عاجل
الجمعة. أغسطس 1st, 2025

أباطرة وحكام الروم

سعيد حنفيسعيد حنفي 30, يوليو 2025 11:07:49

تولى العديد من الحكام الرومان إدارة مصر بعد أن أصبحت مقاطعة رومانية في عام 30 قبل الميلاد. كان هؤلاء الحكام يُعرفون باسم “الولاة” أو “البريفيكتوس” (Praefectus Aegypti)، وكانوا يُعيّنون مباشرة من قبل الإمبراطور الروماني، نظرًا للأهمية الاستراتيجية والاقتصادية لمصر كمصدر رئيسي للقمح.

من أبرز الحكام الرومان في مصر:

  • * كورنيليوس غالوس (30 ق.م – 26 ق.م): كان أول حاكم روماني لمصر بعد ضمها للإمبراطورية. لعب دورًا في تثبيت الحكم الروماني وأخمد بعض الثورات المحلية.
  • * غايوس بترونيوس (24 ق.م – 22 ق.م، وتولى الحكم مرة أخرى لاحقًا): يُعرف بإصلاحاته في نظام الري، مما ساهم في إنعاش الزراعة المصرية.
  • * الإمبراطور أغسطس (أوكتافيان): على الرغم من أنه لم يحكم مصر مباشرة كوالٍ، إلا أنه كان الإمبراطور الأول الذي أصبحت مصر تحت سيطرته المباشرة، وكانت تُعتبر ملكية شخصية للإمبراطور، مما يؤكد أهميتها البالغة لروما.
  • * الإمبراطور دقلديانوس (284-305 م): أعاد تنظيم المقاطعة المصرية بشكل كامل، وشهد عهده اضطهادًا كبيرًا للمسيحيين في مصر، والذي يُعرف بـ “عصر الشهداء”.
  • * قسطنطين الأول (قسطنطين الكبير): على الرغم من أنه لم يحكم مصر مباشرة، إلا أن قراراته المتعلقة بالمسيحية ونقل العاصمة إلى القسطنطينية كان لها تأثير كبير على مصر كجزء من الإمبراطورية.
  • * قورش السكندري (630 – 642 م): كان آخر حاكم بيزنطي لمصر قبل الفتح الإسلامي.

بشكل عام، ركز الحكام الرومان على استغلال موارد مصر الاقتصادية، وخاصة الحبوب، لتغذية روما والإمبراطورية، مع الحفاظ على الاستقرار والنظام.

 

** “قورش السكندري” (Cyrus of Alexandria) **

هو شخصية تاريخية مهمة، خصوصًا في سياق تاريخ مصر والقبط.

من هو قورش السكندري؟

قورش السكندري كان بطريركًا خلقيدونيًا للروم الأرثوذكس في الإسكندرية، وعُرف أيضًا باسم المقوقس. تولى هذا المنصب في فترة حاسمة من تاريخ مصر، وتحديداً في أوائل القرن السابع الميلادي، خلال الفتح الإسلامي لمصر.

أهم النقاط حول قورش السكندري (المقوقس):

  • بطريرك الإسكندرية: كان قورش البطريرك الخلقيدوني للإسكندرية، وهو ما يعني أنه كان يتبع مجمع خلقيدونية، الذي تسبب في انشقاق كبير داخل الكنيسة المسيحية (حيث انفصلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية التي لم تقبل قرارات المجمع).
  • حاكم مصر البيزنطية الأخير: في الفترة التي سبقت الفتح الإسلامي لمصر، كان قورش السكندري يمثل السلطة البيزنطية في مصر، وكان له دور سياسي كبير إلى جانب دوره الديني. وقد شغل منصب الحاكم البيزنطي (الوالي) على مصر في الفترة من حوالي 630 إلى 642 ميلادي.
  • معاهدة الإسكندرية مع عمرو بن العاص: يُعرف قورش السكندري بشكل خاص بدوره في مفاوضات تسليم الإسكندرية للمسلمين بقيادة عمرو بن العاص. في عام 641 ميلادي، وقع قورش معاهدة مع عمرو بن العاص (تُعرف أحيانًا بـ “صلح الإسكندرية”) التي أدت إلى تسليم الإسكندرية وإنهاء الحكم البيزنطي في مصر. هذه المعاهدة كانت مثيرة للجدل، حيث اتُهم قورش من قبل البعض بالخيانة، بينما يرى آخرون أنه تصرف بما يخدم مصلحة السكان المحليين في ظل الظروف الصعبة.
  • علاقته بالأقباط: كانت علاقة قورش بالأقباط (الغالبية العظمى من المسيحيين في مصر آنذاك) متوترة بسبب الخلافات المذهبية (الخلقيدونية مقابل اللاخلقيدونية). يُذكر أنه مارس ضغوطًا على الأقباط لتبني المذهب الخلقيدوني، مما زاد من انقسام المجتمع المسيحي في مصر قبل الفتح الإسلامي.

