عاجل
الأحد. يوليو 27th, 2025

د. مجدى أبو الخير يكتب :بي بي سي … أداةُ تنفيذٍ !!

العالم الآنالعالم الآن 10, يوليو 2025 20:07:46

 

إن كنتَ متابعًا جيدًا للأخبار عبر أثير الإذاعات، أو حتى القنوات المرئية، فيمكنك دون جهدٍ أو عناء أن تلمح وتقرأ توجّهات، ورسائل مموليها عبر تلك الأخبار والتقارير وغيرها إلى كل مَن يعنيهم الأمر. و بي بي سي ليست بدعة في ذلك إن لم تكن رأسًا فيها؛ إذ يمكنك وفي سهولة تامة قراءة رسائل الحكومة البريطانية، وما ترمي إليه، من خلال متابعتك لها، بل إنني لأشتمّ في أخبارٍ بعينها لم تصُغها أقلامُ إعلامييها المحترفين، ومقابلاتٍ وحواراتٍ لم يُرتّبها مُعدّوها، وإنما صاغتها وأعدّتها ورتّبت لها هناك غرفُ السياسة وأجهزةُ المخابرات، وكأنها قُدّت قدًّا على الزمان والمكان والسياق الذي أُريد لها.

بل أكثر من ذلك، ربما وخلافا للأحداث الساخنة الحاصلة أحيانًا وعلى غير العادة تجدها تخرج علينا في تقريرٍ شديدِ السخونة، وملفٍ لا سياق له، ولا علاقة له بما هو حالّ، لتذهب على وجهك، وتقول في نفسك: مؤكد أنّ الأمر فيه إنّ. وبعد تأكدك من الأمر، وربط الأمور ببعضها في سرعةٍ خاطفةٍ، تخلص إلى أنه لا مبرر لذلك، ولا غرض منه سوى إيصال رسالة إلى هناك، نعم إلى هناك، طمعًا وابتزازًا ومآرب أخرى، ولسان حالها: انتبه، ملفك أمامي، أتذكره لك فَعْلةً فعلةً، فامضِ قُدُمًا أو حتى توقيعًا، وربما توارَ عن ذلك كله وانْأَ بنفسك عنه، وانجُ بها، وإلا. بات الجولاني شرعاً ورئيسًا، وزيارة ديفيد لامي له منذ يومين -رغم شرورها وويلاتها على سوريا- تاريخية ورسالة وُدّ ودعم من الشعب البريطاني للشعب السوري. باتت الدوحة عمود خيمة المنطقة، وذروة سنامها، وقطب رحاها، ورمانة ميزانها، ليس هذا وحسب وإنما في العالم، ليست هناك مفردة تتردد فيها صباح مساء مثلها. بينما غيابٌ متعمد، ومفضوح، لاسم مصر، سوى من ترندات مصائبها، وتقاير أزماتها؛ منذ يومين وفي خبر طويل حثّ فيه محمد بن عبد الرحمن، رئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية قطر، على ضرورة وقف إطلاق النار والتوصل إلى هدنة وغير ذلك، وبعد أن أرغت في تفاصيل ذلك وأطالت، قالت: جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بينه وبين بدر عبد العاطي وزير خارجية مصر، وفقط. الأمر الذي لم يعُد معه المستمع بعد تفاصيل الخبر يشغل باله مع مَن كان اتصاله، في غيابٍ لأدنى قواعد المهنية، إذ جرت العادة -مثالًا-: جرى اتصال بين فلان وفلان، وفيه تم التأكيد على كذا وكذا. في رسالةٍ متعمدة، تلقّفت أحمد الطنطاوي فور خروجه من السجن في برنامج (بتوقيت مصر)، والذي أعادته أكثر من عادتها مع غيره خلال الأسبوع، تلقّفته مثلما تلقّفت معتز مطر فور وصوله إليها مذؤومًا مدحورًا من تركيا.

في يوليو 23 كتبت مقالًا إثر مواقف لها، انعدمت فيها مهنيتها، وحياديتها الكاذبة: “بي ب سي كولا،صعود معظم أسواق الخليج بفضل نتائج قوية للشركات وبورصة مصر تتراجع “. هذا نصّ خبر لبي بي سي طوال اليوم، خبرٌ لا يحتاج كبير عناء لتدرك توجهًا عطنًا وإلحاحًا مقزِّزًا من القناة في إقحام اسم مصر وتصدير نظرة سلبية عنها؛ يعني لو كانت تتحدث عن بورصات الوطن العربي وإحصائها، فكان الصعود للخليج والثبات للآخرين وتراجع مصر لكان للخبر وجاهته. لكن هي تتحدث عن الخليج وحسب، فهل مصر من الخليج؟! مع تفسيراتٍ لا حدّ لها تكشف عن حسّ رسمي متربّص لا إعلامي محايد في الأمر، والأمر بات مفضوحًا وبشكل سافل وسافر.

