أكد المهندس ياسر الحفناوي، القيادي بحزب مستقبل وطن، أن التوجيهات التي أصدرها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال اجتماعه الأخير مع قيادات الإعلام والصحافة تمثل نقطة تحول جوهرية في مسار الإعلام المصري، إذ تأتي هذه التوجيهات في توقيت بالغ الأهمية تشهد فيه الساحة الإعلامية تحديات متسارعة، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي، ما يجعل من الضروري إعادة صياغة دور الإعلام ليصبح أكثر فاعلية وتأثيرا في تشكيل وعي المواطن وحماية الأمن القومي الفكري للدولة.
وأوضح «الحفناوي» أن قراءة متعمقة لمضامين حديث الرئيس تكشف عن إدراك حقيقي لطبيعة الدور المحوري الذي يلعبه الإعلام في بناء المجتمعات، حيث ركز الرئيس على ضرورة تحقيق التوازن بين حرية التعبير والمسؤولية الوطنية، بما يضمن أن يظل الإعلام منبرا للتعددية والانفتاح على جميع الآراء الوطنية، مع الحفاظ على ثوابت المجتمع وقيمه، وهو ما يعد قاعدة أساسية لتعزيز الثقة بين المواطنين ووسائل الإعلام، ويضع حدا لحالة الاستقطاب التي قد تنتج عن غياب الحوار المتزن.
وأشار «الحفناوي» إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد انعكاسات مباشرة لهذه التوجيهات، حيث يتوقع أن تبدأ المؤسسات الإعلامية، سواء القومية أو الخاصة، في تنفيذ خطط شاملة للتطوير تشمل تحديث البنية التكنولوجية، وتحسين أدوات إنتاج المحتوى، وتدريب الكوادر البشرية على أحدث أساليب العمل الصحفي والإعلامي، بما يواكب التحولات التي يشهدها العالم في هذا المجال، موضحا أن تركيز الرئيس على الكوادر الشابة المؤهلة يحمل دلالة واضحة على أن الدولة تراهن على قدرات الأجيال الجديدة في تقديم محتوى مبتكر يتفاعل مع الجمهور بلغة العصر، مستفيدين من التطور الهائل في أدوات الإعلام الرقمي ومنصات التواصل الاجتماعي.
ولفت القيادي بحزب مستقبل وطن، إلى أن إتاحة المعلومات والبيانات بشكل منظم أمام وسائل الإعلام، خاصة في أوقات الأزمات، تمثل خطوة جوهرية لمحاصرة الشائعات والأخبار المضللة، حيث إن غياب المعلومة الدقيقة يخلق فراغا إعلاميا يسهل استغلاله من قبل الأطراف المعادية لبث الفتن وزعزعة الثقة، مشددا على أن الشفافية في تدفق المعلومات ستعزز من مصداقية الرسالة الإعلامية وترسخ صورة الدولة القادرة على مواجهة التحديات بالحقائق لا بالشعارات.
وأكد «الحفناوي» على ضرورة تبني خطة متكاملة تتضمن إطلاق أكاديمية وطنية للإعلام تقدم برامج تدريبية متقدمة بالشراكة مع خبراء دوليين، بحيث تشمل التدريب على الصحافة الرقمية وصحافة البيانات وإدارة الأزمات الإعلامية، إلى جانب إنشاء وحدة للرصد والتحليل داخل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، تختص بمتابعة اتجاهات الرأي العام وقياس تأثير المحتوى المقدم، داعيا إلى تعزيز المحتوى الثقافي والفني والتنموي في وسائل الإعلام ليكون مرآة تعكس هوية المجتمع وقيمه الإيجابية، مع التوسع في الشراكات الدولية لإنتاج محتوى مشترك يسهم في دعم القضايا المصرية على الساحة العالمية وإبراز الصورة الحقيقية لمصر.
وشدد المهندس ياسر الحفناوي، على أن هذه التوجيهات تمثل فرصة تاريخية لإحداث نهضة إعلامية شاملة إذا ما تم تنفيذها بخطوات مدروسة وبمشاركة جميع الأطراف المعنية، مؤكدا على أن نجاح هذه الرؤية سيجعل الإعلام المصري عنصر فاعل في دعم مشروع الجمهورية الجديدة، ودرعا قويا لحماية الهوية الوطنية في مواجهة تحديات العولمة والتطور التكنولوجي المتسارع، ومن ثم يضمن استمرار الإعلام المصري صوتا وطنيا حرا قادرا على المنافسة والتأثير محليا وإقليميا ودوليا.