صدقت مصريتنا حين قالت: عدو عاقل خير من حبيب مجنون. من باب ضرورة فهم الآخر، ودخولًا إلى عمق اجتماعيات العدو، نجد أنه مثل أي مجتمع، به فساد. هذا نتنياهو ليس عدوًا فاسدًا فقط، ولكنه غشيم يريد إغراق تل أبيب بأسرها حتى ينجو بنفسه. الصراع السلطوي داخل هذا المجتمع عنيف إلى هذه الدرجة، فهو أعمى البصيرة.
من الممكن أن تشجع الفريق الفائز عليك، فهناك لعبة حلوة، ولكن في حرب غزة أنتم تريدون القضاء على الأخضر واليابس. أنتم بالسير وراء هذا غير المسؤول تفقدون هويتكم اليهودية، وحتى عداءكم أصبح دوليًا، وليس هيبتكم فقط.
أياً كانت أفكاركم، أنتم لا تريدون أي تعايش. إذا كان تصرف رئيس وزرائكم يمثل تيارًا متشددًا داخل المجتمع اليهودي، فللأسف أنتم تحرقون أغصان الزيتون بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، بترككم لهذا الأرعن يقودكم إلى التهلكة. فأعتى الجيوش تتقهقر أمام المقاومة المبنية على عقيدة.
لقد ظهرت رعونة هذا الرجل حين ضرب مواقع يمينية منذ ساعات بعشرين غارة جوية، اعتبرها البعض امتدادًا للحرب مع إيران، ولكن كلما تهدأ الأمور في المنطقة يحاول إشعالها مرة أخرى. وقد أقال المتحدث الرسمي له بلا سبب، وأعجبني زامير، رئيس الأركان، حين أراد إيقاف الحرب مع غزة حرصًا على سلامة جنوده.
نتنياهو يريدها مشتعلة دائمًا، ويقحم الجميع في مشاكله الداخلية، ويحوّلها إلى صراع مع دول الجوار. لا يسعى إلا إلى مصلحته الشخصية وإخفاء فساده. ولكنني أرى أن الله سلطه على المجتمع اليهودي كي يتفكك. وبإذن الله ستنتهي الحرب على غزة، ولكن علينا اليقظة دائمًا، فإننا لدينا عدو غشيم بالجوار.
إيميل الكاتب:
kemoadwia@yahoo.com