عاجل
الأحد. يوليو 27th, 2025

عمر عبد العلى يكتب : عفريت‭ ‬القرية‭!!‬

عمر عبد العليعمر عبد العلي 26, يوليو 2025 14:07:57

‭.. ‬وكنا‭ ‬صغار‭ ‬وبنسمع‭ ‬حكايات‭ ‬وأساطير‭ ‬عن‭ ‬الجن‭ ‬والعفاريت‭ ‬وأمنا‭ ‬الغولة‭ ‬،‭ ‬كانت‭ ‬قريتنا‭ ‬فى‭ ‬بداية‭ ‬الثمانينيات‭ ‬تعج‭ ‬فى‭ ‬ظلام‭ ‬دامس‭ ‬أيام‭ ‬طويلة‭ ‬،‭ ‬وبعد‭ ‬كده‭ ‬بقت‭ ‬الكهرباء‭ ‬تيجى‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام‭ ‬فى‭ ‬الأسبوع‭ ‬وبقية‭ ‬الأيام‭ ‬نجهز‭ ‬‮«‬اللمض‭ ‬العويل‭ ‬‮«‬‭ ‬والبانورة‭ ‬اللى‭ ‬بزجاج‭ ‬نغسلها‭ ‬كويس‭ ‬،‭ ‬كان‭ ‬فى‭ ‬وسط‭ ‬القرية‭ ‬منطقة‭ ‬واسعة‭ ‬‮«‬سوق‭ ‬القرية‮»‬‭ ‬وفيها‭ ‬بيت‭ ‬مهجور‭ ‬سكانه‭ ‬سابوه‭ ‬من‭ ‬سنين‭ ‬والناس‭ ‬قالت‭ ‬عليه‭ ‬مسكون‭ ‬بالجن‭ ‬والعفاريت‭ ‬،‭ ‬وفى‭ ‬ليلة‭ ‬ضلمة‭ ‬قوى‭ ‬طلع‭ ‬لينا‭ ‬العفريت‭ ‬بص‭ ‬علينا‭ ‬من‭ ‬شباك‭ ‬البيت‭ ‬المسكون‭ ‬وكان‭ ‬لابس‭ ‬أبيض‭ ‬وواضح‭ ‬قوى‭ ‬من‭ ‬بعيد،‭ ‬تجمعنا‭ ‬كلنا‭ ‬كبير‭ ‬وصغير‭ ‬نتفرج‭ ‬على‭ ‬العفريت‭ ‬الأبيض‭ ‬الى‭ ‬ظهر‭ ‬بعد‭ ‬صلاة‭ ‬العشا‭ ‬،‭ ‬ناس‭ ‬قالت‭ ‬جن‭ ‬وناس‭ ‬قالت‭ ‬عفريت‭ ‬واختلفنا‭ ‬على‭ ‬إن‭ ‬العفريت‭ ‬مش‭ ‬أبيض‭ ‬إحنا‭ ‬قالولنا‭ ‬عليه‭ ‬إنه‭ ‬أسود‭ ‬،‭ ‬جه‭ ‬واحد‭ ‬كبير‭ ‬وقال‭ ‬ده‭ ‬جن‭ ‬مصور‭ ‬محدش‭ ‬يرجمه‭ ‬بالطوب‭ ‬أحسن‭ ‬يسكن‭ ‬فيه‭ ‬،‭ ‬الرعب‭ ‬ملأ‭ ‬قلوبنا‭ ‬وقدام‭ ‬بيت‭ ‬جيرانا‭ ‬قعدنا‭ ‬،‭ ‬عشرة‭ ‬عشرين‭ ‬وشوية‭ ‬بقينا‭ ‬تلاتين‭ ‬،‭ ‬كلنا‭ ‬أطفال‭ ‬إلا‭ ‬شوية‭ ‬من‭ ‬الكبار،‭ ‬سهرنا‭ ‬وطال‭ ‬السهر‭ ‬والليل‭ ‬كله‭ ‬مش‭ ‬معانا‭ ‬غير‭ ‬حكاية‭ ‬العفريت‭ ‬الأبيض‭ ‬إلى‭ ‬واقف‭ ‬ومش‭ ‬بيتحرك‭ ‬،‭ ‬ومع‭ ‬بزوغ‭ ‬أول‭ ‬خيط‭ ‬من‭ ‬الصباح‭ ‬،‭ ‬لقينا‭ ‬برضه‭ ‬العفريت‭ ‬الأبيض‭ ‬لسه‭ ‬واقف‭ ‬فى‭ ‬شباك‭ ‬البيت‭ ‬المهجور‭ ‬والغريب‭ ‬إنه‭ ‬كان‭ ‬قاصد‭ ‬يبص‭ ‬علينا‭ ‬وده‭ ‬اللى‭ ‬كان‭ ‬محيرنا‭ .. ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬قاصدنا‭ ‬إحنا‭ ‬اللى‭ ‬قاعدين‭ ‬مستنين‭ ‬يعمل‭ ‬إيه‭ ‬فينا‭ ‬،‭ ‬لكن‭ ‬فجأة‭ !! ‬قررنا‭ ‬نتحرك‭ ‬شوية‭ ‬لقدام‭ ‬خطوة‭ .. ‬خطوة‭ .. ‬وقلوبنا‭ ‬من‭ ‬الخوف‭ ‬بتهز‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬تحتينا‭ ‬،‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬فينا‭ ‬ماسك‭ ‬جلبية‭ ‬التانى‭ ‬،‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬نقرب‭ ‬ناحية‭ ‬البيت‭ ‬المهجور‭ ‬الضوء‭ ‬يبدأ‭ ‬يكشف‭ ‬لنا‭ ‬حقيقة‭ ‬الموضوع‭ ‬،‭ ‬وبعد‭ ‬ما‭ ‬وصلنا‭ ‬إلى‭ ‬مسافة‭ ‬أمتار‭ ‬قليلة‭ ‬اكتشفنا‭ ‬إن‭ ‬العفريت‭ ‬اللى‭ ‬سهرنا‭ ‬الليل‭ ‬بطوله‭ ‬طلع‭ ‬حمار‭ ‬أبيض‭ ‬دخل‭ ‬من‭ ‬فتحة‭ ‬خلفية‭ ‬للبيت‭ ‬وطلع‭ ‬على‭ ‬السلم‭ ‬ومن‭ ‬حديد‭ ‬شباك‭ ‬الدور‭ ‬الثانى‭ ‬أخرج‭ ‬رأسه‭ ‬لكنه‭ ‬لم‭ ‬يستطيع‭ ‬إعادتها‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬حتى‭ ‬أنه‭ ‬أتحشر‭ ‬وأصبح‭ ‬جسد‭ ‬الحمار‭ ‬داخل‭ ‬البيت‭ ‬ورأسه‭ ‬خارج‭ ‬الشباك‭ ‬،‭ ‬‮«‬افتكرنا‭ ‬حاجة‭ ‬مهمة‭ ‬إن‭ ‬فى‭ ‬بداية‭ ‬الليل‭ ‬ومع‭ ‬ظهور‭ ‬العفريت‭ ‬الأبيض‭ ‬،‭ ‬مر‭ ‬علينا‭ ‬ناس‭ ‬سألونا‭ ‬عن‭ ‬حمار‭ ‬أبيض‭ ‬ضايع‭ ‬منهم‭ ‬و‭ ‬بيسألونا‭ ‬إحنا‭ ‬،‭ ‬حمارهم‭ ‬راح‭ ‬فين‭ ‬،‭ ‬وكان‭ ‬جوابنا‭ ‬عليهم‭ ‬سيبكو‭ ‬من‭ ‬الحمار‭ ‬وتعالوا‭ ‬شوفوا‭ ‬العفريت‭ ‬الأبيض‭ ‬اللى‭ ‬طلع‭ ‬فى‭ ‬البيت‭ ‬المسكون‭ ‬‮«‬‭ ‬ضربنا‭ ‬أخماس‭ ‬فى‭ ‬أسداس‭ ‬وضحكنا‭ ‬والضحك‭ ‬سمع‭ ‬كل‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬ايه‭ .. ‬على‭ ‬عفريت‭ ‬قريتنا‭!!‬
……………………..
الشيخ‭ ‬راغب‭ ‬موشيه!!
