هل يخذل العرب مصر في خطر وصول أثيوبيا الي البحر الأحمر ؟..وماهو دور الإمارات واسرائيل ؟

إبراهيم ربيعإبراهيم ربيع 3, يناير 2024 16:01:33
إبراهيم ربيع

دخلت مصر في تحدي جديد ينضم ألي تحديات الجوار مع غزة واسرائيل وليبيا والسودان..وذلك بعد الكشف عن اتفاق أثيوبيا مع أرض ”صومال لاند” المنشقة عن الدولة الصومالية لإنشاء منفذ بحري لها قريبا من ميناء بربرة علي البحر الأحمر.

وأرض ”صومال لاند” هذه منحت لنفسها توصيف ”جمهورية” رغم عدم الإعتراف بها دوليا.. وتسربت إليها أثيوبيا بتحريض قوي دولية وربما عربية ،ومن قبلها تحريض إسرائيلي يجعل من أثيوبيا ورقة ضغط جديدة لها في المنطقة وإحدي حلقات حصار مصر التي تتشكل رويدا رويدا ولايلجمها إلا قوة ردع الجيش المصري..ثم هي دائرة تهديد أخري من أثيوبيا بعد أن فرضت أمرا واقعا من خلال سد النهضة وأيضا بعد أن مر أكثر من عقد كامل دون أن تتعرض لضغط خشن يفرمل اندفاعها نحو العداء السافر وتهديد الأمن المائي لمصر.

وهذه المرة تحركت مصر أسرع من حركتها عند البدء في إنشاءات سد النهضة واتصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالرئيس الصومالي وكان الاتصال كافيا لتوصيل رسالة ألي كل الأطراف بأن مصر ترفض أي نفوذ عسكري من خارج المنطقة في البحر الأحمر..ولم تتأخر الصومال في الإعلان فورا بأن صومال لاند هي جزء لايتجزأ من الدولة الصومالية ولاحق لها في التصرف أو أبرام اتفاقات منفردة بما في ذلك من انتهاك لسيادة الصومال.

صحيح الموقف الصومالي جيد حتي الآن لكن ليس ذلك كل شئ مطلوب، لأن أثيوبيا اعتادت من خلال تجربة طويلة مع أزمة سد النهضة ألا تبالي بردود فعل الأطراف الأخري ولا بالوساطات، وتستخدم نفس استراتيجية إسرائيل في التفاوض من أجل التفاوض لإضاعة الوقت وقتل القضايا وفرض الأمر الواقع..وهي في سبيل ذلك قدمت للمنشقين الصوماليين إغراء بأن تكون أول من يعترف بدولتهم مقابل هذا الانتفاع الذي يستمر ٥٠ عاما علي سبيل التأجير..والمفارقة الغريبة التي تطرح علامات استفهام كبيرة أن المنفذ البحري المزمع تأسيسه يجاور مباشرة ميناء بربرة الذي تديره شركة مواني دبي الاماراتية والمستخدم أصلا كمنفذ بحري أثيوبي وبشكل ودي منذ أن انفصلت صومال لاند عن الوطن الأم عام ١٩٩١.

وتلقائيا أعلنت الدول المطلة علي البحر الأحمر اعتراضها علي المشروع خاصة جيبوتي وأريتريا ومعها الصومال..

إلا أن السؤال الأهم علي الأقل بالنسبة لمصر هو : ماموقف الدول العربية من الخطوة الإثيوبية وبالتحديد التي تطل علي البحر الأحمر ..وهل تفاجئنا بمواقف مائعة كما حدث مع سد النهضة ؟..كل شئ وارد في ظل حالة السيولة التي يشهدها العالم وتشهدها المنطقة ..لكن يبدو أن أول الخطوات التي ستلجأ أليها مصر هي التشاور العربي وانتزاع موقف قوي من جامعة الدول العربية ،وهنا سوف تظهر علي السطح المواقف الحقيقية بما يسهل علي مصر تحديد خط سيرها تجاه هذا التحدي الجديد.



اخبار مرتبطة