محمد عبيد 
دعت ماري أوينز تومسن، النائب الأول لرئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» للاستدامة وكبير الاقتصاديين، الدول الأعضاء في منظمة الطيران المدني الدولي «إيكاو» إلى اتخاذ خطوات عملية لدعم خطة «كورسيا» لتعويض وخفض الانبعاثات الكربونية في قطاع الطيران، وذلك خلال انعقاد الجمعية العمومية الـ42 للمنظمة هذا الشهر، والتي تُعقد كل ثلاث سنوات لمناقشة أهم قضايا الطيران العالمي.
وأكدت تومسن أن قضية الاستدامة ستكون على رأس أولويات الجمعية العمومية، مشيرة إلى أن خطة «كورسيا» التي أقرّت عام 2016 تمثل الأداة الاقتصادية الوحيدة المعتمدة للحد من تأثير الطيران الدولي على المناخ، من خلال شراء شركات الطيران وحدات انبعاثات معتمدة أو استخدام وقود طيران مستدام لتغطية الانبعاثات التي تتجاوز 85% من مستويات عام 2019.
وأوضحت أن هذه الوحدات لا تقتصر على كونها اعتمادات كربونية موثوقة فحسب، بل هي أدوات تمويل مناخي تسهم في تقليل الانبعاثات وتحقيق فوائد اجتماعية واقتصادية في الدول النامية مثل خلق فرص عمل وحماية التنوع البيولوجي ونقل التكنولوجيا.
وأشارت إلى أن هناك نظاماً معقداً يضمن النزاهة البيئية لهذه الوحدات، لكن المشكلة تكمن في نقص الكميات المتاحة منها في السوق، ما يهدد التزام شركات الطيران ويؤدي إلى ارتفاع أسعارها، مطالبة الدول بتسهيل الإفراج عن هذه الوحدات من حساباتها الوطنية لتلبية احتياجات القطاع.
واعتبرت تومسن أن دعم «كورسيا» يمثل فرصة «رابحة للجميع»، إذ يحقق التمويل المناخي للدول، ويسرّع جهود إزالة الكربون من الطيران، ويساعد في تنفيذ التزامات اتفاق باريس للمناخ، ويحسن النتائج الاجتماعية والاقتصادية، مشيدة بتجربة غيانا كنموذج يحتذى به.
وشددت على أهمية الالتزام بالخطط المتفق عليها وعدم فرض ضرائب أو رسوم جديدة، والعمل على تحفيز السوق عبر دعم مشاريع متوافقة مع «كورسيا» تساهم في حماية البيئة وخفض الانبعاثات وتعزيز التنمية. وختمت تومسن بتأكيد أن الالتزام بالمعايير العالمية أثبت نجاحه في تمكين الطيران من النمو بعد الحرب العالمية الثانية ليخدم اليوم نحو خمسة مليارات مسافر حول العالم، وأن اتباع النهج ذاته هو السبيل الوحيد لتحقيق هدف الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.