لم يكن أحد من سكان شارع الجمعية الزراعية بمنطقة كفر فاروق يتخيل أن ضحكات الأطفال ولهوهم المعتاد سيتحول في لحظة إلى مشهد دموي تتطاير فيه الأعيرة النارية، وتتحول فيه الأزقة إلى ساحة كرّ وفرّ بين طرفي مشاجرة طاحنة.
مشادة بسيطة بدأت بين طفلين، كادت أن تُنسى في دقائق، لكنها ما لبثت أن تطورت إلى معركة دامية بين شخصين من جهة، وأربعة رجال وسيدة من جهة أخرى، تبادلوا خلالها السباب والضرب، ثم سُرعان ما امتدت الأيادي إلى السلاح، ودوّى صوت الرصاص في الشارع الهادئ، ليزرع الذعر في قلوب الأبرياء.
المقدم مصطفى البلتاجي.. رأس الحربة وأمل الأهالي
وسط هذا المشهد القاتم، لمع اسم رجل لا يغيب عن ميادين المواجهة، ولا يتأخر لحظة إذا تعلّق الأمر بأرواح الناس: المقدم مصطفى البلتاجي، رئيس مباحث قسم شرطة عين شمس.
البلتاجي لم ينتظر، بل تحرك بسرعة وباحترافية نادرة. جاب الشوارع، وجمع التحريات، وبدأ بتشكيل فريق بحث متخصص حدد خلال ساعات هوية المتهمين، وتحركاتهم، ومكان اختبائهم.
بعقلية أمنية صارمة وقلب لا يعرف الخوف، قاد البلتاجي رجاله بثبات، محولًا الشكوك إلى أدلة، والخيوط المتشابكة إلى سيناريو واضح، انتهى بسقوط الجناة واحدًا تلو الآخر.
العميد أحمد يحيى.. التنسيق الذكي وصانع التكتيك
إلى جوار البلتاجي، كان يقف العميد أحمد يحيى، مفتش المباحث، بقامته الواثقة ورؤيته الشاملة، ينسّق بين عناصر القوة، ويُدير التحركات بذكاء وهدوء.
أحكم الخطة الأمنية التي ضيقت الخناق على المتهمين، وظل متابعًا لتحركات القوة لحظة بلحظة، حتى تم تنفيذ الضبط دون خسائر، وفي توقيت قياسي.
اللواء وائل غانم.. عقل القطاع الشرقي ودرعه الواقي
أما اللواء وائل غانم، مدير مباحث قطاع الشرق، فكان حجر الأساس في هذا الإنجاز. برؤية قيادية حازمة، وجّه رجال المباحث إلى ضرورة التعامل مع الحدث بسرعة واحترافية، مؤكدًا أن “الأمن ليس رد فعل.. بل استعداد دائم”.
وائل غانم معروف داخل أروقة الأمن بالقاهرة بأنه رجل المواقف الصعبة، لا يترك الأمور للصدفة، بل يرسم الخطط بعناية، ويقود العمليات بروح القائد وصرامة العسكري. وكان لتوجيهاته في هذه الواقعة دور محوري في إنجاح الضبط، ومنع تفاقم الأزمة.
اللواء وائل متولي.. خبير الأمن العام ومنظّم الضبط الميداني
وبين سطور هذه العملية البطولية، لا يمكن تجاهل دور اللواء وائل متولي، مساعد مدير مباحث الوزارة لقطاع الأمن العام، الذي تولّى الإشراف الاستراتيجي على الخطة العامة لضبط الجناة.
كان حريصًا على تأمين التحرك، وتوفير الدعم الفني واللوجستي اللازم، ليتمتّع رجال المباحث بحرية التحرك والقبض، دون أن يشعر الجناة أو السكان بأي ارتباك.
اللواء علي نور الدين.. عيون القاهرة الساهرة وراصد الجريمة في مهدها
أما القائد الأعلى لملف الأمن الجنائي بالقاهرة، اللواء علي نور الدين، نائب مدير الإدارة العامة لمباحث العاصمة، فقد لعب دورًا محوريًا في توجيه موارد البحث الجنائي بدقة، واضعًا ثقته الكاملة في رجاله بالقطاع الشرقي.
كان يتابع تطورات المشاجرة من لحظاتها الأولى، ووجّه بتكثيف التحريات والانتشار في المنطقة المحيطة تحسبًا لأي تصعيد، وكان لتوجيهاته الدقيقة الأثر الأكبر في تقليص زمن الضبط وتحقيق أقصى درجات الأمان للسكان.
“رجالة الشرطة رجّعوا الحق.. وخدوا التار لأهالي المنطقة”
وعقب القبض على الجناة، تعالت دعوات الشكر من أهالي كفر فاروق، الذين رأوا في سرعة الضبط واحترافية التحرك، مشهدًا نادرًا من البطولة والانضباط.
“رجالة الشرطة رجعوا لنا الأمان.. رجّعوا الحق وخدوا التار”، بهذه الكلمات عبّر الأهالي عن امتنانهم، وأكدوا أن وجود رجال بحجم البلتاجي وقيادات بحجم غانم ونور الدين، هو الضمانة الحقيقية لسلامهم واستقرارهم.
ما حدث في كفر فاروق لم يكن مجرد ضبط جنائي، بل ملحمة أمنية أبطالها ضباط لا ينامون، رجال يحملون أرواحهم على أكفهم لحماية مواطن بسيط، أو طفل خائف، أو أم مفزوعة.
تحية لكل من شارك في هذه العملية من ضباط وأفراد، وعلى رأسهم:
المقدم مصطفى البلتاجي – رمز السرعة والحسم،
العميد أحمد يحيى – صانع التكتيك وميزان الميدان،
اللواء وائل غانم – قائد القطاع الشرقي وعقل التخطيط،
اللواء وائل متولي – عين الأمن العام الساهرة،
اللواء علي نور الدين – قلب العاصمة النابض بالأمان.
أنتم، بحق، سياج هذا الوطن وسيفه.