عبدالسلام حتحوت يكتب : قصة الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم (1)

العالم الآنالعالم الآن 22, أكتوبر 2025 14:10:14

حين انطفأت شموع التوحيد في مشارق الأرض ومغاربها ولم يعد هناك غير قلة قليلة من الغرباء الموحدين وشاءت رحمة الله أن يبعث بمحمد عليه الصلاة والسلام بأخر رسالات السماء إلي الأرض ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ).

هو( محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ) حفيد إسماعيل بن إبراهيم بن أدم.

ولد في ليلة الإثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول.

أمه هي أمنه بنت وهب .. أبوه عبدالله بن عبدالمطلب.. ولد في خيمة من خيام مكة في عام الفيل.. أسرع جده عبد المطلب يحمل حفيده الذي جاء ألي الدنيا ( يتيما ) وهو جنين في بطن أمه.

قال تعالي: ( ألم يجدك يتيما فأوي).. حمل جده عبد المطلب الطفل الرضيع وراح يطوف به الكعبة  ،وهو يفكر في تسميته ولما جن عليه الليل جاءه همس أثناء نومه( اسمه مشتق من الحمد ).. (محمد) …أردت أن يحميه الله في السماء ويحمده الناس في الأرض. ولما كان سيد الناس فقيرا أنصرفت عنه المراضع .

ولنستمع الي مرضعته ( حليمه بنت أبي ذؤيب ) تحكي قصتها مع الرضيع عليه الصلاة والسلام

تقول حليمه:

كانت سنة جدباء… حيرتني وزوجي في فقر نلتمس جميعا الرضعاء..حتي الدابة التي أركبها وزوجي..كانت من الهزال بلغت حد الشقاء.. وحبينا طفلا يتألم من الجو…ولم يصمت لحظه من البكاء.. حين وصلنا الي مكة لم نجد طفلا….وكان قد سبقنا اليهم النساء.. الا طفلا واحدا هو ( محمد)..ولد يتيما لأحد الآباء.. أبت النسوة احتضانه..وكذا انا وزوجي ليتمه وعدم الثراء.. ولكني لخجلي أن أرجع من بين صواحبي….فأكون موضع سخرية وأستهزاء.. شعرت بعطف متوقد….لهذا الطفل الذي سيؤذيه هواء البلدة من الفسداء.

وضعت يدي علي صدره فابتسم… وتدفق اللبن في ثديي يشرب إلي حد الاكتفاء.

وحين انتهي من رضاعته ..منحته ثديي الأيسر فرفض تاركا اياه لأخيه من الرضاعهة

عادت حليمه الي باديه بني سعد.. تحمل محمد بن عبدالله حين توقف عن البكاء.

انفتح لها خير الدنيا كل…وأثمرت أرضها الجدباء

ودرت أثداء الحيوانات..فامتلأت وسمنت خيرا وبركه من السماء.

وقع زوجها أخيرا هو الاخر في حب محمد .. وتيقن انه نسمه مباركه زاد الله بهم العطاء.

تقول عنه حليمه كان طفلا لا يبكي ولا يصرخ قط…الا اذا تعري من الغطاء.

واذا قلق أثناء الليل ولم ينم..وقفت معه تحت النجوم فيدخل عليه السرور من السماء.

وحين بلغ ( محمد)  عامه الثاني وفطم.. لم تستسلم حليمه وألقت بنفسها عند قدم أمه تقبلها.

تسألها ان تتركه معها حتي يشب صحيحا….فاستجابت لما رأته في حبها في هواء الباديه.

مكث( محمد) في باديه بني سعد خمس سنوات….وقع له فيما يعرف بحادث( شق الصدر).. حين أصدرت المشيئة الإلهيه للروح الأمين( جبريل ) ….

أن يهبط إلي ( محمد ) يغسل قلبه بالرحمه والنور.

كان عادة ( محمد) يخرج مع أخيه في الرضاعه كل صباح..

يقودان القطيع الي المراعي ولما انتصف النهار جري اخوه في صياح.

فزعا باكيا بأن ( محمد) قد( قتل) …من رجلان عليهما ثياب بيضاء أضجعاه وشقا صدره بجراح.

جن جنون حليمه وزوجها..فوجدا ( محمد) جالسا علي الأرض في ارتياح.

يحكي ما حدث حين نزل عليه صورتين ناصعتين البياض….اخذاني فأضجعاني وشقا صدري دون صياح.

ألتمسا فيه شيئا فوجداه وطرحاه بعيدا…فاختفيا كأنهما شبحان ثم التئم ماشقاه.

أختلف ( المفسرون) فيماورد…

ويري منهم ما انزله الله تعالي:

( ألم نشرح لك صدرك)

ونذكر قول الرسول ( محمدا):

( ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكه قالوا: وأياكم يارسول الله…. قال  وأياي.

الا ان الله اعانني عليه فأسلم…

فلا يغمرني الا بخير).


#عبدالسلام حتحوت يكتب : قصة الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم (1)

اخبار مرتبطة