عاجل
الثلاثاء. يونيو 10th, 2025

في غزة..اليوم التالي للحرب أخطر من الحرب نفسها

إبراهيم ربيعإبراهيم ربيع 25, فبراير 2024 11:02:38
إبراهيم ربيع

ربما لاينتبه العرب ومعهم دول المنطقة أن حرب غزة بكل كوارثها ودمويتها أقل خطرا من معركة اليوم التالي للحرب الذي هو أخطر بكثير علي الأمن القومي لمصر وغيرها من دول الجوار مع الكيان الصهيوني..لماذا وكيف ؟.

الحرب الدائرة الآن ماهي إلا صراع ميداني ينتصر فيه طرف وينهزم آخر ،ومن السهل لملمة حصادها المتنوع بإعادة الأوضاع ألي سابق عهدها آجلا أو عاجلا ،حتي لو كانت غزة تعرضت لدمار شامل ،لأن التاريخ يذكرنا بأن الدمار الشامل في الحروب الأكبر والأوسع من حرب غزة لم تنته إلي زوال الدول المحطمة وابرز الأمثلة اليابان وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية..لكن خصوصية حرب غزة أن ترتيبات إدارتها بعد انتهاء العمليات العسكرية هي حرفيا تحديد مصير طويل وربما أبدي للقضية الفلسطينية ولكل المرتبطين بها وفي المقدمة منهم مصر وأمنها القومي ثم مايجاور غزة في الضفة الغربية ،وماينذر بتصفية نهائية متكاملة للقضية، خاصة لو أمعنا النظر في في التوجه الصهيوني الجديد بأن يطبق في غزة ماطبقه في الضفة، ونقل النموذج الإستيطاني بما يجعل ماتبقي من فلسطين شبكة استيطانية متكاملة يصعب معها استنساخ أشكال أخري من المقاومة أو عودة حماس نفسها..وكذلك تصبح حدود مصر مع إسرائيل مباشرة وواسعة لايفصلها ولايتخللها منطقة مقاومة وخط دفاعي أول علي حدود سيناء..ناهيك عن اتساع رقعة الكيان الصهيوني ضمن أطوار تمدد يبدو أنها مرتبة ومخطط لها سلفا..

ولو تعمقنا أكثر في الرؤية سوف نري أن الواقع الجديد الذي لانريده سوف يفضي إلي إدارة اقتصادية مغايرة للمنطقة ،ويكفي أنه من أول رصاصة في الحرب خرج الكثيرون ليضعوا من فكرة الخط التجاري المقترح بتدبير أمريكي اسرائيلي ومشاركة من دول عربية وبعيدا عن مصر ،كأحد الأسباب الرئيسية في صناعة حدث ضخم يقضي علي عقبة غزة في طريق هذا المشروع..

ومن هنا فإن التعامل والتعاطي مع خطط إنهاء الحرب التي تجري حاليا يتطلب يقظة ووعيا واستفادة من دروس الماضي خاصة في إهدار الفرص والتشدد الذي يؤدي ألي ضياع الحقوق كلها بدلا من الاحتفاظ ببعضها وبدلا من ترك الزمن يساعد في إكتمال الحقوق..وأمامنا فرصة أن الحرب بعد أشهر طويلة لامنتصر فيها ولامهزوم ،وهي حالة نادرة تتيح مرونة وتقبلا للأفكار المطروحة بما يحفظ ماء الوجه ويمنح الطرفين نافذة للإعلان عن انتصارهما..وربما لأن احساس الجانبين بأن معركة السلام اسخن وأخطر من معركة الميدان هو الذي يدفعهما تلقائيا للخوف من الوقوع في خطأ استراتيجي أو يكون فريسة للعبة يخدع طرف بها الآخر..فالفلسطينيون لايعرفون طبيعة اليوم التالي لأي اتفاق وكيف يمكن أن تتصرف اسرائيل بعد تبادل الأسري ،وأيضا لايوجد لديهم ثقة في موقف عربي واضح وموحد يضمن تنفيذا حرفيا للاتفاق..وفي المقابل لاتريد إسرائيل أن تقامر باتفاقية ترسخ شرعية حماس أكثر وأكثر وهي التي تحملت كل هذه التكلفة لتنخلص منها ،بل لاتريد إلا الاعلان عن الانتصار الكامل لأن غير ذلك معناه هزيمة هو لايتحملها.


#الاحتلال الاسرائيلى #رفح #غزة

اخبار مرتبطة