أكد المهندس المعماري سيف إسماعيل موسى، مؤسس شركة SAM للتصميمات والعمارة وعضو مجلس إدارة مجموعة صقر للأمن والحراسة والمقاولات العامة، أن مصر تقف اليوم على أعتاب مرحلة معمارية جديدة يجب أن تدمج بين التكنولوجيا الذكية والاستدامة البيئية، مشيرًا إلى أن هناك فرصة حقيقية لأن تتحول مصر إلى مركز إقليمي للعمارة الحديثة، شريطة أن نُعيد النظر في مفاهيم التصميم والتخطيط العمراني بما يتواكب مع المتغيرات العالمية.
وقال سيف إسماعيل موسى، إن العمارة لم تعد مجرد واجهات أنيقة أو مباني شاهقة، بل أصبحت مسؤولية مجتمعية ترتبط براحة الإنسان واحتياجاته اليومية، موضحًا أن فلسفة التصميم المعاصر يجب أن تنطلق من مبدأ “التوازن بين الجمال والكفاءة”، وهو ما تسعى الشركات إلى تطبيقه في كافة مشاريعها التي تعتمد على حلول معمارية ذكية، تراعي استهلاك الطاقة، وتحترم البيئة، وتلبي تطلعات المجتمع الحديث.
وأضاف سيف إسماعيل موسى، أن الجيل الجديد من المعماريين المصريين يمتلك أدوات غير مسبوقة من العلم والابتكار، لكنه يحتاج إلى مناخ محفز، ومساحات حرة للتعبير، ودعم حقيقي من مؤسسات الدولة لتبني أفكاره، مؤكدًا أن العمارة يمكن أن تصبح إحدى أدوات القوة الناعمة لمصر إذا ما تم توظيفها ضمن رؤية وطنية شاملة تراعي الهوية والثقافة والبعد الجمالي.
وأوضح سيف إسماعيل موسى، أن الدولة المصرية قطعت خطوات مهمة في مجال البنية التحتية والمدن الجديدة، مشيرًا إلى أن مشروعات مثل العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة تمثل نقطة انطلاق قوية، لكنها بحاجة إلى تفعيل أوسع لدور المعماري المصري وتوسيع المشاركة الشبابية في رسم الملامح الحضرية لهذه المدن لتكون قادرة على المنافسة الإقليمية والدولية.
وأشار سيف إسماعيل موسى إلى أن عمله في أكثر من شركة ومجلس إدارة، إلى جانب تأسيسه لشركته الخاصة، أكسبه نظرة شمولية لأبعاد العمل المعماري من التخطيط حتى التنفيذ، مؤكدًا أن التحدي الأكبر اليوم ليس في بناء أبراج أو مجمعات سكنية، بل في بناء مجتمعات متكاملة تُحقق الكفاءة الوظيفية والجودة المعيشية.
وعلى الجانب الرياضي، شدد سيف إسماعيل موسى على أهمية الربط بين الصحة الجسدية والنجاح المهني، مشيرًا إلى أن تجربته كبطل دولي في رياضة الترايثلون، ومشاركته في عدد من البطولات العالمية مثل بطولة إفريقيا في موريشيوس (ثاني القارة)، وبطولة آسياجو في إيطاليا (رابع عالميًا)، بالإضافة إلى كونه أول مصري وعربي وأفريقي يشارك في الترايثلون الشتوي، ساعدته على تطوير قدرته على التركيز والانضباط، وهي مهارات يطبقها باستمرار في عمله المعماري.
كما عبّر عن فخره الكبير بحصوله على الميدالية الذهبية في بطولة هامبورج بألمانيا ضمن فريق التتابع المصري، مؤكدًا أن تمثيل مصر في المحافل الدولية شرف ومسؤولية، وأنه يسعى لأن يكون نموذجًا إيجابيًا للشباب في كيفية التوفيق بين العمل والرياضة، وتحقيق الذات في أكثر من مجال.
واختتم المهندس سيف إسماعيل موسى تصريحاته بالتأكيد على أن مصر تمتلك كنزًا حقيقيًا يتمثل في شبابها، وأن المرحلة القادمة تتطلب تشجيع روح المبادرة، وفتح أبواب الاستثمار في العقول الشابة، قائلًا: “لو أعطينا الثقة والفرصة للشباب، سنبني ليس فقط مدنًا ذكية، بل مستقبلًا كاملًا قائمًا على الإبداع والعمل والاعتزاز بالهوية المصرية”.