أدهشتنى الحفيدة سلمى وهى تشير إلى علم بيد طفل بالشارع وتهتف علم فلسطين ياجدو وأدهشنى الصغير مازن أصغر أبناء اخوتى وهو يرسم عدة رسومات لأعلام الدول العربية ويخيرنى بينها ثم يقول لى أنا باحب علم فلسطين ياعمو، وأدهشنى الحفيد عبدالرحمن وهو يرفض شراء شئ مما هو مطلوب مقاطعته من منتجات كانوا يشترونها وأكملت الحفيدة يارا وهى تلعن الصهاينة والأمريكان الذين يقتلون أهلنا فى فلسطين وبينهم الصغار فى مثل أعمارهم..
وقلت فى داخلى لو لم يفعل طوفان الأقصى غير هذا البعث لقضية فلسطين فى الصدور لكفاه،والأهم أنه أجبر الجميع على الالتفات لقضية شعب تنزوى وهو يموت شيئا فشيئا فى صمت دولى إنسانى مخجل وانزواء عربى قومى مشين..ان تردد قضية فلسطين علوى ألسنة الصغار أبناء السابعة وزملائهم فى المدارس والبيوت ـ وهم يتابعون ويستشعرون ما يمر به أترابهم هناك لهو بذرة وعى قومى قريب بين هؤلاء الناشئين بعدما خذلهم صمت الكبار…
ووجدتنى فى داخلى أستعيد أبياتا لأمير الشعراء أحمد شوقى رحمه الله تجسد مافعله طوفان الأقصى وأنتج هذا الوعى المبكر لدى الصغار :
بِلادٌ ماتَ فِتيَتُها لِتَحْيَا
وَزالوا دونَ قَومِهِمُ لِيَبقُوا!
وَلِلأَوطانِ في دَمِ كُلِّ حُرٍّ
يَدٌ سَلَفَت وَدَينٌ مُستَحَقُّ!
وَلِلحُرِّيَّةِ الحَمراءِ بابٌ
بِكُلِّ يَدٍ مُضَرَّجَةٍ يُدَقُّ!
وَلِلمُستَعمِرينَ وَإِن أَلانُوا
قُلوبٌ كَالحِجارَةِ لا ترِقُّ!