عمر عبد العلي
مائة عام ويزيدون ، عاشها الدبلوماسى الأمريكى المخضرم وعقرب السياسة الدولية ” هنري كيسنجر ” عملاق الدبلوماسية الأمريكية ووزير الخارجية الأسبق، تاركا خلفه رحلة عطاء من الدبلوماسية المحنكة ، ووضع بصمات ومدارس فكرية لتعلم السياسة والمراوغة .
فكان رائدا في محاولات توفيق العلاقات بين أميركا من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى، كما أنه العضو الوحيد في حكومة نيكسون الذي لا يزال على قيد الحياة.
وكيسنجر إن كيسنجر، كان وزيرًا للخارجية في عهدي الرئيسين ريتشارد نيكسون، وجيرالد فورد، وأدى دورًا دبلوماسيًا محوريًا خلال الحرب الباردة. .وهو أحد ألمع السياسيين الأمريكيين، ومهندس السياسة الخارجية الأمريكية، وأهم المفكرين الذين مزجوا النظرية بالتطبيق، كما أنه أحد الرموز الذين نالوا لقب «سيد الدبلوماسية الأمريكية».
فقد عمل “كيسنجر”، أستاذا في جامعة هارفارد، وأصبح دبلوماسيا أمريكيا بارزا، ومناورا سياسيا بارعا.. وتفاوض كيسنجر على خروج أمريكا من حرب فيتنام الكارثية، وتقاسم جائزة نوبل للسلام عام 1973 مع لو دوك ثو من فيتنام الشمالية، للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في ذلك العام.
كما صاغ كيسنجر سياسة الوفاق التي أدت إلى ذوبان الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي، ولعب دورا محوريا في هدم الجدار الدبلوماسي العظيم الذي أحاط بالصين الشيوعية لمدة عقدين ونصف.
وظلّ كيسنجر حتى وفاته فاعلاً على الساحة السياسية الدولية، ولم يثنه تقدّمه في السنّ عن السفر ولقاء العديد من قادة العالم، وكان آخرهم الرئيس الصيني شي جينبينج الذي التقاه في يوليو الفائت في الصين
ولد هاينز ألفرد كيسنجر في 27 مايو 1923 في فورث في ألمانيا لأسرة من اليهود الألمان، ولد بالاسم هاينز ألفريد كسنجر، وبسبب ديانته اليهودية هرب مع عائلته عام 1938 من ألمانيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والتحق بمعهد جورج واشنطن في نيويورك.
حصل على الجنسية الأمريكية عام 1948 والتحق بالجيش في العام نفسه، وشغل في ديسمبر 1968 مساعدا لشؤون الأمن القومى، ليتولى منصب رئيس مجلس الأمن القومى خلال الفترة من 1969 إلى 1975 ووزير للخارجية خلال الفترة من سبتمبر 1973 إلى يناير 1977، ومستشار الأمن القومى الأمريكى (1969- 1975).
تميزت حياة كيسنجر عبر مراحلها المختلفة بلحظات فريدة في توجيه حياته الفكرية والعلمية. ومع ذلك فإن العنصر الهام والحاسم في تشكيل وتوجيه حياته كان قدراته الذهنية والفكرية الخاصة، التى استطاع من خلالهما الوصول إلى ما وصل إليه، تبنى كيسنجر فكرة الدفاع عن مصالح الولايات المتحدة الخارجية، وعن لعبها دوراً دولياً فاعلا في وجه قوى الفكر الشمولى كالنازية والفاشية والشيوعية.
خلال مسيرته السياسية الممتدة لنصف قرن، سخر كيسنجر كل قواه الاستراتيجية للجغرافيا السياسية، كما عرف بدوره المؤثر على صعيد الصراع العربى- الإسرائيلى، من خلال جولاته المكوكية في المنطقة في أعقاب حرب أكتوبر 1973
تولى العديد من المناصب الأكاديمية والرسمية، فبين عامي 1954 وحتى 1971، كان عضوا في هيئة التدريس بجامعة هارفارد، سواء في قسم الحكومة أو مركز الشؤون الدولية، إذ تولى منصب المدير المساعد للمركز من عام 1957 إلى عام 1960، وشغل منصب مدير دراسات الأسلحة النووية والسياسة الخارجية في مجلس العلاقات الخارجية من عام 1955 إلى عام 1956.
كتب السياسي الأميركي المخضرم العديد من الكتب والمقالات حول السياسة الخارجية للولايات المتحدة والشؤون الدولية والتاريخ الدبلوماسي.
وفى 27 مايو الماضى احتفل “هنري كيسنجر ” بعيد ميلاده 100 وتوفى اليوم بعد رحلة عطاء فى الدبلوماسية العالمية