فى‭ ‬الزمان‭ ‬الذى‭ ‬يختلط‭ ‬فيه‭ ‬الواقع‭ ‬بالخيال،‭ ‬والظلام‭ ‬بالنور،‭ ‬تبدأ‭ ‬حكاية‭ ‬‮«‬الشيخ‭ ‬راغب‮»‬‭ ‬التى‭ ‬عشتها‭ ‬بنفسى‭. ‬كانت‭ ‬ليلة‭ ‬عادية،‭ ‬كما‭ ‬يظنها‭ ‬البعض،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬فيها‭ ‬غيّر‭ ‬مفاهيمنا‭ ‬عن‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬حولنا‭. ‬كانت‭ ‬الغرفة‭ ‬الصغيرة‭ ‬التى‭ ‬نعيش‭ ‬فيها‭ ‬ضيقة،‭ ‬بالكاد‭ ‬تتسع‭ ‬لأجسادنا،‭ ‬ولكن‭ ‬تلك‭ ‬الليلة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬كأى‭ ‬ليلة‭.‬
فى‭ ‬تلك‭ ‬اللحظات‭ ‬التى‭ ‬تظن‭ ‬فيها‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬شىء‭ ‬تحت‭ ‬السيطرة،‭ ‬ينسل‭ ‬شيئًا‭ ‬غير‭ ‬مرئى‭ ‬ليؤثر‭ ‬فينا‭ ‬بطريقة‭ ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬نتوقعها‭. ‬
فى‭ ‬اللحظة‭ ‬التى‭ ‬حاول‭ ‬فيها‭ ‬‮«‬راغب‮»‬‭ ‬أن‭ ‬يتسلل‭ ‬إلى‭ ‬جسد‭ ‬صديقى‭ ‬حسين،‭ ‬كانت‭ ‬بداية‭ ‬رحلة‭ ‬اكتشفنا‭ ‬فيها‭ ‬حقيقة‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬عالم‭ ‬لا‭ ‬يعترف‭ ‬بالمنطق،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬تنتهى‭ ‬الحكايات‭ ‬أبدًا‭.‬
‮«‬راغب‮»‬‭ ‬ليس‭ ‬اسمًا‭ ‬عابرًا‭ ‬أو‭ ‬شخصًا‭ ‬من‭ ‬الماضى‭ ‬البعيد،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬جسر‭ ‬بين‭ ‬عالمين‭. ‬كان‭ ‬ضيفًا‭ ‬ثقيلًا،‭ ‬فى‭ ‬جسد‭ ‬ضيف‭ ‬آخر،‭ ‬ليحكى‭ ‬لنا‭ ‬عن‭ ‬حياته‭ ‬القديمة‭ ‬كـ‭ ‬‮«‬يهودى‮»‬‭ ‬فى‭ ‬الإسكندرية،‭ ‬عن‭ ‬تجارة‭ ‬وصداقات،‭ ‬وعن‭ ‬نهايات‭ ‬قديمة‭ ‬انتهت‭ ‬بجريمة‭ ‬قتل‭..!!‬
‮«‬فى‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬1998،‭ ‬كنت‭ ‬أقيم‭ ‬فى‭ ‬شقة‭ ‬متواضعة،‭ ‬وكان‭ ‬نصيبنا‭ ‬منها‭ ‬غرفة‭ ‬واحدة‭ ‬بسرير‭ ‬واحد،‭ ‬وكان‭ ‬إيجار‭ ‬الغرفة‭ ‬أربعين‭ ‬جنيهًا‭. ‬جاءنى‭ ‬فى‭ ‬زيارة‭ ‬يومًا‭ ‬ما،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يُقيم‭ ‬عند‭ ‬شقيقته‭ ‬الكبرى‭. ‬طلب‭ ‬أن‭ ‬يبيت‭ ‬عندى،‭ ‬فقلت‭ ‬له‭: ‬تفضل،‭ ‬المكان‭ ‬مكانك‭.‬
