اندرو عزمي:
النجاح الحقيقي لا يأتي من الاستقرار الوظيفي
الوظيفة المريحة أشبه ببحيرة هادئة تظن أنك تسبح لكنك في الواقع تعوم في مكانك
النجاح لا يأتي من المنتج المثالي، بل من حل مشكلة حقيقية تؤلم الناس
المستقبل للتجارة الإلكترونية لإنها تتناسب نمط حياتنا
82 مليون مستخدم إنترنت في مصر تجعل منا السوق الأكبر بالوطن العربي للتجارة الإليكترونية
“جروفلكس” تقدم حلولا
مبتكرة لتحديات التجارة الإلكترونية
في عالم مليء بالتحديات، يُعد البحث عن الشغف وبناء عمل خاص خطوة جريئة تتطلب شجاعة وإرادة قوية. آندرو عزمي مؤسس منصة “جروفلكس” للتجارة الإليكترونية، هو مثال حي على هذا المسار الشاق. في قصة نجاحه، نتعرف كيف قرر آندرو ترك وظيفة ذات راتب مغرٍ في شركة خليجية كبرى، مؤكدا أن منطقة الأمان قد تكون فخًا يعيق الطموح والإبداع.
آندرو يمتلك روية وإصرار كبيرين حيث أدرك أن النجاح الحقيقي لا يأتي من الاستقرار الوظيفي، بل من المخاطرة واتباع الشغف. بدأت رحلته من موظف صغير إلى رائد أعمال ناجح، حيث واجه العديد من العقبات والتحديات في طريقه نحو تحقيق رؤيته.
في هذا الحوار، يشاركنا آندرو تجاربه الشخصية الملهمة والدروس المهمة التي تعلمها على مدار السنوات، مقدماً نصائح قيمة لرواد الأعمال الذين يسعون وراء أحلامهم ويشاركنا الخطوات التي يجب اتخاذها لبناء عمل خاص يترك أثرًا حقيقيًا في المجتمع؟
في البداية سألته..
- كيف أقنعت نفسك بترك راتب ضخم في شركة خليجية لتبدأ مشروعك الخاص في التجارة الأليكترونية؟
أتذكر جيداً يوم بدأت أول وظيفة مكتبية في شركة دانات. كنت في السابعة عشر من عمري، وكان لدي يقين داخلي أن مساري سيكون مختلفاً.ولم أكن أعرف وقتها ما الذي سأبنيه، لكنني كنت أعلم أن الوظيفة التقليدية لن تكون محطتي الأخيرة ومرت ١٢ عاماً..وجدت نفسي في الثلاثين، أتقاضى راتباً ممتازاً، لكن شيئاً بداخلي كان يصرخ: ‘هل ستظل تخدع نفسك بحجة التعلم من مطابخ الشركات؟’حقيقة أريد مشاركتها معكم: الوظيفة المريحة أشبه ببحيرة هادئة. تظن أنك تسبح فيها نحو أهدافك، لكنك في الواقع تعوم في مكانك.
- لكن البعض يرى في في الوظيفة ما يحقق طموحاته؟
بالطبع، قد تحصل على أعلى الرواتب وتتسلق السلم الوظيفي سريعاً إذا طورت نفسك. لكن هناك حقيقتان لا يخبرك عنهما أحد: أولا مجهودك لا يترجم دائماً إلى قيمة حقيقية تعود عليك وكلما صعدت في السلم الوظيفي، زادت البيروقراطية التي تكبل إبداعك لذا قررت أن أغادر منطقة الأمان، وأن أبني شيئاً يترك أثراً.
كيف كانت رحلتك في الانتقال من مجال إلى آخر، وما الدروس التي تعلمتها خلال هذه السنوات؟
رحلتي لم تكن انتقالاً من مجال إلى آخر بقدر ما كانت تطوراً طبيعياً لشغفي بالتجارة الإلكترونية.
بدأت في 2009 بالعمل الحر على Upwork، كنت أبحث عن طريقي. في 2021، انضممت لـ’زد’ كمدير تسويق ونمو المنتجات، وكان هذا تحولاً مهماً في مساري.
