عاجل
الخميس. سبتمبر 11th, 2025

د. أحمد كمال يكتب: الميكروباص الموعود

العالم الآنالعالم الآن 8, يوليو 2025 20:07:47

في طريقي إلى جنازة ميتٍ تخطى المائة، كنت محبًا له، ركبت التوكتوك وتفاوضت مع السائق على السعر، ثم قال: اركب ياأستاذ مع بصيص من عدم الرضا. ثم أخذت الميكروباص، أريد أن أعرف أين الجنازة؟ الموبايل لا ينطق!

ثم التفتُّ فوجدت رجلًا يرفع صوته ويدعو أن تحترق السنترالات كلها لكي يأخذ إجازة. فنظرت إليه ثم قلت في نفسي: ارجع،لا تعلم ما به، هل له مدير يفتقد إلى الكلمة الحلوة؟ فسمعت رجلًا يتكلم في التليفون ويقول: معقولة سنترال يحترق يؤثرعلى مصر كلها؟ فنظرت إلى الشباك وقلت: ولمَ لا؟ إنهم يقولون إن مصر كلها غرفة وصالة، فلنتقابل جميعًا في سنترال رمسيس. وضحكت، ثم قلت: وأنا مالي.

ثم نظرت إلى جانبي، فوجدت فتاة صغيرة بعمر السابعة عشرة تشاهد التيك توك، وموسيقى حزينة عن بنتين انتهت أعمارهن. فقلت لها مسرعًا: أهم مع من ماتوا في هذا الإقليمي. قالت: لا، بعدما استغربتني! وما هو طبيعي، الصوت عالٍ يا أيتها المراهقة.

ثم نزلت فاتخذت اختراع العالم توكتوكنا في طريقي إلى المقابر. ماذا لو تم تقنينه؟ أتذكر أن أول توكتوك رأيته في إمبابة منذ مطلع الألفينات، ثم انتشر مثل إعلان مبيد العسكري.

سائق التوكتوك غلبني هذه المرة، فقال: ليه يا عمي؟ أنا لسه نازل إجازة، والبنزين والحالة قلت له: خذ ما تريد، المهم انتهت الدفنة.

ورجعت إلى هذا الميكروباص وسرحت، ثم سمعت صوتًا: هتدفع يا أستاذ ولا؟ قلت له: أدفع. وتبادلنا الضحكات، وانتهت الرحلة. ثم قلت: أشتري فاكهة. فوجدت بائعًا يضع ٣٥٠… معقولة؟ جنيهًا سعر كيلو العنب! ولم أجد أقل. فقلت: أشتري.وجدته رخيصًا، الحمد لله، عكس ما اعتقدت. الكيلو بـ٣٥ جنيهًا.

ثم دخلت البيت، فقال لي الأولاد: النت غير مستقر. قلت لهم: ابحثوا عنه في الصالة، فإنها ضيقة، سنتقابل جميعًا في الميكروباص الموعود.

إيميل الكاتب:

kemoadwia@yahoo.com


#توكتوك #تيك توك #د. أحمد كمال يكتب #سائق #مقابر #موقع العالم الآن الإخباري alalamalan.com #ميت

اخبار مرتبطة