى واقفين على الناصية التانية علشان عاوزين يتفرجوا على عليك..
وراح الحاج عطية مع الراجل .. ووقف قدام اسرته الموقرة.. وفجأة الست حرمه قالت لابنها الصغير : “أهه .. والله لو عيطت تانى لأجيبهولك” فالواد قعد يصرخ ويعيط.. وطبعا الحاج عطية حس بالإحراج فخد ديله فى سنانه وطلع يجري..

رياض القصجبي أو الشاويش عطية حقق نجاحات كبيرة فى السينما وصنع كاركتر مميز صعب يتكرر .. لكن كعادة الفنانين فى الزمن ده .. الدنيا ضحكت له فى البدايات.. وادته ضهرها فى النهايات.. فوصل الحال بالشاويش عطية انه مش لاقى شغل وقاعد فى البيت.. ومن كتر ما نفسيته اتأثرت وتعب.. اتصاب بشلل نصفى وكان فارق معاه جدا أن إسماعيل ياسين اللى ارتبط اسمه بإسمه، مكنش بيزوره، رغم انه فضل تعبان سنين..

وقال فتحى ابن رياض القصبجي عن الموقف ده لبرنامج بوضوح : “رغم اشتراك والدى مع الفنان إسماعيل ياسين فى معظم الأعمال الفنية التى كانت سببا فى شهرته إلا أنه لم يزره أثناء مرضه بل لم يأت للعزاء فيه.. وده كان له تأثير سيئ على نفسية والدي قبل الوفاة وكان بيسأل: طيب وهو أنا عملت فيك إيه يا إسماعيل ده إحنا كنا اخوات يا أخى طب تعالى زورنى وانا عيان..

وقال كمان : “في مرة كنت قاعد مع أبويا والفنان فريد شوقي، فلقيته بيعيط لما افتكر إسماعيل ياسين، وافتكر إنه مازاروش ولا مرة من كام سنة، فقاله معلش يا رياض إنت عارف إسماعيل مالوش في المجاملات، هو مش اجتماعي..فريد شوقي كان يقصد التهوين على والدي، ولكن لا أرى عذرا أو مبررا لغياب إسماعيل ياسين عن زيارته لوالدي، فقد شكلا ثنائيا نجاحا، حتى إنه بعد وفاة والدي لم يكتب لأعماله تحقيق نجاح مثل ما حققه مع والدي”.


#إسماعيل ياسين #الشاويش عطية #الفنان رياض القصبجى #فريد شوقى

اخبار مرتبطة