الرئيس الراحل أنور السادات صاحب فضل لإلتحاقى بكلية الإدارة ونظم المعلومات الحديثة بأمريكا
عرض : حسنى ميلاد
يواصل موقع العالم الآن الإلكترونى نشر أدق ألسرار فى حياة وزير قطاع الأعمال الأسبق د. مختار خطاب التى يستعرضها فى كتابة ” تشابه أسماء” حيث تتناول الحلقة الثالثة رحلة أمريكا حيث يروى :
اتفقت مع زوجتى عام ١٩٨٠ على أن نسافر إلى الولايات المتحدة لمدة سنة أو سنتين أدرس فيهما بعض علوم الحاسب الآلي ونظم المعلومات الإلكترونية الحديثة، ونطلع معا على الثقافة الأمريكية عن كثب وفي نفس الوقت نفوت الظروف الأمنية الراهنة بالنسبة لى، دون أحداث فجوة ضارة في بيان السيرة الذاتية الذي عادة ما يتم تقديمه عندما يراد الإلتحاق بعمل جديد لم أتهيب من المستقبل وقد عشت مغتربا، في مصر في الجامعة، وفى سيناء في العمل، وفي الخارج في الجزائر وفرنسا والمغرب وليبيا، كل ذلك منذ عام ١٩٥٩ ونحن في عام ١٩٨٠ ، هي إحدى وعشرون عاما في الغربة.
ذهبنا معا نطلب الحصول على تأشيرة دخول وإقامة مؤقتة في أمريكا ظني أنها مثل كل دول العالم فى نظام التأشيرات والإقامة، رغم أنني سافرت وأقمت في عدة دول كما أوضحت، لم أتعامل مع أى سفارة في مصر، فأول سفرية لى سافرتها من مصر كانت للجزائر، وكان دخول الجزائر للمصريين بدون تأشيرة، وبعد ذلك كنت أحصل على تأشيرات دخول من سفارات الدول التى سأذهب إليها من الدول التي كنت أقيم فيها في جاردن سيتى فى نفس الشارع تقع سفارتان الأمريكية والبريطانية .
كان يدرس معى صديق حميم هو أحمد حجازي كنت تعرفت عليه في ليبيا وسبقني في السفر إلى كاليفورنيا وكان ضيفا على أخى فى بداية إقامته في كاليفورنيا. التحقنا معا في معهد اللغة أدركنا معا أن تعلم اللغة يحتاج إلى وقت طويل، ولن يسعفنا كورس» أو كورسين لمدة ثلاثة أو ستة أشهر، وهذه خلاصة مطابقة لتجربتي في فرنسا فقررت السعى للالتحاق بالجامعة على أساس أن الدراسة لمدة عام أو عامين، سوف تؤدى حتمًا إلى تحسين مستواى فى اللغة وتختصر الزمن
توجهت إلى كلية الإدارة ونظم المعلومات الحديثة بجامعة ولاية كاليفورنيا في بسادينا جنوب «لوس أنجلس»، واتجهت إلى مكتب عميد الكلية البروفيسير «جسفورد» عرفته بنفسي وأطلعته على مؤهلاتي، وطلبت منه أن يكتب لى وصفة، بعدد من مواد الحاسب الآلي ونظم المعلومات الحديثة، تؤهلني لأن أفهم علوم العصر والزمن القادم كتب لى وصفة تتضمن سبع مواد، قال إنها تحقق لي مرادى، وقال لى: أنه سيوصى أساتذة الكلية، أثناء انعقاد مجلس الكلية بعد أسبوع أن يقبلونى فى التسجيل والدراسة فى هذه المواد، وسيعفيني من شروط القبول في الكلية، والتي تتطلب اجتياز مسابقة التويفل» فى اللغة الإنجليزية، فقلت له أن يوصى بقبولى ومعى زميلي أحمد حجازى لدراسة هذه المواد التي وصفها، فسجل لديه اسمي واسم صدیقی حجازی
بعد أسابيع قليلة بدأت الدراسة، وذهبت إلى الكلية انا وصديقي حجازي، الذي غمرته السعادة بالتحاقه بالجامعة، دون شروط القبول التعجيزية بالنسبة لكلينا، قرأنا الإعلانات عن المواد المطروحة واسماء الاساتذة الذين يقومون بتدريسها ومواعيد المحاضرات وكان هناك تنبيه إلى جميع الطلاب انهم عندما يختارون مادة من المواد فعليهم أن يبلغوا إدارة الكلية باختياراتهم وسوف يقوم كل أستاذ بقبول أربعين طالبا في القاعة الدراسية بالترتيب الوارد في كشف التسجيل وعلى الطلاب الزائدين عن الأربعين طالبا أن يسجلوا أنفسهم عند أستاذ آخر ثم قال من لم يسمع اسمه يتفضل بالخروج ما عدا اثنان موصى عليهما من الرئيس السادات هما مختار خطاب وأحمد حجازى علق صاحبي حجازى على الفور ” يا الله” قالها باللغة العربية وبصوت مسموع
عشق أمريكى للسادات
لقد كان المجتمع الأمريكي، آنذاك، عام ۱۹۸۰ ، عاشقا ومفتونًا بالرئيس السادات وبمسز سادات». ولا أذكر أنني ذكرت اسم الرئيس السادات أمام العميد جسفورد حين رجوته قبولنا، كل ما قلته له أن العميد جسفورد قال للأساتذة في مجلس الكلية ما سمعناه من مصر، ويبدو من الأستاذ هارتمان الذى حضرنا له أول محاضرة، لأننا سمعنا نفس الكلام من الأستاذين الذين يدرسان المادتين الآخريتين اللتين سجلنا إسمينا فيهما.
وجدت أنا وصديقى حجازى أنه لو درسنا ونجحنا في السبع مواد التي في وصفة العميد جسفورد، وزدنا عليهم خمس مواد فإننا نحصل على دبلومين، واحد في البرمجة على الحاسب الآلى وكان الحاسب الشخصى لم يظهر بعد . وكنا نتعلم البرمجة على الحاسبات العملاقة (main frame) وبطاقات IBM المثقبة والدبلوم الثاني في تصميم نظم المعلومات الحديثة (systems design) وهو دبلوم ذو قيمة علمية عالية جدا بالنسبة لى. وشرعنا في تنفيذ هذه الخطة ونجحنا.