يا من تتشدقون بالفضيلة وتخرجون علينا بتصريحات عاطفية عن قصف إيران لموقع عسكري للكيان الصهيوني فأصاب مستشفى في إسرائيل… أنسيتم مجزرة مدرسة بحر البقر عام 1970 بالشرقية، التي ارتُكبت عمدًا بواسطة سلاح الجو الإسرائيلي، وقُتل فيها أطفال وهُدمت المدرسة؟! أهذه هي الحرب؟!
أنسيتم غزة؟! وما يحدث فيها على مرأى ومسمع من الجميع من قتلٍ للأطفال والنساء، وتفجيرٍ للمستشفيات، وتجويعٍ مستمر تحت ذرائع باطلة منذ ما يقرب من عامين؟!
وللأسف، يخرج هذا الكلام من قامات… عذرًا، فإنكم تكيلون بمكيالين، وحساباتكم بها خلل. الكيان الصهيوني يعتبر كل أفراده جنودًا، ويسلّم المستوطنين أسلحة، فكيف نعتبرهم مدنيين؟ لا، وألف لا… إنهم متشبّعون بدماء الضحايا، إنهم مغتصبون لهذه الأرض، وهذا هو حال كل مغتصب.
إنهم يريدون مصر بأي ثمن، وقد أشيع على وسائل التواصل الاجتماعي منذ أيام أن إيران تمتلك مستندات إسرائيلية تُفيد بأن مصر هي الهدف القادم لإسرائيل إذا نجحت مخططاتهم الحالية.
ألم تروا مندوبة كوبا في اليونسكو في الجلسة المنعقدة، حين انتفضت عندما طلب مندوب الكيان دقيقة صمت من أجل يهود الهولوكوست؟ فقالت: “أولًا، لقد خالفتَ قواعد الجلسة بعدم استئذانك من رئيسها، وأنا أطلب دقيقة صمت أيضًا على شهداء فلسطين الذين ماتوا دفاعًا عن أرضهم المغتصبة”.
حقًا إنها امرأة حرة، إنسانيتها عادلة، وقد بكت من هول ما رأت، فقام الجميع يصفّق لها.
وأيضًا، لا ننسى الموقف المصري المشرّف في الأمم المتحدة بقيادة السفير أسامة عبد الخالق، حول تبنّي مشروع قرار لوقف الانتهاكات الإنسانية في غزة، تلك الانتهاكات التي شهد عليها العالم بأسره.
وفي الختام، أقول: انفضوا عن أنفسكم هذه “الأخلاق الترابية”، فالواقع يلفظ إنسانيتكم، فهي في غير موضعها.