العالم الآن 
منظر الطائرات المُسيَّرة وهي تحمل العلمين المصري والفلسطيني في سماء مدينة السلام شرم الشيخ، كان مشهدًا غاية في الروعة، ولفتةً رائعة لرفع الروح المعنوية للجميع.
غزة عانت كثيرًا، وحاربت، وسطَّرت منذ السابع من أكتوبر 2023 ملحمةً عسكرية وحربَ استنزافٍ كبيرة، قدَّمت فيها تضحياتٍ ممزوجةً من الشعب والمقاومة معًا، فالجميع دفع الثمن في هذه الحرب.
ولا ننسى أبدًا أن الحرب قامت دفاعًا عن المسجد الأقصى، فلا تستمع إلى من يُصغِّر من عِظَم الإنجاز الذي تحقق بأمر الله؛ فهذه الحرب كشفت للجميع، عربًا وعجمًا، الأطماعَ الاستعمارية لإسرائيل، المستترة خلف شعار “التطبيع”. لقد أوقفت هذه الحرب طوفان التطبيع، ليس فقط على مستوى الشعوب، بل على مستوى القيادات أيضًا.
الجميع استفاق من هول الصدمة جراء هذه الحرب، بعد أن تبيَّن أن العداوة المتأصلة شرسة تجاه الجميع، فقد اشتبك الكيان مع إيران واليمن وسوريا وتونس وقطر، وآخرين في الخفاء، وعلى مختلف الأصعدة.
لقد فقد الكيان هيبته تمامًا، عسكريًا واستخباراتيًا وسياسيًا، بل حتى التأييد العالمي العام له شبه اختفى؛ ويكفي خروج مندوبَي جميع الدول أثناء إلقاء نتنياهو كلمته في الأمم المتحدة. كما تم الاعتراف بفلسطين دولةً مستقلة، حتى من قِبل إنجلترا صاحبة وعد بلفور.
وسيتم تسليم سلاح المقاومة إلى السلطة الفلسطينية في قطاع غزة، أو مناقشة هذا الأمر الاستراتيجي في وقتٍ لاحق.
ولكن، هل سيتوقف العدو عن أفعاله؟
أقول: لا، وألف لا.
سيُضمِّد جراحه، ويغلق على نفسه سنوات، محاولًا استعادة ما فقده في هذه الحرب. ولكن هيهات… فغزة العزة، وهنا القاهرة عاصمة النصر.
إيميل الكاتب:
kemoadwia@yahoo.com