بشكل عام، يعتبر قورش السكندري شخصية محورية في نهاية الحقبة البيزنطية وبداية الحقبة الإسلامية في مصر، ودوره في هذه المرحلة كان له تأثير كبير على مسار تاريخ البلاد.

 

***********

الإمبراطورية الرومانية الشرقية (البيزنطية)

أهم أباطرة الإمبراطورية الرومانية الشرقية (البيزنطية) بالترتيب الزمني، مع الإشارة إلى أبرز إنجازاتهم أو أهمية فترة حكمهم:

  •  قسطنطين الأول (قسطنطين الكبير) (306-337 م):
    •  يُعتبر مؤسس الإمبراطورية البيزنطية فعليًا، حيث نقل عاصمة الإمبراطورية الرومانية إلى بيزنطة وأعاد تسميتها “القسطنطينية” في عام 330 م.
    •  اعتنق المسيحية وسمح لها بالانتشار، مما أثر بشكل كبير على مستقبل الإمبراطورية.
  •  ثيودوسيوس الأول (379-395 م):
    •  كان آخر إمبراطور يحكم الإمبراطورية الرومانية الموحدة (الشرقية والغربية).
    •  جعل المسيحية الدين الرسمي الوحيد للإمبراطورية في عام 380 م.
    •  بعد وفاته، انقسمت الإمبراطورية بشكل دائم إلى شرق وغرب.
  •  جستينيان الأول (527-565 م):
    • * يُعتبر واحدًا من أعظم أباطرة البيزنطيين.
    • * هدف إلى استعادة أمجاد الإمبراطورية الرومانية القديمة، وقام بحملات عسكرية واسعة النطاق لاستعادة الأراضي الغربية (مثل إيطاليا وشمال إفريقيا وأجزاء من إسبانيا).
    • * أشرف على إصدار “قانون جستينيان” (Corpus Juris Civilis)، وهو مجموعة شاملة من القوانين الرومانية التي أثرت بشكل كبير على القانون الأوروبي.
    • * بنى كنيسة آيا صوفيا الشهيرة في القسطنطينية.
  • * هرقل (610-641 م):
    • * أعاد تنظيم الإمبراطورية بعد فترة من الفوضى والتهديدات الخارجية.
    • * قاد حملات عسكرية ناجحة ضد الإمبراطورية الساسانية الفارسية، واستعاد الأراضي التي فقدتها الإمبراطورية.
    • * شهد عهده بداية الفتوحات الإسلامية التي أدت إلى خسارة الإمبراطورية للعديد من أراضيها في الشرق.
  • * ليو الثالث الإيساوري (717-741 م):
    • * أنقذ القسطنطينية من حصار عربي كبير (717-718 م).
    • * بدأ فترة الجدل حول تحطيم الأيقونات (الأيقونوكلازم)، مما أثر على الحياة الدينية والسياسية في الإمبراطورية.
  • * باسيل الثاني (976-1025 م):
    • * يُعرف بلقب “قاتل البلغار” (Bulgaroktonos) بسبب انتصاراته الحاسمة على الإمبراطورية البلغارية.
    • * شهد عهده أوج القوة العسكرية للإمبراطورية البيزنطية، وتوسعت حدودها بشكل كبير.
  • * ألكسيوس الأول كومنينوس (1081-1118 م):
    • * واجه تحديات كبيرة من النورمان في الغرب والسلاجقة في الشرق.
    • * لعب دورًا رئيسيًا في بدء الحملة الصليبية الأولى، حيث طلب المساعدة من الغرب ضد الأتراك السلاجقة.
    • * بدأ فترة استعادة القوة البيزنطية المعروفة باسم “النهضة الكومنينية”.
  • * مانويل الأول كومنينوس (1143-1180 م):
    • * حاول استعادة نفوذ الإمبراطورية في إيطاليا والشرق الأوسط.
    • * شارك في الحملة الصليبية الثانية وحاول التنسيق مع القوى الغربية.
  • * ميخائيل الثامن باليولوج (1259-1282 م):
    • * استعاد القسطنطينية من اللاتين في عام 1261 م، بعد أن كانت تحت سيطرة الصليبيين منذ عام 1204 م.
    • * أعاد تأسيس الإمبراطورية البيزنطية، لكنها كانت أضعف بكثير من ذي قبل.
  • * قسطنطين الحادي عشر باليولوج (1449-1453 م):
    • * كان آخر إمبراطور بيزنطي.
    • * قاد الدفاع عن القسطنطينية ضد العثمانيين في عام 1453 م، واستشهد أثناء سقوط المدينة.