تصادف‭ ‬فى‭ ‬تلك‭ ‬الليلة‭ ‬وجود‭ ‬صديق‭ ‬قديم‭ ‬لى،‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬محاميًا‭ ‬تحت‭ ‬التمرين‭. ‬وعندما‭ ‬أقبل‭ ‬الليل،‭ ‬اتخذ‭ ‬كل‭ ‬منا‭ ‬مضجعه،‭ ‬وراح‭ ‬فى‭ ‬نوم‭ ‬عميق‭.‬
وفجأة‭… ‬وجدت‭ ‬صديقى‭ ‬المحامى‭ ‬يهز‭ ‬جسدى‭ ‬بقوة،‭ ‬يُنبهنى‭ ‬أن‭ ‬أصحو‭ ‬لأشاهد‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬فى‭ ‬الغرفة‭. ‬فتحت‭ ‬عينىّ،‭ ‬لأرى‭ ‬مشهدًا‭ ‬غريبًا‭ ‬للغاية‭… ‬رأيت‭ ‬صديقنا‭ ‬الثالث‭ ‬فى‭ ‬وضع‭ ‬مقلوب‭! ‬رأسه‭ ‬فى‭ ‬الأرض‭ ‬وقدماه‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‭.. ‬استغربت‭ ‬المنظر‭ ‬وقلت‭ ‬له‭: ‬ـ‭ ‬حسين‭! ‬حسين‭! ‬إيه‭ ‬اللى‭ ‬بتعمله‭ ‬ده؟‭ ‬إزاى‭ ‬تنام‭ ‬ورأسك‭ ‬فى‭ ‬الأرض‭ ‬ورجليك‭ ‬فوق؟‭ ‬لم‭ ‬يُجبنى؟
لكننى‭ ‬رأيت‭ ‬أمرًا‭ ‬أغرب‭… ‬وجهه‭ ‬تغير،‭ ‬سواد‭ ‬خيّم‭ ‬عليه،‭ ‬وتجاعيد‭ ‬الغضب‭ ‬ظهرت،‭ ‬وحواجبه‭ ‬ارتفعت‭ ‬كأنها‭ ‬إشارة‭ ‬مرور،‭ ‬ثم‭ ‬نطق‭ ‬بصوت‭ ‬جهورى،‭ ‬كأنه‭ ‬زلزال‭ ‬هز‭ ‬أركان‭ ‬الغرفة‭ ‬الصغيرة‭:‬
ـ‭ ‬أنا‭ ‬مش‭ ‬حسين‭… ‬أنا‭ ‬مش‭ ‬حسين‭!‬
نظرنا‭ ‬لبعضنا‭ ‬أنا‭ ‬وصديقى‭ ‬المحامى،‭ ‬وكاد‭ ‬الشيب‭ ‬يقترب‭ ‬من‭ ‬رؤوسنا‭. ‬الخوف‭ ‬تملّكنا،‭ ‬وأطرافنا‭ ‬بدأت‭ ‬ترتجف،‭ ‬فسألناه‭:‬
ـ‭ ‬أمال‭ ‬حضرتك‭ ‬تبقى‭ ‬مين؟‭ ‬مش‭ ‬إنت‭ ‬حسين؟
جاء‭ ‬الرد‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭:- ‬أنا‭ ‬مش‭ ‬حسين‭… ‬أنا‭ ‬قرينه‭!‬
سألته‭ ‬بدهشة‭:- ‬قرينه؟‭! ‬إزاى؟‭ ‬مش‭ ‬فاهم‭!‬
قال‭:‬ـ‭ ‬أنا‭ ‬قرين‭ ‬حسين‭. ‬واسمى‭ ‬‮«‬راغب‮»‬‭.‬
قلت‭ : ‬راغب‭ ‬مين‭ ‬مش‭ ‬أنت‭ ‬حسين؟
قال‭ : ‬أنا‭ ‬راغب‭ ‬موشيه‭ !!‬
قلت‭:‬ـ‭ ‬أمّال‭ ‬حسين‭ ‬فين؟
رد‭ ‬بصوت‭ ‬كأنه‭ ‬قادم‭ ‬من‭ ‬زمن‭ ‬سحيق‭:‬
