السعودية تدعو المجتمع الدولي لمواجهة أزمة تدهور الأراضي

العالم الآنالعالم الآن 3, نوفمبر 2024 14:11:22

كتب – حسين عبيد

أطلقت السعودية، من خلال رئاستها لمؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP 16) والذي سيعقد في الرياض، دعوة إلى المجتمع الدولي للتكاتف والعمل على مواجهة التحديات الكبيرة التي يفرضها تدهور الأراضي وتهديدات الجفاف. وقد جاءت هذه الدعوة الرسمية قبل شهر واحد فقط من انطلاق المؤتمر المقرر في الثاني من ديسمبر المقبل، حيث من المتوقع أن يستضيف خبراء من مختلف القطاعات، بما في ذلك الجهات الحكومية والخاصة وغير الربحية، لتقديم حلول علمية وعملية للحد من تدهور الأراضي عالميًا.

وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن العالم يواجه تحديًا متزايدًا بسبب فقدان الأراضي الصالحة للاستخدام، مع توقعات بتراجع الأراضي الزراعية والخصبة بمساحات شاسعة توازي مساحة بعض الدول. وأكدت رئاسة “كوب 16” أن هذا المؤتمر يأتي في لحظة حرجة تفرض على الدول اتخاذ خطوات جادة لحماية الأراضي المتدهورة، مشيرة إلى وجود فرص اقتصادية تقدر بتريليون دولار في مجال استصلاح الأراضي.

وفي هذا السياق، قال الدكتور أسامة فقيها، وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة لشؤون البيئة ومستشار رئاسة “كوب 16” الرياض: “يمثل هذا المؤتمر لحظة فارقة للمجتمع الدولي، حيث يهدف إلى معالجة تدهور الأراضي من خلال الجهود المشتركة لتحقيق هدف اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر باستصلاح 1.5 مليار هكتار من الأراضي المتدهورة بحلول العام 2030”.

وأكد الدكتور فقيها أن استضافة السعودية لهذا الحدث الدولي تأتي لتعزيز دعوة المملكة إلى جميع الدول والأطراف للانضمام إلى الجهود الجماعية لمكافحة التصحر، ودعم المبادرات العالمية الرامية لاستصلاح الأراضي ومقاومة آثار الجفاف، إضافةً إلى تعزيز حقوق ملكية الأراضي. ومنذ عام 2015، تتبنى الدول الأهداف الطوعية لتحييد أثر تدهور الأراضي، إذ يشمل هذا الالتزام الدولي الامتناع عن إسهام الدول في زيادة المساحات المتدهورة، وهو ما يتماشى مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

ويشارك في هذه المبادرة أكثر من 130 دولة، حيث اختارت 100 منها بالفعل أهدافها الوطنية لتحييد أثر تدهور الأراضي. وتأمل رئاسة “كوب 16” السعودية أن تساهم في زيادة عدد الدول الموقعة على هذه الأهداف الطوعية، مع تشجيعها على رفع سقف طموحاتها وبذل المزيد من الجهود لتحقيق أهداف الاستصلاح.

ووفقًا لتقديرات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، فإن 44 تريليون دولار من الناتج الاقتصادي العالمي – ما يزيد عن نصف الناتج المحلي الإجمالي السنوي – يعتمد على الموارد الطبيعية. وتوضح التقديرات الاقتصادية أن كل دولار يُستثمر في استصلاح الأراضي واستعادة خصوبتها قد ينتج ما يصل إلى 30 دولارًا كعائد اقتصادي، ما يفتح الباب أمام نشوء اقتصاد يعتمد على أنشطة الاستصلاح ويسهم في تحقيق الاستدامة.

وقد أوضحت رئاسة “كوب 16” السعودية أنها جهزت كافة الإمكانات اللوجستية والتقنية لإنجاح المؤتمر، بما في ذلك إقامة “المنطقة الخضراء”، وهي الأولى من نوعها في مؤتمرات الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، حيث ستشكل منصة للشركات والعلماء والمؤسسات المالية والمنظمات غير الحكومية، إضافة إلى الجمهور والمجتمعات المتأثرة، للتعاون في إيجاد حلول دائمة للتحديات البيئية.

وسيحتوي المؤتمر على سبعة أيام من المحاور الخاصة، تهدف إلى إثراء النقاشات حول موضوعات متنوعة مثل الحوكمة، وأنظمة الأغذية الزراعية، وتعزيز القدرات، والتمويل، مع تخصيص يوم خاص للعلوم والتكنولوجيا والابتكار. ومن المتوقع أن تسهم هذه الجلسات في تقديم توصيات ومخرجات عملية تسهم في تعزيز قدرة الدول على مواجهة تحديات تدهور الأراضي عالميًا.


#الأمم المتحدة لمكافحة التصحر #الرياض #السعودية #كوب 16

اخبار مرتبطة