إلتقت الأغراض الشخصية لترسم خريطة مأساوية دون الالتفات إلي أبعاد وتوابع الحرب الهمجية علي غزة وعلي المنطقة بما فيها إسرائيل نفسها.
هي تقريبا أول حرب واسعة تديرها أهواء شخصية تحت غطاء أهداف عامة يختبئ وراءها قادة أسرائيل..
يكفي أن نسأل أنفسنا : ماذا لو لم يكن نتنياهو رئيس الوزراء الصهيوني مهددا بالرحيل والمحاكم علي جرائم قديمة وحديثة ؟..وماذا لو لم يكن قادة الجيش الإسرائيلي وقادة الموساد متهمين بالتقصير والإهمال الذي أدي إلي عملية طوفان الأقصي ؟..والإجابة بسهولة أن سيناريوهات الحرب كانت ستختلف لو أن الخطر فقط يقتصر علي إسرائيل.
إلتقي غرض نتنياهو مع غرض الموساد والجيش في حتمية استمرار التدمير وتحقيق إنجاز علي الأرض يوازن طوفان الأقصي حتي يفلتون من مصير شخصي مروع أبسطه حبس نتنياهو ،ومحاسبة قادة الحرب والمخابرات ..
وإذا أردنا توسيع دائرة الأغراض الشخصية فلن نجد أفضل من الرئيس الأمريكي بايدن الذي غرست أقدامه في وحل غزة ولايعرف كيف يخرج ولا كيف يبقي وهو علي بعد أمتار قليلة من الانتخابات الرئاسية..أي أن هذه الحالة التاريخية النادرة تبيح إبادة شعب وتطهير عرق وتغيير خرائط وربما تخريب منطقة الشرق الأوسط وامتداد شظايا التخريب إلي العالم بأسره ،من أجل حفنة من الرجال المتهورين المطلوبين في قضايا ومحاسبات شخصية.. هم يريدون اولا وثانيا وأخيرا أنقاذ انفسهم حتي لو لم ينقذوا أسرائيل..وبالتالي علي من يضع يده في محرقة غزة أن يعي جيدا معادلات الأزمة كلها لكي يبحث عن الحلول المناسبة لها بدلا من مد اليد إلي تصورات وتهيؤات ليس لها علاقة بالواقع وبالدوافع الأساسية لأن الحرب لن تتوقف إلا إذا ضمن القادة ”المطلوبين” عدم محاسبتهم .