أعلن الطيار أحمد عادل، رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران، أن الشركة تستعد لاستقبال أول طائرة من طراز «إيرباص» A350 في شهر ديسمبر المقبل، إيذانًا ببدء تنفيذ خطة تسليم الطائرات الجديدة التي تم التعاقد عليها مؤخرًا ضمن استراتيجية تحديث الأسطول والتوسع الدولي. وأضاف أن جدول التسليم المتفق عليه مع “إيرباص” يتضمن استلام 10 طائرات من هذا الطراز، تبدأ أولها في نهاية العام الجاري، ثم 6 طائرات خلال عام 2026، و3 طائرات أخرى في عام 2027.
وفيما يتعلق بصفقة الطائرات «بوينج»، أوضح عادل أنه التقى على هامش اجتماعات الجمعية العامة للاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» المنعقدة في نيودلهي، بممثلي شركة “بوينج”، حيث تم الاتفاق على جدول تسليم 18 طائرة جديدة من طراز B737 MAX، من المقرر أن تبدأ مصر للطيران في استلامها اعتبارًا من يناير 2026 بواقع 8 طائرات خلال العام نفسه، تليها 10 طائرات أخرى في عام 2027.
وأضاف أن مصر للطيران اتخذت عدة خطوات استباقية لتفادي أي فجوة تشغيلية قد تنتج عن تأخير تسليم الطائرات الجديدة، من بينها تمديد عقد الإيجار لعدد 5 طائرات من طراز B777-300ER لمدة عام ونصف، وهو ما يمنح الشركة مرونة تشغيلية تُمكنها من الاستمرار في تلبية الطلب المتزايد على الرحلات، حتى دخول الطائرات الجديدة الخدمة رسميًا.
وأشار إلى أن الشركة قررت كذلك تجديد طائرتين من طراز A330-300 بشكل كامل، بما يشمل تحديث المقصورة الداخلية لتتطابق مع معايير الراحة والتقنيات الحديثة المستخدمة في طائرات A350 الجديدة، على أن يتم الانتهاء من عملية التجديد في ديسمبر المقبل، ما يعكس التزام الشركة بالارتقاء بتجربة السفر للمسافرين، حتى قبل اكتمال تحديث الأسطول بالكامل.
وأوضح عادل أن خطة مصر للطيران تنقسم إلى شقين رئيسيين: شق استراتيجي يركز على التوسع المدروس في الأسواق التي تعمل بها الشركة بالفعل، من خلال زيادة الترددات والسعة المقعدية، إلى جانب فتح أسواق جديدة بناءً على دراسات الجدوى وحجم الطلب المحتمل؛ وشق تكتيكي يتعلق بإدارة توقيتات دخول الطائرات الجديدة، والتكيف مع أي تغيرات غير متوقعة في الجداول الزمنية للتسليم.
وأكد أن مصر للطيران تسعى إلى تعزيز حضورها في الأسواق التي تمتلك فيها قاعدة قوية من العملاء، مع اقتناص الفرص التوسعية في وجهات جديدة واعدة، بما يضمن تحقيق عوائد مستدامة ويعزز من تنافسية الشركة على المستوى الإقليمي والدولي.
وفي سياق متصل، قال الطيار أحمد عادل إن مشاركته في اجتماعات الاتحاد الدولي للنقل الجوي “إياتا” والاجتماعات القيادية على هامش المؤتمر، تُمثل فرصة مهمة لفهم الاتجاهات العالمية في صناعة الطيران، لا سيما ما يتعلق بالتحول البيئي وتشريعات استخدام الوقود المستدام. وأوضح أن التوجه الأوروبي لفرض أهداف ملزمة لاستخدام الوقود الحيوي بحلول عام 2050 يشكل تحديًا رئيسيًا لجميع شركات الطيران، نظرًا لما قد يترتب عليه من تكاليف إضافية قد تؤثر على أسعار التذاكر وحركة السفر.
وأضاف أن الحل لا يمكن أن يكون فقط في التشريعات الملزمة، بل لا بد من توفير حوافز حقيقية تدعم الشركات في التحول نحو الطاقة النظيفة، كما هو الحال في بعض الولايات الأمريكية مثل كاليفورنيا، التي تقدم مزايا للمستخدمين دون فرض عبء مالي مباشر عليهم، داعيًا إلى ضرورة إيجاد توازن عادل بين الحوافز والإلزام التشريعي لضمان استدامة الصناعة.
وعلى صعيد تحالف “ستار ألاينس”، كشف الطيار أحمد عادل أن مصر للطيران حققت نسبة توافق بلغت 94.4% مع متطلبات التحالف، وهي من أعلى النسب بين الشركات الأعضاء. وأكد أنه طالب خلال الاجتماعات الأخيرة بعقد تقييم دوري لأداء الشركة داخل التحالف كل ثلاثة أشهر، بهدف تعزيز نقاط القوة ومعالجة أي تحديات تشغيلية، بما يسهم في رفع مستوى جودة الخدمات وتحسين تجربة العملاء.
كما أشار إلى أهمية وجود مصر للطيران في المنصات الدولية مثل مؤتمرات «إياتا» ، حيث تتيح هذه المشاركة تبادل الخبرات والاطلاع على أفضل الممارسات في الصناعة. وقال إن الاتحاد يوفر أدوات قياس دقيقة مثل مؤشرات هامش الربح، الذي يتراوح عالميًا بين 3% و10%، مما يتيح للشركات مقارنة أدائها بمؤشرات السوق العالمية.
وختم عادل تصريحاته بالتأكيد على أن مصر للطيران ملتزمة بتنفيذ خطتها التوسعية دون الإخلال بالكفاءة التشغيلية، مع الحرص على التكيف مع المستجدات العالمية سواء في سوق الطيران أو التشريعات البيئية، مشددًا على أن المرحلة المقبلة ستشهد تحسنًا ملحوظًا في الخدمات وشبكة الوجهات مع دخول الطائرات الجديدة الخدمة تباعًا.