- ما أهم الدروس التي تعلمتها خلال هذه السنوات؟
تعلمت أن التخصص لا يعني التقييد فقد كنت مسوقاً، ثم مدير قسم تسويق المنتجات، واليوم أجد نفسي مطوراً ورائد أعمال. كل هذه الأدوار علمتني أن نظرتك الشاملة هي ما يميزك. ثانيا تعلمت أن المعرفة التراكمية قوة كبيرة وأن تجربة سابقة في حياتي المهنية أصبحت جزءاً من نجاح جروفـلكس اليوم. حتى المهارات التي كنت أتجنبها كالبرمجة، أصبحت الآن جزءاً أساسياً من رحلتي.
وتعلمت كذلك أن الشغف يقود إلى الإتقان عندما تحب ما تفعله، تتعلم بسرعة أكبر. شغفي بالتجارة الإلكترونية جعلني أفهم احتياجات التجار بعمق، وهذا ما يميز منتجاتنا اليوم. وتعلمت كذلك أن التأثير الحقيقي يأتي من فهمك العميق لمشاكل عملائك، وليس من تنوع الخدمات التي تقدمها.
اليوم، أرى أن كل خطوة في مساري المهني، حتى تلك التي بدت غير مترابطة، كانت تقودني نحو هدف واحد: بناء منتجات تُحدث فرقاً حقيقياً في حياة التجار وتطور التجارة الإلكترونية بالوطن العربي.
- حدثنا أكثر عن مشروعك الريادي جروفلكس وبدايات الانطلاق؟
جروفـلكس..صنعت تحولا جذريا في رؤيتي للحياة
كموظف سابق، كنت أفكر دائماً: كيف أنفذ المهمة بأفضل شكل؟’ أما عندما تحولت إلى رائد أعمال، تغير السؤال إلى هل هذه المهمة تستحق التنفيذ أصلاً؟’ وأطلقنا أول منتج بعقلية الموظف المثالي: مميزات تقنية متطورة
و لمدة 6 أشهر، كانت النتائج مخيبة للآمال.
لماذا؟
لأننا كنا نركز على الإجابة الخطأ:
‘كيف نطور منتجاً بمميزات أكثر؟’
التحول الحقيقي بدأ مع تغيير عقليتي من موظف إلى رائد أعمال:
١. من التنفيذ المثالي إلى التأثير الحقيقي
٢. من إرضاء المدير إلى إرضاء السوق
٣. من تجنب المخاطر إلى إدارتها
أدركنا أن نجاحنا مرتبط مباشرة بنجاح التجار. ليس المهم عدد المميزات التي نقدمها، بل مقدار الألم الذي نزيله من حياتهم اليومية.
وضعنا معادلة بسيطة:
نمو التاجر = نمونا
اليوم، قبل أي خطوة، نسأل أنفسنا ثلاثة أسئلة:
هل هذا سيساعد التاجر على النمو فعلاً؟
هل هذا قابل للتطوير؟
هل يمكن قياس تأثيره؟
الدرس الأهم: نجاح رائد الأعمال لا يكمن في إتقان التنفيذ فقط، بل في اختيار ما يستحق التنفيذ أصلاً.
كيف أثرت تجربتك الشخصية في تشكيل رؤيتك للتجارة الإليكترونية؟
تجربتي في التجارة الإلكترونية بدأت من زاوية مختلفة تماماً..
في وظيفتي، كنت أرى التجارة الإلكترونية من منظور الشركات الكبرى:
منتجات ضخمة
ميزانيات تسويقية كبيرة
فرق عمل متكاملة
لكن الواقع مختلف تماماً..
معظم التجار يبدأون وحيدين:
يديرون متاجرهم بأنفسهم
يصورون منتجاتهم بهواتفهم
يجيبون على العملاء حتى منتصف الليل
هذا الفهم غيّر رؤيتي كلياً للتجارة الإلكترونية.