هؤلاء الأباطرة يمثلون فترات مهمة وتحولات رئيسية في تاريخ الإمبراطورية البيزنطية، من تأسيسها إلى سقوطها.

 

 

الإمبراطورية الرومانية الغربية

الإمبراطورية الرومانية الغربية كانت لها فترة حياة أقصر وأكثر اضطرابًا بكثير من نظيرتها الشرقية (البيزنطية). لم يكن هناك عدد كبير من الأباطرة الذين تركوا بصمة بارزة لفترة طويلة، بل كانت الفترة غالبًا ما تشهد تغييرات سريعة في الحكم.

مع ذلك، يمكن تسليط الضوء على بعض الأباطرة المهمين أو الذين يمثلون فترات مفصلية، مع الأخذ في الاعتبار أن “الأهمية” هنا قد تعني تمثيل نهاية حقبة أو محاولات إصلاح فاشلة.

إليك أهم أباطرة الرومان الغربية بالترتيب الزمني:

  • * ثيودوسيوس الأول (379-395 م):
    • * على الرغم من أنه يُعد أحيانًا آخر إمبراطور حكم الإمبراطورية الرومانية الموحدة (الشرقية والغربية)، إلا أن قراره بتقسيم الإمبراطورية بين ابنيه بعد وفاته في عام 395 م هو الذي أدى إلى الانقسام الدائم بين الإمبراطورية الرومانية الغربية والإمبراطورية الرومانية الشرقية.
    • * جعل المسيحية الدين الرسمي الوحيد للدولة.
  • * هونوريوس (395-423 م):
    • * أول إمبراطور للإمبراطورية الرومانية الغربية بعد الانقسام الدائم.
    • * تميز عهده بالضعف الشديد، وسقوط روما في أيدي القوط الغربيين بقيادة ألاريك عام 410 م، وهو حدث صادم للإمبراطورية بأكملها.
    • * نقل عاصمة الإمبراطورية إلى رافينا، التي كانت أكثر أمانًا من روما.
  • * فالنتينيان الثالث (425-455 م):
    • * آخر أباطرة السلالة الثيودوسية في الغرب.
    • * شهد عهده تدهورًا مستمرًا، وغزو الوندال لشمال إفريقيا، ونشاط الهون بقيادة أتيلا.
    • * اغتيل في عام 455 م، مما أدى إلى فترة من الفوضى الشديدة.
  • * ماجورين (457-461 م):
    • * يُعتبر واحدًا من آخر الأباطرة الغربيين القلائل الذين حاولوا بجدية استعادة سلطة الإمبراطورية.
    • * قام بحملات عسكرية ناجحة في بلاد الغال وإسبانيا لاستعادة الأراضي المفقودة.
    • * لكن محاولاته قوبلت بمعارضة قوية من الجنرال الجرماني ريكيمر، الذي كان يتمتع بنفوذ كبير، مما أدى في النهاية إلى الإطاحة به وقتله.
  • * رومولوس أوغسطس (475-476 م):
    • * كان آخر إمبراطور يُعترف به للإمبراطورية الرومانية الغربية.
    • * كان طفلاً صغيرًا، وتم تنصيبه من قبل والده أوريستس.
    • * أُطيح به من قبل الزعيم الجرماني أودواكر في عام 476 م، الذي لم ينصب إمبراطورًا بديلاً، بل أرسل شارات الإمبراطورية إلى القسطنطينية، مما يُعد تقليديًا نهاية الإمبراطورية الرومانية الغربية.