ـ‭ ‬أنا‭ ‬لبست‭ ‬حسين‭. ‬هو‭ ‬كان‭ ‬رايح‭ ‬الشغل‭ ‬بالليل،‭ ‬ومشى‭ ‬من‭ ‬طريق‭ ‬مقطوع‭. ‬وفى‭ ‬مكانى‭ ‬اللى‭ ‬نايم‭ ‬فيه‭ ‬ليّا‭ ‬أكتر‭ ‬من‭ ‬خمسين‭ ‬سنة،‭ ‬صحّانى‭. ‬زعلت‭ ‬منه،‭ ‬ومشيت‭ ‬معاه‭ ‬فى‭ ‬تراب‭ ‬جزمته‭ ‬لحد‭ ‬هنا‭ ‬وهو‭ ‬دلوقتى‭ ‬نايم‭ ‬محدش‭ ‬يصحيه‭. ‬وهو‭ ‬اللحظة‭ ‬دى‭ ‬يهمنى‭ ‬أمره،‭ ‬وأنا‭ ‬قرينه‭!‬
ضربنا‭ ‬أخماسا‭ ‬فى‭ ‬أسداس،‭ ‬أنا‭ ‬وصديقى‭ ‬المحامى‭. ‬اتصلت‭ ‬بشقيق‭ ‬حسين،‭ ‬الذى‭ ‬حضر‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬انصرف‭ ‬‮«‬راغب‮»‬‭ ‬مع‭ ‬سماع‭ ‬أذان‭ ‬الفجر‭ ‬وقراءة‭ ‬القرآن‭.‬
استيقظ‭ ‬حسين،‭ ‬ولم‭ ‬نُخبره‭ ‬بشىء‭ ‬عن‭ ‬‮«‬راغب‮»‬،‭ ‬لكنّه‭ ‬بادر‭ ‬بالسؤال‭:‬
ـ‭ ‬هو‭ ‬ليه‭ ‬جسمى‭ ‬مكسر؟‭ ‬حاسس‭ ‬إن‭ ‬حد‭ ‬كان‭ ‬مقيّدنى‭ ‬بسلاسل‭ ‬حديد‭!‬
عمّ‭ ‬الصمت‭ ‬المكان،‭ ‬ولم‭ ‬يجرؤ‭ ‬أحد‭ ‬على‭ ‬الرد‭.‬
على‭ ‬مدار‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر،‭ ‬كنت‭ ‬قريبًا‭ ‬من‭ ‬حسين‭. ‬وقررت‭ ‬أن‭ ‬أبحث‭ ‬عن‭ ‬حل‭ ‬لقطع‭ ‬علاقة‭ ‬‮«‬راغب‮»‬‭ ‬بهذا‭ ‬الجسد‭ ‬الطيب‭. ‬بدأت‭ ‬أبحث‭ ‬عن‭ ‬أشخاص‭ ‬لهم‭ ‬باع‭ ‬طويل‭ ‬فى‭ ‬استخراج‭ ‬الجن‭ ‬من‭ ‬الجسد‭…‬
لكن‭ ‬الغريب‭ ‬أن‭ ‬‮«‬راغب‮»‬‭ ‬كان،‭ ‬كلما‭ ‬عمّ‭ ‬الليل‭ ‬وساد‭ ‬الصمت،‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬الجسد‭ ‬الطاهر،‭ ‬ويبدأ‭ ‬يروى‭ ‬لى‭ ‬أغرب‭ ‬القصص‭ ‬والحكايات‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬يصدقها‭ ‬عقل‭ ‬أو‭ ‬منطق‭!‬
بدأ‭ ‬حكاياته‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬يهودى‭ ‬الجنسية‮»‬،‭ ‬وكان‭ ‬تاجرًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬فى‭ ‬حارة‭ ‬اليهود‭ ‬بالإسكندرية‭. ‬له‭ ‬صديق‭ ‬مقرب،‭ ‬وذات‭ ‬يوم‭ ‬ذهبا‭ ‬معًا‭ ‬إلى‭ ‬القاهرة،‭ ‬وهناك‭ ‬فى‭ ‬صحراء‭ ‬العباسية،‭ ‬طعنه‭ ‬صديقه‭ ‬ليستولى‭ ‬على‭ ‬أمواله‭ ‬التى‭ ‬كان‭ ‬يحملها‭ ‬لشراء‭ ‬بعض‭ ‬الاحتياجات‭.‬
ثم‭ ‬بدأ‭ ‬يحكى‭ ‬لى‭ ‬روايات‭ ‬عن‭ ‬الثورة،‭ ‬وحبه‭ ‬لأم‭ ‬كلثوم،‭ ‬وسماعه‭ ‬للقرآن‭ ‬الكريم‭!!.
…………………………..