مثال، عقب تودّدٍ ذي الأصابع الأربعة لمصر ورئيسها وقمعه لإخوانه وتضييق الخناق عليهم بل، ترصدهم من منعهم من مجرد ذكر مصر ورئيسها ونقدها ولو تلميحًا، بعد أن كان أكبر داعم لهم حتى اضطرت جماعةٌ منهم إلى الفرار بأنفسهم، تلقفتهم عندئذ -وبعد اتفاقٍـ بريطانيا الرسمية بالأحضان؛ ليكونوا شوكة تقضّ بها مضجع النظام المصري لمآرب في نفسها. فتحت لهم القنوات ودعمتهم مثلما كان بالأمس من تركيا؛ فبعد وصول معتز مطر بساعاتٍ إليها حتى استضافته البي بي سي ومضطرًا أنصتُ لحديثه ظنًّا مني بأن مذيع القناة لن يقبل منه هرتلةً مثلما منحته إياها تركيا، ولكن كانت المفاجأة أن ترك له الحبل على الجرار، مع أن حديثه يرتد عليه وشهادة لصالح النظام المصري عندما ذكر أن (60%) من المساعدات لمصر كانت على الجيش، وليته جعجع بأنها ذهبت إلى جيوب الفسدة؛ ليكشف غباء منه عمّن وراءه،

منذ بضعة أيام أتى تريند البي بي سي بفيديو لفتاة سودانية هاربة من الحرب الدائرة في بلدها تتحدث فيه عن السلبيات التي وجدتها في مصر، وبعد أن حاولت القناة إظهار الحيادية وذكرت المؤيد والمعارض للفتاة إلا أن توجهها في الأخير غلبها عندما ذكرت أن الفتاة خرجت في فيديو آخر تتحدث فيه عن الإيجابيات التي وجدتها أيضًا في مصر إلا أنها لم تذعه، رغم أن المهنية والحيادية تحتم نشره، إلا أنها تعلم أن آخر ما يُسمع يعلق بالذاكرة، وإنما أرادت أن يبقى فيديو السلبيات عالقا بالذاكرة. وفي مقابل ذلك تغض بصرها عمدًا، وهي اللاهثة وراء أخبار مصر، فلم تذع فيديو لعصفورةٍ يمنية تتغزل فيه في مصر رافضةً أيّة إساءة إليها. لم تدع البي بي سي فرصة إلا وأقحمت اسم مصر وسلبيات مصر وحقوق الإنسان في مصر، وهي التي لم تنبس ببنت شفة واحدة تجاه ما اقترفته حكومة بلدها تجاه العراق وتشريد شعبه ونهب ثرواته، ومنحها فلسطين على طبق من ذهب لمحتل صهيوني غاصب مجرم، وغير ذلك من جرائم حكومتها.

ويبقى السؤال: ماذا لو كانت البورصة المصرية هي الأخرى في صعودٍ أكانت تحتل الشق الثاني من الخبر؟! قطعًا لا. فالسياق كما في الأول غير متسق، قلق في مكانه ومضطرب. لندرك في الأخير أنها ليست البي بي سي، والتي توهمناها يومًا لحداثة عهدنا وقتها بالسياسة أنها حيادية، وإنما بي ب سي كولا، حتى لكأنها تكاد تنفجر من غازاتِ حقدها تجاه مصر، والشواهد في ذلك تطول وفجّة ويومية. لندرك في الأخير من ذلك أنه ليس هناك إعلام حرٌّ ونزيهٌ وحيادي إلى غير ذلك من مصطلحات لطالما ضحكوا بها علينا؛ لأخلص من ذلك إلى نتيجة واحدة لا ثاني لها: لن تدفع بريطانيا ولا غيرها من جيبها من أجل الآخرين؛ فالأمر أولًا وأخيرًا مكاسب سياسية ومصالح اقتصادية وابتزاز رخيص”.

هذا غيضٌ من فيضٍ من بعض رسائل بريطانيا عبر بوقها (بي بي سي)، وحتى بعض رسائل غيرها وأبواقهم إلينا، لكن ورغم ذلك كله فإنه دليلُ ثباتنا وقوتنا وعدم انحرافنا عن قولة الحق، ودفع الظلم. لذا، وقلتُها قبلُ، كل ما تراه من بروباجندا إعلامية مقصودة إنما هي محض سراب، وأنه لا كبير للمنطقة سوى مصر؛ وأن المفاوضات تجري فقط بين كفتين لا ثالث لهما، مصر في كِفة، وأمر يكا وإس رائيل وقطر في الأخرى، وأنه عند الدعاية والترويج للعالم أن هناك مفاوضاتٍ قائمة تكون الوجهة دومًا إلى الدوحة، لكن عند الجدّ والخطر تكون الوجهة حصرًا إلى مصر. بل، أكثر من ذلك، إذا سُئلتْ ح ماسُ، وسُئل الفل سطينيون: أيُّ الوسطاء تطمئنون وتثقون؟! لأجابوا من فورهم، وقولًا واحدًا: مصر.

 


#..الأوساط الأوروبية والأمريكية #العالم الآن #العالم الآن الإخبارى alalamalan #العالم الآن. قناة العالم #جمهورية مصر العربية #د. مجدى أبو الخير يكتب :بي بي سي ... أداةُ تنفيذٍ !!

اخبار مرتبطة