admin2023 
في عصرنا الرقمي اليوم، أصبحت حياتنا تعتمد بشكل متزايد على البنية التحتية الحيوية، مثل الكهرباء، والمياه، والاتصالات، وشبكات الإنترنت. لكن مع هذه التطورات التكنولوجية، ظهرت تهديدات جديدة تحمل اسم “الجرائم الإلكترونية ضد البنية التحتية”، وهي هجمات تستهدف تعطيل أو السيطرة على هذه المنشآت الحيوية.
ما هي الجرائم الإلكترونية ضد البنية التحتية؟
هي هجمات يقوم بها قراصنة الإنترنت لاختراق أنظمة البنية التحتية مثل محطات الكهرباء أو شبكات المياه، بهدف إيقاف عملها أو إلحاق ضرر بها هذه الجرائم لا تهدد فقط أنظمة التكنولوجيا، بل تهدد حياة المواطنين وسلامتهم بشكل مباشر.
هل هذه الهجمات تحدث فعلاً؟
نعم، فقد سجلت مصر بعض المحاولات لاختراق شبكات مهمة. في عام 2021، تم التصدي لهجوم سيبراني استهدف شبكة الكهرباء المصرية، ما منع أي تأثير سلبي على الخدمة. كما تتعرض شبكات الاتصالات أحيانًا لهجمات تسبب بطء أو انقطاع مؤقت للخدمة.
على المستوى العربي، شهدت دولة الإمارات في 2020 محاولة اختراق لمنشآت طاقة مهمة، وتم التعامل معها بسرعة بفضل نظم الحماية المتطورة.
كيف تؤثر هذه الجرائم على حياتنا اليومية؟
تخيل أن تنقطع الكهرباء فجأة في القاهرة أو الإسكندرية، أو تتوقف المياه عن مناطق بأكملها، أو تتعطل شبكة الاتصالات في وقت حاسم هذه الأمور تؤدي إلى شلل كامل في المدن، وتضعف الأمن العام، وتعرقل تقديم الخدمات الحيوية مثل المستشفيات والشرطة.
كيف تحمي الحكومة مواطنيها؟
تعمل الحكومة المصرية على تعزيز قدرات الأمن السيبراني، ووضع قوانين صارمة لمكافحة الجرائم الإلكترونية، كما أن هناك مركزًا وطنيًا للأمن السيبراني يراقب هذه التهديدات ويواجهها، مع تحديث مستمر لأنظمة الحماية لتكون أكثر صلابة أمام الهجمات.
ولكن ماذا عن دورنا كمواطنين؟
لدينا دور مهم في الحماية. يجب أن نستخدم كلمات مرور قوية، نتجنب الضغط على روابط ورسائل مشبوهة، ونتأكد من تحديث برامج أجهزتنا باستمرار التقنية تساعد كثيرًا، لكن الحذر البشري لا يمكن الاستغناء عنه.
في النهاية، حماية مدننا وشبكاتنا من الجرائم الإلكترونية مسؤولية مشتركة بين الحكومات والمؤسسات والأفراد. من خلال التعاون والوعي، نستطيع أن نعيش في بيئة آمنة ومستقرة رغم التطور الرقمي السريع حولنا.
الدكتورة
سمر عادل شحاتة محمد
دكتوراه القانون الجنائي- كلية الحقوق جامعه طنطا