في ظل الصمود التاريخي للمقاومة في غزة وبما أثاره من إعجاب ومشاعر الفخر والنشوة علي صعيد الشارع العربي..بدأت تلميحات مقلقة تظهر علي منصات ليس لها من دلائل ولا أسانيد ولكنها تزيد من الغموض والتشكك في سير المعارك بين المقاومة وإسرائيل..
بعض من هذه التلميحات والإشارات تتحدث عن تأثر المقاومة بزخم العدوان الصهيوني البربري وشموليته بعيدا عن تقديرات علنية يتسابق في طرحها محللون عن حتمية هزيمة الجيش الاسرائيلي المدعم بالقوي الكبري ومرتزقة الحروب.
الآن بدأ حديث خافت عن تراجع فاعلية الأنفاق سلاح حماس الرئيسي بسبب إكتشاف اسرائيل لعدد غير قليل منها أثر ميدانيا علي الإقتتال علاوة علي خسائر بشرية من شهداء المقاومة بعدد أيضا مؤثر في زخم التصدي.
هنا لابد أن نتشكك مبدئيا من ترويج هذه المعلومات ونسأل عن القصد منها،وهل هي حقيقية أم أحد وسائل الحرب النفسية..ولو استعرضنا مايدور علي حواف العمليات العسكرية ،يمكن تقييم الموقف والحكم علي المعلومات الجديدة..مثلا نحن نتابع آراء وتصريحات قادة عسكريين وسياسيين إسرائيليين سابقين تنصح بالانسحاب الفوري من غزة ،واخرهم إيهود باراك الذي أشار إلي وجود انجازات عسكرية إسرائيلية لكن دون تحقيق أهداف كبيرة..لكن يقابل ذلك سحب إسرائيل لأربعة ألوية وخروجها من ساحة المعركة وهذا إما أنه مؤشر إلي عدم الحاجة لها بعد تقليص قدرات المقاومة،أو تنفيذا لوجهة النظر الأمريكية بتخفيف الحملة لتتحول ألي عمليات نوعية..وهنا لاتوجد دلائل تثبت صحة أي من الطرحين..ثم أن إصرار نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي علي إكمال العملية الشاملة بكل قوتها ربما لايكون فقط لمجرد هروبه من محاكمات تحديد المسئولية عما حدث، فلعله يري مع بعض أعضاء مجلس الحرب أن كل يوم يمر يقترب معه تحقيق أي هدف كبير من الأهداف المعلنة.. ثم يلفت النظر أيضا بدء سحب أمريكا لقطع حربية لها من البحر المتوسط ،وأيضا لانعرف هل تسحبها توقعا لنهاية قريبة للعملية الإسرائيلية أم لنقلها إلي البحر الأحمر قريبا من الحوثيين وإيران ..
ووسط كل هذا المشهد الضبابي تفاجئ المقاومة الجميع وتقصف تل أبيب بصواريخها وهذا يتناقض مع فكرة الانكسار التي يتم ترويجها.. طبعا لابد من التأكيد أن المقاومة ليست بعيدة عن تكبد خسائر ،وأن مانراه في فيديوهات القسام هو الذي يحدث فقط في الميدان..بالطبع لن تحشد إسرائيل كل جيشها لكي تتلقي فقط الضربات من المقاومة..من الطبيعي أنها تصيب المقاومين بخسائر ولا تقتصر عملياتها فقط علي مذبحة المدنيين والأطفال والنساء .
باختصار هناك تحولات تجري ميدانيا ومزيد من الغموض ربما تتخلله مفاجآت كبري سواء من حماس أو إسرائيل.. ونتمناها طبعا من حماس لنحتفل معها بانتصار سوف يغير الكثير في المنطقة كلها.