سباق عالمي مع الزمن..لتجنب المجهول الكارثي أمريكا تتسلم ملف غزة كاملا..وإسرائيل ”تتجمل” فقط !

إبراهيم ربيعإبراهيم ربيع 28, نوفمبر 2023 20:11:12
إبراهيم ربيع

لو أطلقوا مسابقة توقعات بين الخبراء والمحللين والمنجمين في كل أنحاء العالم عن المتوقع والمنتظر بين حماس وإسرائيل بعد الهدنة إن طالت أو قصرت ، فلن يستطيع أحد طرح سيناريو موثوق فيه ولو بنسبة متدنية.

الآن تكتظ مواقع صنع القرار في الدول اللصيقة بالصراع أو المرتبطة به من بعيد أو قريب بأرفع وأكبر مسئولي الأمن والتخابر والسياسة ،تحت مظلة وكالة الاستخبارات الأمريكية والبيت الأبيض بما يؤكد أن أمريكا قررت أن تتسلم الملف كاملا، في سباق مع الزمن خلال سريان مجموعة ”الهدن”، حتي لايتم استنزاف تبادل الأسري وبالتالي استفاز أهم وسيلة للتهدئة واهم مبرر لصمت المدافع ،دون خطوة علي الأرض تمنح العالم أملا في نهاية الصراع رغم تعقيداته الشديدة.

لايكف نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي يوميا عن”تجميل” صورته وصورة الكيان ولايكف عن تذكيرنا بمقولته التي حفظ بها ماء وجهة ،بأنه قال للرئيس الأمريكي بايدن أن إسرائيل سوف تعود بعد الهدنة مباشرة للمعارك ولتنفيذ مخططاتها وأهدافها المعلنة بعد طوفان ٧ أكتوبر..وحتي يبرهن للعالم أنه صادق وليس ”مناور” زار قواته في غزة وهو مالم يكن قادرا علي فعله خلال المعارك.

ثم أوحي نتنياهو وقادته العسكريون إلي قواتهم المتمركزة في غزة إلي التحرش بمقاتلي القسام ،وكأنه يريد أن يقنعنا أنه يقول علي الشاشات ويفعل علي الأرض..بينما رأي خبراء ومحللون أنه نوع من التحرش الذي يعكس رغبة في خرق الهدنة ،لأن نتنياهو اكتشف فجأة أن الذي يستفيد من الهدنة هو حماس بينما لحق الضرر بإسرائيل..هؤلاء في الحقيقة عملاء ومشاركون في حملات الدعاية ورسم خرائط تشكيل الرأي العام بما يضغط ويؤثر في معنويات حماس..لأنه ببساطة لو رأي هؤلاء العملاء صحيح لكان لإسرائيل مبرر منطقي وبسيط جدا دون أن يلومها أحد ،وهو رفض امتداد الهدنة ليومين.

والغريب أنه بمثل مايعجز الجميع عن توقع مابعد الهدنة الممتدة..يعجزون أيضا عن تحديد من هو الخاسر الأكبر والفائز الأكبر من الهدنة الحالية..هل أسرائيل أم حماس ؟..لو استعرضنا التعليقات من كل مكان لن نستقر علي من هو الفائز ومن هو الخاسر..بينما في مجمل الحرب وفي عنوانها الكبير حتي الآن ،أنا أري شخصيا أن فلسطين فازت وإسرائيل خسرت بصرف النظر عن مقارنة أرقام القتلي والجرحي ومعدلات هدم المنازل ،وهي قصة أخري طويلة تخص النظرة الاستراتيجية.
وبالإحساس وليس بالحسابات يمكن إلتقاط فكرة عابرة من عملية تبادل الأسري وهي أن المعنويات الفلسطينية أعلي ،بما رأيناه من استعراض ”حمساوي” في قلب غزة عند تسليم دفعة الأسري الإسرائيليين ،ثم ماقاله الأسري عن الرقي الإنساني لمقاتلي حماس ،والغزل فيهم لدرجة أن بعض المنصات الإعلامية توقعت ان تكون بعض الأسيرات وقعم في غرام المقاتلين.

إنها واحدة من حروب الألغاز ،ومرشحة لتكون أكثر حروب المفاجآت والصدمات.


#"إسرائيل #حماس #غزة #فلسطين

اخبار مرتبطة