صرّح ناجى الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، بأن الضربة العسكرية الأمريكية الأخيرة ضد إيران تمثل تصعيدًا خطيرًا يهدد الاستقرار الإقليمي والدولي، وجاءت لتفضح هشاشة التحالفات الغربية وتكشف زيف شعارات الدفاع عن الأمن الجماعي، بعدما دخلت الولايات المتحدة هذه المغامرة منفردة، وبدون غطاء من الناتو أو توافق دولي.
وأضاف الشهابي أن الإدارة الأمريكية، بقيادة ترامب، خالفت الأعراف الدبلوماسية وأربكت الحلفاء، حيث أعلنت فرنسا بوضوح غضبها من تنفيذ الضربة دون إخطار مسبق، ورفضت المشاركة فيها، بينما التزمت بريطانيا وألمانيا الصمت، في موقف أقرب إلى التحفظ أو الرفض، في ظل غياب التنسيق بين أطراف الحلف الغربي.
وأوضح رئيس حزب الجيل أن الدول الكبرى، وعلى رأسها روسيا والصين وباكستان وتركيا، إلى جانب مصر ودول الخليج العربي، أدانت هذا العدوان واعتبرته تصرفًا متهورًا يهدد بإشعال المنطقة، في حين وجدت أمريكا نفسها وحيدة أمام موجة اعتراضات غير مسبوقة، حتى من الداخل الأمريكي، حيث خرجت مظاهرات غاضبة رافضة للضربة، ومشككة في دستوريتها، باعتبارها تمت دون تفويض من الكونجرس، وهو ما دفع عددًا من النواب الأمريكيين للمطالبة بمحاسبة ترامب وسحب الثقة منه.
وتابع الشهابي أن إيران تعاملت بدهاء سياسي حين مررت سيناريو حفظ ماء الوجه بنقل اليورانيوم لمكان غير معلوم، ثم فاجأت العالم برد عسكري أثبت أنها لن تظل مكتوفة الأيدي، وقد وافق برلمانها بالإجماع على قرار غلق مضيق هرمز، ما ينذر بتصعيد بالغ الخطورة في مسار الملاحة الدولية وأسواق الطاقة.
وأكد الشهابي أن دول الخليج العربي تعيش اليوم حالة من الهلع بعد أن تأكدت أن رهاناتها على ترامب كانت مغامرة خاسرة، وأن أموالها واستثماراتها ذهبت هدرًا في رهانات سياسية قصيرة النظر، بينما تشهد إسرائيل حالة من الفوضى والخوف، واندلعت موجة هجرة جماعية واسعة فور فتح نظام حجز الطيران، في مشهد يعكس فشل السياسات العدوانية لرئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، الذي أدخل كيانه والمنطقة والعالم في دوامة من الدمار والخراب.
واختتم الشهابي تصريحه بالتأكيد على أن مصر – بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي – تمثل صوت الحكمة والتوازن والاستقلال، وأنها لا تنخرط في أي صراع إلا بما يحفظ أمنها القومي، ويصون استقرار المنطقة، ويمنع الانزلاق إلى حروب عبثية يدفع ثمنها الأبرياء.