أدركت أن التحدي الحقيقي ليس في بناء منتجات معقدة، بل في:
١. تبسيط العمليات اليومية للتاجر
٢. توفير وقته الثمين
٣. مساعدته على النمو بأقل تكلفة ممكنة
اليوم، رؤيتنا في جروفـلكس بسيطة: ‘نطور التجارة الإلكترونية في الوطن العربي’
ليس فقط شعار .. بل بالأدوات التي:
تضاعف مبيعات التاجر
توفر وقته
تفتح له أبواب رزق جديدة
لأن نجاح كل تاجر صغير هو خطوة نحو اقتصاد رقمي أقوى المنطقة.
- ما النصائح التي تقدمها للشباب الذين يسعون لتحقيق النجاح في مجالاتهم؟
أولاً: لا تنتظر اللحظة المثالية
عندما تركت وظيفة براتب 45 ألف درهم، لم تكن اللحظة مثالية. لكنني أدركت أن ‘الوقت المناسب’ وهم نخدع به أنفسنا.
ثانياً: ابدأ من حيث أنت
كنت أعمل فريلانسر في عمر 15
ثم موظف في شركات مختلفة
كل تجربة كانت درساً
كل فشل كان بداية لنجاح قادم
ثالثاً: اعرف نفسك
لا تقلد قصص نجاح الآخرين. قضيت 12 عاماً في الوظائف قبل أن أبدأ مشروعي. البعض قد يحتاج لوقت أقل أو أكثر. المهم أن تكون صادقاً مع نفسك.
رابعاً: تعلم إدارة المخاطر وليس تجنبها
ابدأ صغيراً
جرب بسرعة
تعلم من الأخطاء
كرر المحاولة
خامساً: ركز على حل مشاكل حقيقية
في جروفـلكس، تعلمت أن النجاح لا يأتي من المنتج المثالي، بل من حل مشكلة حقيقية تؤلم الناس.
وأخيراً: لا تخف من تغيير المسار
أكبر خطأ أن تستمر في طريق خاطئ لأنك استثمرت فيه وقتاً طويلاً. النجاح يتطلب شجاعة التغيير.
النجاح ليس وصفة جاهزة تطبقها، بل رحلة تكتشفها.
كيف تتعامل مع الضغوط والتحديات التي تأتي مع العمل كرائد أعمال؟
دعوني أشارككم حقيقة لا يتحدث عنها أحد في عالم ريادة الأعمال..
الضغوط ليست استثناءً، بل هي القاعدة.
في بداية جروفلكس، كنت:
المطور
والمسوق
ومدير المنتج
وخدمة العملاء
كل هذه الأدوار في وقت واحد. كان الأمر أشبه بمارثون لا ينتهي.
لكن تعلمت التعامل مع هذه الضغوط بطريقة مختلفة:
١. تقسيم المشكلات الكبيرة
ما يبدو جبلاً، هو في الحقيقة مجموعة من الحجارة الصغيرة. أتعامل مع كل حجر على حدة.
٢. التركيز على ما يمكن التحكم به
لا أستطيع التحكم في تقلبات السوق
لكن أستطيع تحسين منتجاتنا
لا أستطيع إجبار العملاء على الشراء
لكن أستطيع فهم احتياجاتهم بعمق
٣. النظر للتحديات كفرص تعلم
عندما واجهنا تحدي قلة المبيعات في البداية، لم نتوقف. بل تعلمنا أن نستمع أكثر لعملائنا.
٤. بناء نظام دعم
فريق يشاركك الرؤية
مرشدين يوجهونك
شريك يدعمك
وقت للراحة
أهم درس تعلمته:
الضغوط لا تختفي مع النجاح، لكن قدرتك على إدارتها تتحسن مع الوقت
ما الرؤية التي تسعى لتحقيقها في المستقبل القريب؟
رؤيتنا في جروفلكس واضحة وبسيطة:
‘نطور التجارة الإلكترونية في الوطن العربي’
كيف نترجم هذه الرؤية إلى واقع..
