د. أحمد كمال يكتب: عنتر ولبلب عبر الزمن

العالم الآنالعالم الآن 21, أغسطس 2025 21:08:50

بما أننا في إجازة الصيف، تحاول بعض القنوات عرض أفلام مسلية. شاهدتُ أمس فيلم عنتر ولبلب وقصة “السبع أقلام”، حيث كان بينهما رهان: من يخسر يترك الحارة.

تأملتُ كم مرة تكرر هذا السيناريو في الحقيقة، فأسقطته على حادثة بالجوار، لأجد أن عنتر بقوته المفرطة يريد إخراج لبلب من الأرض وسلب سلطته وكرامته، بينما يظهر لبلب ويختفي فوق الأرض وتحتها ليكبد عنتر خسائر كبرى لا يتحملها أحد.

لكن الجميل في قصة الفيلم أن أهل الحارة جميعهم وقفوا مع لبلب لأنه صاحب الحق. عكس الواقع في بعض الأمور، إذ نجد أهل الحارة يبيعون ويشترون مع عنتر ويقفون في صفه. حتى أبو خطيبة لبلب –وأظن أن اسمه “أبو حنان” أو ما شابه– حاول الإيقاع به مرات عديدة ولم يفلح.

إن صبر لبلب ومثابرته في مقاومة هذا العتيّ، عنتر، ومراوغته الدائمة له على جميع الأصعدة، نجحا حتى أتم السبع أقلام. ولكن أين النزاهة؟ فقد تخلّى الجميع عن لبلب، ورفضوا الاعتراف بانتصاراته المدوية، بل إن بعضهم لامه على مقاومة عنتر! وبلغت بجاحة البعض أن قالوا له: “أنت جبان، تضرب عنتر وتختفي، وأنت السبب في خسائرك”، فلم يشجعه أحد على مقاومة الظلم.

إن قصة عنتر ولبلب نجدها بأشكال مختلفة في السياسة والاقتصاد والمجتمع، بل وحتى بين الدول. وبالختام أقول: حتى لو دعم أهل الحارة عنتر وتركوا لبلب وحيدًا، حتمًا سينتصر لبلب، لإيمانه بقضيته، على عنتر بقوته المفرطة. فقصة عنتر ولبلب نهايتها معروفة ومتكررة عبر الزمن.

إيميل الكاتب:

kemoadwia@yahoo.com


#أفلام قديمة #السياسة والاقتصاد #السيناريو #د. أحمد كمال يكتب #د. أحمد كمال يكتب: عنتر ولبلب عبر الزمن #عنتر #فيلم عنتر ولبلب #لبلب #موقع العالم الآن الإخباري alalamalan.com

اخبار مرتبطة