كان محمد بن القاسم الثقفي قائدًا عسكريًا بارزاً في عهد الوليد بن عبد الملك، سادس خلفاء الدولة الأموية (الذي حكم من 86 هـ/705 م إلى 96 هـ/714 م).
اشتهر بكونه فاتح بلاد السند (التي تقع اليوم في باكستان وأجزاء من الهند).
« محمد بن القاسم الثقفي»
صورة تعبيرية
- النشأة والنسب:
- ولد عام 72 هـ (695 م) في مدينة الطائف.
- هو محمد بن القاسم بن محمد بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي.
- والده، القاسم الثقفي، كان واليًا على البصرة.
- هو ابن عم الحجاج بن يوسف الثقفي (يجتمعان في الحكم بن أبي عقيل)، وكان الحجاج واليًا عامًا على العراق والولايات الشرقية للدولة الأموية.
- نشأ وترعرع في العراق، وتدرب على الجندية منذ صغره.
- قيادته للجيوش وفتوحاته:
- تولى قيادة الجيوش وهو في سن صغيرة جدًا، حيث قاد حملة فتح السند وعمره 17 عامًا.
- يعتبر أصغر فاتح في الإسلام.
- في عام 88 أو 90 هـ (706 أو 709 م)، استولى قراصنة من السند على سفينة عربية، فقرر الحجاج بن يوسف فتح بلاد السند.
- اختار الحجاج ابن عمه محمد بن القاسم ليقود جيشًا من 6 آلاف مقاتل من العراق.
- لما تولي الحجاج بن يوسف الثقفي ولاية العراق وجه محمد بن القاسم الى السند لفتحها ونشر الإسلام فيها فسار بن القاسم بجيش الإسلامي حتى وصل إلى مدينة الدبيل ففتحها وبني فيها مسجد ثم توجهه إلى عاصمة بلاد السند فتقابل مع جيوش من ملكها فانتصر عليه ودخل عاصمتها. وبعد ذلك واصل ابن القاسم فتوحاته هناك حتى اكمل فتح بلاد السند كلها, وعامل أهلها معاملة حسنة وكان من نتائج فتوحاته رحمه الله : * نشر الإسلام في بلاد السند . * دخول أعداد كبيرة من الأمراء والوزراء وأاعيان تلك البلاد في الإسلام . * توسيع رقعة الدولة الإسلامية في الجهة الشرقية .
- من أهم فتوحاته:
- فتح الديبل (حوالي 711 م / 92 هـ): كانت من أشد مدن السند تحصينًا، واقتحم أسوارها.
- فتح سند وملتان: واصل سيره بعد الديبل، ولم يمر على مدينة إلا فتحها.
- ألحق الهزيمة بـ “داهر” ملك السند.
- وصل بفتوحاته حتى حدود كشمير.
- أقام أول دولة إسلامية في بلاد السند والبنجاب.
- أخلاقه وسياسته:
- اشتهر بأخلاقه الرفيعة وسياسته العادلة في البلاد التي فتحها.
- قام بنشر العدالة والمساواة بين الأهالي.
- بنى العديد من المساجد، ويعتبر أول من بنى مسجدًا في شبه القارة الهندية.
- كان على قدر كبير من الشجاعة، والمسؤولية، والحنكة.
- نهايته:
- توفي محمد بن القاسم الثقفي وعمره 23 عامًا فقط.
- كانت نهايته مأساوية؛ فبعد تولي سليمان بن عبد الملك الخلافة، عُزل محمد بن القاسم الثقفي (كونه من أقرباء الحجاج بن يوسف الثقفي، الذي كان مكروهًا من سليمان بن عبد الملك).
- قُبض عليه وسُجن في مدينة واسط، وعُذب حتى مات.
مات الحجاج بن يوسف ثم مات الوليد بن عبد الملك، وتولى الخلافة أخوه سليمان بن عبد الملك الذي ولّى على العراق صالح بن عبد الرحمن ليحل محل الحجاج، وكان الحجاج قد قتل أخا صالح؛ لأنه يؤمن بفكر الخوارج، فانتقم صالح من أنصار الحجاج، وانصبّت نقمته على البطل محمد بن القاسم فأتى به مقيّداً وسجنه وعذّبه حتى مات تحت التعذيب سنة 95هـ، وعمره 23 سنة!