2025 سيكون عام الماراثون لجروفلكس:
١. على مستوى المنتجات
سلسلة منتجات جديدة قيد التطوير
أدوات مجانية لمساعدة التجار
حلول مبتكرة لتحديات التجارة الإلكترونية
٢. على مستوى الفريق
توسيع فريقنا
مطورون متخصصون
خبراء في نجاح التجار
مديرو منتجات محترفون
٣. على مستوى التأثير
مضاعفة عدد التجار المستفيدين
تطوير حلول تزيد من أرباحهم
توفير وقتهم الثمين
هدفنا ليس مجرد بناء شركة ناجحة..
بل المساهمة في تطوير اقتصاد رقمي قوي في منطقتنا.
نؤمن أن:
كل تاجر ننجح في مساعدته
هو فرصة عمل جديدة
وباب رزق يُفتح
وأسرة تزدهر
الطريق طويل، لكن الرؤية واضحة:
نبني شيئاً يستحق البناء
- كيف توازن بين العمل والحياة الشخصية، خاصة في ظل الضغوطات المهنية؟
التوازن في حياة رائد الأعمال مختلف تماماً عن الموظف التقليدي. لا أؤمن بفكرة الفصل التام بين العمل والحياة الشخصية، بل بفكرة التكامل. أخصص وقتاً محدداً للتركيز العميق في العمل، ووقتاً آخر للعائلة والراحة. الأهم أنني أحاول جعل عملي جزءاً طبيعياً من حياتي وليس عبئاً عليها. مثلاً، أشرك عائلتي في نجاحات جروفـلكس وتحدياتها، وأجد في دعمهم دافعاً للاستمرار والنمو.
- هي المهارات الأساسية التي تعتقد أنها ضرورية للنجاح في مجال التجارة الإلكترونية ؟
المهارات التقنية مهمة، لكن من تجربتي مع آلاف التجار في جروفـلكس، أرى أن المهارات الأساسية هي: القدرة على التعلم السريع والتكيف مع المتغيرات، فهم سلوك المستهلك وكيفية التواصل معه، وتحليل البيانات لاتخاذ قرارات مدروسة. والأهم – الاستعداد للتعلم المستمر.
التاجر الناجح يرتدي قبعات متعددة: مسوق، محاسب، مدير مخزون، خدمة عملاء. تماماً كما بدأنا في جروفلكس – عندما تكون الموارد محدودة، عليك أن تتعلم كل شيء عن كل شيء، ثم تتخصص في ما تبرع فيه. التجارة الإلكترونية رحلة تعلم لا تنتهي.
- كيف ترى مستقبل التجارة الإلكترونية وريادة الأعمال في مصر ؟
التجارة الإلكترونية في مصر ليست مجرد فرصة، بل هي تحول اقتصادي حقيقي.
خلال عملي كاستشاري، رأيت نموذجاً مثيراً للاهتمام:
متاجر بدأت بفروع تقليدية في أشهر مولات مصر،
قررت خوض التجارة الإلكترونية.
النتيجة؟ 30 مليون جنيه مبيعات شهرية.
لنتحدث بلغة الأرقام:
82 مليون مستخدم إنترنت في مصر
سوق يتزايد يومياً
أدوات استهداف متطورة تتيح الوصول للعملاء المناسبين
ما يجعل السوق المصري مميزاً:
١. فرص متنوعة للجميع
موظفون يبحثون عن دخل إضافي
تجار تقليديون يتحولون للرقمية
رواد أعمال يبنون مشاريع جديدة
٢. كثافة سكانية لا تتوفر في معظم الأسواق العربية
مع توفر أدوات التسويق الرقمي، أصبح الوصول لهذه الكتلة الضخمة من المستهلكين أسهل من أي وقت مضى.
المستقبل للتجارة الإلكترونية – إنها تتناسب مع نمط حياتنا الحالي وتفتح آفاقاً جديدة للنمو.
يمكنكم الإطلاع على المزيد حول خدمات جروفلكس عبر الرابط التالي:
https://www.grovlix.com