خرج علينا السفير الإنجليزي ليعلن عن رفع الحواجز الخرسانية من أمام مقر سفارة إنجلترا في القاهرة، وقد أحرزت مصر التعادل نظرًا لواقعة سابقة. ثم مرت ساعات من السكون، فخرج علينا وزير الخارجية المصري ليحدثنا عن المعاملة بالمثل لنحرز هدفًا دبلوماسيًا.
وللعلم، فقد حدثت واقعة في بريطانيا، حيث لم يتم التأمين الكامل للسفارة المصرية هناك، فقامت السفارة بمخاطبة السلطات الإنجليزية، فجاء الرد سلبيًا أو اتسم بمزيد من الهدوء، فكان ذلك الهدف السابق. ثم أغلقت السفارة الإنجليزية بالقاهرة مبناها الرئيسي، وهنا توقفت المباراة.
وبالتأكيد ستجري محادثات ومشاورات حيال هذا الأمر، لمزيد من التوضيحات وتقريب وجهات النظر، حتى تستعيد العلاقات رونقها من جديد بعد إثبات أن مصر قادرة. فمصر دولة كبيرة ولها اعتباراتها في الشرق الأوسط، والرسالة وصلت للجميع: المعاملة بالمثل.
ومصر لديها سفارات وعاملون بالخارج وطلبة، وأرجو أن تصل هذه الرسالة إلى جميع الدول، حفظًا لمصر وكرامة المصريين، وأن تُعامل الدول القوية بالمثل، ولكن بحكمة، فالعلاقات الدبلوماسية تحكمها الغرف المغلقة، وليست كمباراة كروية مكسب وخسارة، إذ إن هناك أبعادًا أخرى.
ونتمنى مزيدًا من هذه التحركات وردود الأفعال – ولو بسيطة – التي تجعل مصر خطًا أحمر في العالم بأسره.