عبارة تتردد كثيرًا في حياتنا اليومية على جميع الأصعدة، وبالفعل عندما تتأمل الموقف الذي يُقال فيه هذا الكلام، تجد أنه عندما تسير الأمور على ما يرام، فلا يكون للتجويد أو التحسين موضع، أو لفعل أي شيء يقلل معدل هذا السريان.
في بعض مصانع الإنتاج الكبير، لا تُحاول تعطيل الأمر إلا في الصيانات الكبيرة، أي عندما تتوقف الماكينة، محاولًا بذلك السير وفق التخطيط والميزانية وخلافه.
وعندما يكون الأمر إداريًا، يُقال في بعض الأوقات: هذا الموظف مميزاته أكثر من عيوبه، فاستمراره أهم من توقيفه.
وعندما تربط الأمور ببعضها في جميع المجالات، تجد مثلًا أن القرآن يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾ سورة المائدة – الآية 101، فحتى كثرة السؤال والتحذلق تزيد الأمر تعقيدًا وسوءًا. دعها تسير إلى حيث السبيل. وقد رأيت فلانًا يفعل كذا أو كذا من الخطأ، فأتركه حتى يقع هو، أقصد أن الأمور تسير، فاتركها ما دام الخطأ ليس كبيرًا، فالخطأ وارد.
محاولة إصلاح كل ما يحيط بنا لن تحدث بالكلية، فالخير والشر في تدافعٍ دائم خلال عملياتٍ حياتيةٍ معقدةٍ وموزونة، فالتدافع سُنّة كونية.
ويُقال في الحياة بشكل عام: ليس كل ما يُعرف يُقال، بل العكس، فمن يعرف أكثر عليه أن يصمت أكثر ليحافظ على سير العمليات الحياتية بشكل عام.
دخلت بيت الرجل؟ دعه يترك القيادة للمرأة، أو يُشعرها بأنها تفعل كذا أو كذا، لا تُحاول أن تجعله يفعل العكس، فستهدم عليه حياته. الأشخاص والأحوال والمواقف مختلفة، فلا تحاول تطبيق تجربتك أو إيقاف المراكب السائرة لمجرد أن الأمور لا تعجبك أو لا تسير خلف رؤيتك، ولو أنها تحقق نفس الهدف.
أما عندما تحاول التغيير، فهذا يأتي بعد تملك أطراف خيوط العملية كلها، ولا يكن التغيير مرةً واحدة، بل على فترات، وأن تحافظ على دخيلات الغرف المغلقة حتى لا تتأثر العمليات الحياتية في كل المجالات، فليس كل ما يُعرف يُقال، وأتركها تمضي حيث السبيل.