العالم الآن 
كتبت علياء كاظم :
البداية أن عام 1954 أبى أن يمضي دون أن يهدي الوسط الفني هدية كبيرة، وكانت الهدية عشًا جديدًا فتح باب السعادة ليستقبل الفنانة ليلى مراد والمخرج فطين عبد الوهاب، وبدأت قصة الزواج من عام سبق للحدث، فقد طلب من ليلى مراد أن تختار بطلا أمامها في فيلم “الحياة الحب” فاختارت فطين عبد الوهاب، وقوبل الاقتراح بالضحك لما يعلمه الجميع أن فطين يعمل مخرجا ويرفض الظهور على الشاشة، ومرت الأيام وبقيت أصداء رأي ليلى مراد في ذهن المنتج حلمي حليم صديق الطرفين، وراح يسأل نفسه: ما الذي جعل ليلى مراد تنطق بهذا الإسم .. هل هو من باب المزاح .. أم الإعجاب؟
وفي إحدى الليالي دارت مناقشة بين حلمي حليم وفطين عبد الوهاب عن الزوجة المثالية، وأكد فطين في تلك الليلة أن ليلى مراد هي الزوجة المثالية التي يحلم بها كل رجل ينشد الإستقرار ويهدف إلى العاطفة الصادقة، وهنا ازدادت دهشة حلمي حليم فسأله على الفور : يعني انت مثلا تحب تتجوزها؟
فرد فطين على الفور : طبعا .. انا أتمنى
ومرت الأيام والتقى حلمي حليم بليلى مراد في سهرة عند الفنان سعيد أبو بكر، فانتهز الفرصة وانتحى بها جانبا ليسألها : انت فاكرة يا ليلى لما افترحت اسم فطين عبد الوهاب لروايتك؟
ــ أيوه فاكرة
ــ كان قصدك ايه من كده ؟
ــ ولا حاجة .. قصدي انه كان يبقى بطل الفيلم
ــ يعني هو يعجبك ؟
ــ ليه لأ ؟
تحبي تتجوزيه ؟
ــ ليه لأ ادينا بنتستر ؟
وأعمت الدهشة حلمي حليم فسألها بلهفة :
ــ بتتكلمي جد ؟
ــ وده كلام فيه هزار؟
ــ يعني أروح أقوله ؟
ــ وقالت في خجل : روح !
وهنا انتهت المناقشة وسكت حلمي حليم وغنت ليلى في السهرة كأنها لم تغن في حياتها من قبل .. ولم يشأ حلمي حليم أن يبت في الأمر وحده فاستشار صديقه المخرج كامل التلمساني، الذي أكد أنه كان يشعر أن فطين وليلى سيرتبطان عاجلا أو آجلا .. فذهب الإثنان إلى منزل فطين وأخبراه أن ليلى وافقت على طلبه وعليه أن يحدد موعد الزواج .. ثم عاد حلمي إلى ليلى ليخبرها بما حدث، وأصر أن يكشف لها عيوب فطين حتى لا تكتشفها مستقبلا وتلوم عليه، فقال لها من واجبي أن أخبرك أن فطين مسرف ولا يدخر ما يغنيه عن سؤال المنتج، كما أنه لا يقبل المساعدة من أحد ، لأنه يعرف أن الرجولة الكاملة في تحمل المسئولية وحده .
وطلب حلمي من ليلى أن تنسى أنها نجمة سينمائية قبل أن ترد عليه وأن تفكر بعقلية الزوجة التي لا يزيد دخل زوجها عن 2000 جنيه سنويا، يحجز منها الزوج 1000 لمصاريفه الخاصة ويضع الألف الآخر تحت تصرفها، فردت ليلى قائلة : طيب وانا أعمل ايه بالألف ؟ دي كتيرة كمان .. وأدرك حلمي بأنه أمام الفنانة التي تنشد الإستقرار والحياة الهادئة .. وكانت أولى زغاريد الفرح.
كواليس حفلي عقد القران والزواج
_استيقظ فطين عبد الوهاب في الصباح الباكر من منزله وأخذ معه صديقه سعيد ابو بكر ليبداوا جولتهم في محلات الصاغه ومحلات الحلوي وكان في حيرة هائله دعته يستدعي ساميه جمال ويقولها اختاري انتي الشبكه أنا غشيم في الحاجات دي!!!!
_ أما الڤيتارة ليلي مراد فأتوا صديقاتها في بيتها وجهزوها مع اهلها كما لو كانت عروس جديده وهي كانت في غاية الفرح وكأنها فتاة لم يسبق لها الزواج من قبل !!!
ــ تم عقد القران بمنزل ليلى مراد على صداق مقدمه 25 قرشا ومؤخره ألف جنيه.
ــ قدم العريس دبلة بسيطة وعلبة ملبس من الكريستال لا يزيد ثمنها عن 25 جنيها.
ــ ازدحمت شقة ليلى مراد بباقات الورود فاضطرت إلى وضع الباقي في مدخل العمارة.
ــ شهد على عقد القران سراج منير ومحمد رفيق الطرازي وهما من عائلة العريس
ــ أقيم حفل الزواج بمنزل العريس بعمارة بحري واستمر حتى الصباح. وأخذت الڤيتارة تغني جميع انواع الغناء من ام كلثوم لتواشيح واكدت انها لأول مرة تغني من قلبها بالفعل وأخذ فطين مع كل كلمه يصيح ويصيح ثم يسقف وقد دمعت عيناه من جمال الصوت وكأنه يسمع ليلي مراد لاول مره وهو في غاية السعادة…..
ــ حضر الحفل لفيف من أقارب العروسين ونجوم الفن منهم سراج منير وفاتن حمامة وفريد شوقي وهدى سلطان وكوكا وعبد السلام النابلسي
ــ رقص فريد شوقي وزوجته هدى سلطان وكمال الشناوي وكوكا تحية للعروسان
ــ دق جرس التليفون في منتصف الليل فصاح فريد شوقي قائلا: ردوا عليها وقولوا لها بيتجوز!!
ــ ألقى النابلسي كلمة موجزة رغم أنفه، فقد كان المدعوين يقاطعونه، ومن أطرف هذه المحاولات أن كوكا كانت تقاطعه بالصاجات.