” كعاب‭ ‬البوص”
‭.. ‬ولما‭ ‬كنا‭ ‬فى‭ ‬المرحلة‭ ‬الابتدائية‭ ‬،‭ ‬كانت‭ ‬الدنيا‭ ‬بسيطة‭ ‬وسهلة‭ ‬شوية‭ ‬،‭ ‬لعب‭ ‬وحب‭ ‬وصداقة‭ ‬صافية‭ ‬نقية‭ ‬،‭ ‬رحلتنا‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة‭ ‬كلها‭ ‬حكايات‭ ‬حقيقية،‭ ‬أطفال‭ ‬وكانت‭ ‬لينا‭ ‬أحلام‭ ‬وردية‭ ‬،‭ ‬وهناك‭ ‬داخل‭ ‬الفصل‭ ‬كان‭ ‬معانا‭ ‬أستاذنا‭ ‬مهدى‭ ‬التمساح‭ ‬أبو‭ ‬إيد‭ ‬عفية‭ ‬أطال‭ ‬الله‭ ‬فى‭ ‬عمره‭ ‬،‭ ‬كانت‭ ‬مادته‭ ‬الحساب‭ ‬وكان‭ ‬شديد‭ ‬علينا‭ ‬شوية‭ ‬،‭ ‬الصفعة‭ ‬منه‭ ‬على‭ ‬‮«‬الوش‮»‬‭ ‬وكـأنها‭ ‬قنبلة‭ ‬مدوية‭ ‬،‭ ‬وفى‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬قالنا‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬فيكم‭ ‬يجيب‭ ‬من‭ ‬غيط‭ ‬أبوه‭ ‬10‭ ‬كعاب‭ ‬بوص‭ ‬قيضى‭ ‬‮«‬‭ ‬عيدان‭ ‬الذرة‭ ‬الرفيعة‮»‬‭ ‬ويشرفهم‭ ‬بيه‭ ‬،‭ ‬ضربنا‭ ‬أخماسا‭ ‬فى‭ ‬أسداس‭ ‬عن‭ ‬سر‭ ‬كعاب‭ ‬البوص‭ ‬اللى‭ ‬طلبها‭ ‬الأستاذ‭ ‬من‭ ‬شوية‭ ‬،‭ ‬رجعنا‭ ‬البيت‭ ‬وجبنا‭ ‬اللى‭ ‬المطلوب‭ ‬وتانى‭ ‬يوم‭ ‬روحنا‭ ‬المدرسة‭ ‬وشايلين‭ ‬معانا‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬فينا‭ ‬10‭ ‬كعاب‭ ‬بوص‭ ‬،‭ ‬دخل‭ ‬التمساح‭ ‬علينا‭ ‬واللى‭ ‬مجابش‭ ‬كعاب‭ ‬البوص‭ ‬كان‭ ‬نصيبه‭ ‬علقة‭ ‬هنية‭ ‬،‭ ‬قال‭ : ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬يخرج‭ ‬كعاب‭ ‬البوص‭ ‬من‭ ‬شنطته‭ ‬‮«‬اللى‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬قماش‮»‬‭ ‬وسأل‭ ‬أحمد‭ ‬زميلنا‭ : ‬معاك‭ ‬كام‭ ‬كعب‭ ‬،‭ ‬رد‭ ‬أحمد‭ : ‬10‭ ‬كعاب‭ .‬
‭ ‬قال‭ ‬التمساح‭ : ‬أعطى‭ ‬منهم‭ ‬أثنان‭ ‬لى‭ ‬اللى‭ ‬جنبك‭ ‬يتبقى‭ ‬معاك‭ ‬كام‭ : ‬رد‭ ‬أحمد‭ ‬،‭ ‬يبقى‭ ‬معايا‭ ‬8‭ ‬كعاب‭ .. ‬وقال‭ ‬المعلم‭ : ‬كعب‭ + ‬كعب‭ ‬يبقوا‭ ‬كام‭ ‬يا‭ ‬ولاد‭ ‬،‭ ‬ردينا‭ ‬كلنا‭ ‬فى‭ ‬صوت‭ ‬واحد‭ ‬يبقوا‭ ‬اتنين‭ ‬يا‭ ‬أستاذ‭ ‬،‭ ‬طيب‭ ‬كعبين‭ ‬وكعبين‭ ‬يبقوا‭ ‬كام‭ ‬يا‭ ‬ولاد‭ ‬،‭ ‬ردينا‭ : ‬يبقوا‭ ‬أربع‭ ‬كعاب‭.. ‬وبهذه‭ ‬الطريقة‭ ‬تعلمنا‭ ‬الحساب‭.‬


#أخبار العالم الآن #الشيخ‭ ‬راغب‭ ‬موشيه!! #العالم الآن الإخبارى alalamalan #العالم الآن. قناة العالم #عمر عبد العلى يكتب : عفريت‭ ‬القرية‭!!‬

اخبار مرتبطة