عاجل
الأحد. يوليو 27th, 2025

د. أحمد كمال يكتب: عمر المختار في غزة

العالم الآنالعالم الآن 26, يوليو 2025 07:07:07

مع بداية فترة أفلام الفيديو، شاهدنا جميعًا فيلم عمر المختار، حيث تجمّع الأصحاب والجيران، ثم تم عرضه تلفزيونيًا. وهو رائعة من روائع مصطفى العقاد، كفكرة وإخراج. بالفعل، جسّد هذا الفيلم حقبة زمنية للمستعمر الإيطالي في ليبيا وجهاد سيدي عمر، لكن كنتُ أتمنى إنتاج أفلام أخرى، لأن تلك كانت فترة صعبة على المجتمع الليبي.

ولكن، أمس، كنت أمارس سِمَة العصر بمشاهدة مواقع التواصل، فوجدت مشهدًا من الفيلم غاية في الروعة، يُجسِّد ما يحدث في غزة حرفيًا! أإلى هذا الحد تتشابه الأفكار الاستعمارية؟

إنه حوار بين عمر المختار وزميله، الذي طرح عصا الجهاد جانبًا وانضم إلى المستعمر، حبًا في رغد العيش ويأسًا من جدوى المقاومة. حيث يسأل الصديق:

ـــ لماذا لا تستسلم، ليكون طريق الأمان للخروج؟

فيرد المختار مستغربًا: الأمان!

فيقول صاحبه: إلى مصر.

ويستكمل حديثه عن المستعمر الإيطالي قائلاً: إنهم حكومة هذا البلد.

فيرد المختار: لا، يأخذون الأرض بالنهار، وبعون الله نستردها نحن بالليل.

فيعارضه صاحبه: أنت وحيد، قد انقطعت بك السبل عن بقية البلد، بل عن العالم كله.

ثم يستطرد: وفي عصبة الأمم، لا أحد يهتم.

فيرد المختار: هذه المعركة نحاربها هنا، على الأرض، لا في الأمم المتحدة.

ثم يكمل الصاحب ليُضعف هِمَّة المختار، قائلًا: أولادك ضحايا الجوع لأنك تُصر على القتال.

فيرد سيدي عمر: نعم، إنهم رهائن هذه الحرب، لكن لا أحد يخون أو يطالبني بالاستسلام، بل يعتبرونه خيانة.

ثم يخونه صاحبه قولًا، ويكمل: ربما تكون آخر فرصة لك لتطلب “السلام الشريف”.

فيرد سيدي المختار: يسرقون أرضنا، ويدمرون بيوتنا، ويقتلون الأبرياء… ثم تُسمّي ذلك بالسلام! والله لن يُفسدني “سلام” ذلك الرجل ـــ يقصد نتنياهو ليبيا وقتها.

للأسف، هذا المشهد السينمائي يتجسد الآن قولًا وفعلًا في غزة، على الأرض، بكل معاني التجسيد، ليتحدث إلينا الواقع فيقول: إن الأفكار الاستعمارية والاستيطانية واحدة، مهما اختلف الزمان أو المكان.

لذلك، كان عنوان المرحلة: عمر المختار في غزة.


#إيطاليا #استعمار #حرب #د. أحمد كمال يكتب #عمر المختار #غزة #فلسطين #ليبيا #موقع العالم الآن الإخباري alalamalan.com

اخبار مرتبطة