العالم الآن 
تتواصل المفاوضات واللقاءات السرية والعلنية لإبرام صفقة جديدة لتبادل الأسري بين حماس وإسرائيل،وأصبح من المؤكد إتمامها بعد توافق كل الأطراف المباشرة وغير المباشرة علي حتمية إيقاف الحرب سواء مؤقتا بهدنة أطول أو نهائيا مع تغيير في نهج أسرائيل العدواني ليركز علي عمليات نوعية لاستهداف فعال لقيادات المقاومة والأتفاق ،والتخلي عن عشوائية القصف والتوغل بما له من اضرار مباشرة علي سمعة أسرائيل وأمريكا وعزلهما شعبيا علي مستوي العالم كله.
ويبدو من متابعة هذه الاتصالات والمفاوضات مع ربطها بالرغبة في تحديد رؤية لليوم التالي للحرب ،أن صفقة التبادل المقبلة سوف تكون مفاجأة كبيرة وتحولا جوهريا سيصبح حديث العالم..خاصة وأن اسرائيل قالت رسميا أنها تدرس الإفراج عن أسري فلسطينيين ”نوعيين” من أصحاب أحكام السجن الكبيرة والطويلة..والإشارة بكلمة ”نوعية” له دلالات واضحة علي قيمة المفرج عنهم ..وهي أيضا أشارة إلي احتمالات كبيرة أن يكون مروان البرغوثي المناضل الفلسطيني الشهير أحد المفرج عنهم..وهو الشخصية التي تم طرحها كأحد حلول إدارة قطاع غزة مع الضفة الغربية بعد الحرب بدلا من محمود عباس الذي أقترب رحيله من المشهد تماما بكل الحسابات..والبرغوثي ربما يظل أفضل حل واقعي لورطة إدارة غزة التي يهرب الجميع منها بلا استثناء..فهو اسم قد يكون مقبولا من أغلبية الفلسطينيين بتنوع اتجهاتهم ،بل هو الإسم الوحيد الذي من الجائز أن تقبله حركة حماس بكل تشددها عندما تري أنه في النهاية لن يكون ‘ ”عباس جديد” ،خاصة وإن لم يكن أمامها خيارات متعددة وسط عالم يتفاعل ويتدخل بقوة لفرض حل وسط لايعطله أي طرف..