خلال تصفحي مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدًا “لينكدإن”، وجدت فيديو جعلني أطير فرحًا؛ حيث إن شباب مصر الواعي، خريجي كليات الهندسة والحاسبات، يساعدون في إصلاح سنترال رمسيس، ليضربوا أروع مثل في الانتماء، ويؤكدوا أن معدن المصري يظهر وقت الأزمات.
عندما كنا صغارًا، إذا حدث حريق ما، كنا نجد الشارع كله، مهما اختلف الناس أو كانت بينهم مشاحنات، يهرع لإطفاء الحريق. وكنا نشهد طرائف عدم الاستعداد، من الملابس وغيرها، ثم تظهر سخرية المصريين، ونطمئن على بعضنا بعضًا، لنكتشف بعدها أن نزعة الانتماء ودم المصريين الحامي يدفعهم دائمًا إلى المشاركة الإيجابية.
ونستشعر هذا الأمر بقوة أثناء حوادث الطرق؛ فالجميع يتركون سياراتهم لإسعاف المصابين.
حتى في الغربة، عندما نجد بعضنا بعضًا، تكون لهفة اللقاء، ويأتي سؤال يتلفظ به القلب: “أأنت مصري؟” ومع أول ضحكة يقول أحدنا: “حمد الله على السلامة”، فتعمّ فرحة غير عادية.
أتمنى أن نجد بعضنا بعضًا داخل الوطن، وألّا نتوه عن بعضنا أبدًا، وألّا تتوحش بنا السبل إلى المال، فتفرّق المصالح بيننا؛ فمصريتنا مغروسة بنا، محروسة من الله.
إيميل الكاتب:
kemoadwia@yahoo.com