اتصل علي أحد زملائى في التراث في إحدى الدول العربية لارسال أوراقي الثبوتية للعمل ، فدمعت عيني وتذكرت الخرطوم وما أحل بها من دمار ، فهل أجد أوراقي ؟ أم ضاعت مع الحرب!!
يقول لي للعمل ارسلي سيرتك الذاتية.
- من أين لي ياهذا؟ وأنا في هذه الحرب قد فقدت أوراقي الثبوتية!!
قد دمر الطغاة بيوتنا
فأصبحت أوراقنا نسيا منسيا
قد دمروا المساجد والجامعات ودار الكتب السودانية.
من أين اتي لك بأوراقي الثبوتية؟
واني قد تلقيت تعليما
ودراسات فوق الجامعية؟
بدانة في سماء وطني
تم فقد الأمهات
والشيوخ والصبية
تم حرق كل شئ
فظل قلبي ينزف
دما صباحا وعشيا.
إنى فقدت أوراقي
يكفيني اني بين الشعوب سودانية
ارثا وعرقا وحضارة وهوية
أوراقي الثبوتية هم
جيشي وأبناء وطني
الذين فقدوا أرواحهم بجسارة وشجاعة حربية
يكفيني فخرا اني بنت بعانخي وحفيده مهيرة
وجدودي سلاطين
وكوشية واتحدث النوبية
أنا من السلطنه الزرقاء ومهدية
وأوقد نارا صوفية🔥
نحن أبناءك يا سودان
لنا تاريخ بين شعوب العالم لاتحرقه الدانات
ولا القذائف النارية
سيكتب التاريخ أني يمنية فلسطينيه سودانية.
ليعرف أبناء العروبة حب الوطن والنفوس الأبية
وكيف نرجع يا خرطوم وقد فقدنا كل شي حتي اوراقنا الثبوتية؟
من غير أوراقي؟
هل يصدق العالم أني أبحث في تراثي وهويتي ولغتي السودانية؟!
وماذا سأحكي للاجيال من امثال وقصص شعبية؟
هل يعيد لي المال:
وطني
وأبناء عشيرتي
وسعادتي
وحتي اوراقي الثبوتية!!