تجدر الإشارة إلى أن العديد من الأباطرة في الغرب كانوا مجرد “أباطرة دمى” يُسيطر عليهم قادة عسكريون جرمانيون (مثل ريكيمر) في العقود الأخيرة قبل السقوط. لذلك، غالبًا ما يُركز على الجنرالات الذين كانوا يمسكون بزمام السلطة الحقيقية أك

ثر من الأباطرة أنفسهم.

 

 

*****************

يمكن تقسيم تاريخ الرومان إلى فترات رئيسية كالتالي:

1. العصر الملكي (حوالي 753 ق.م – 509 ق.م)

* 753 ق.م: تأسيس مدينة روما وفقًا للأسطورة (رومولوس وريموس).

* 509 ق.م: الإطاحة بآخر ملوك روما، تاركوينيوس المتغطرس، وتأسيس الجمهورية الرومانية.

2. الجمهورية الرومانية (509 ق.م – 27 ق.م)

* شهدت هذه الفترة توسعًا هائلاً لروما وسيطرتها على شبه الجزيرة الإيطالية ثم على حوض البحر الأبيض المتوسط.

* حروب البونيقية ضد قرطاج.

* صراعات داخلية بين طبقات المجتمع الروماني.

* بروز شخصيات مؤثرة مثل يوليوس قيصر.

* 44 ق.م: اغتيال يوليوس قيصر.

* 31 ق.م: معركة أكتيوم التي انتصر فيها أوكتافيان على مارك أنطوني وكليوباترا، مما مهد الطريق لنهاية الجمهورية.

* 27 ق.م: أوكتافيان يحصل على لقب “أغسطس” ويصبح أول إمبراطور روماني، إيذانًا ببدء عصر الإمبراطورية.

3. الإمبراطورية الرومانية (27 ق.م – 476 م للغرب، و 1453 م للشرق)

أ. الفترة المبكرة للإمبراطورية (27 ق.م – 180 م)

* باكس رومانا (السلام الروماني): فترة استقرار وازدهار كبيرين تحت حكم أباطرة مثل أغسطس، تراجان، وهادريان.

* أوج الاتساع: وصلت الإمبراطورية إلى أقصى اتساع لها في عهد الإمبراطور تراجان (117 م).

* 14-68 م: سلالة جوليو-كلودين (مثل نيرو وكاليجولا).

* 69-96 م: سلالة فلافيان (مثل فسباسيان وتيتوس).

* 96-180 م: فترة “الأباطرة الخمسة الجيدين”، التي اتسمت بالاستقرار والنمو.

ب. أزمة القرن الثالث (235 م – 284 م)

* فترة من الفوضى السياسية، والاضطرابات الاقتصادية، والحروب الأهلية، وتغيير الأباطرة بشكل متكرر.

ج. أواخر الإمبراطورية (284 م – 476 م للغرب)

* 284 م: الإمبراطور دقلديانوس يقسم الإمبراطورية إلى قسمين (شرقي وغربي) لتسهيل الإدارة، ويؤسس نظام الحكم الرباعي.

* 306 م – 337 م: حكم قسطنطين الأول (قسطنطين الكبير)، الذي اعتنق المسيحية وجعلها دينًا مسموحًا به، ونقل العاصمة إلى بيزنطة (القسطنطينية) في عام 330 م.

* 380 م: الإمبراطور ثيودوسيوس الأول يجعل المسيحية الدين الرسمي للإمبراطورية.

* 395 م: الانقسام النهائي للإمبراطورية الرومانية إلى إمبراطورية رومانية غربية (عاصمتها روما ثم رافينا) وإمبراطورية رومانية شرقية (عاصمتها القسطنطينية).

* 476 م: سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية على يد القوط الغربيين، ويُعد هذا التاريخ تقليديًا نهاية العصور القديمة وبداية العصور الوسطى في أوروبا الغربية.

د. الإمبراطورية الرومانية الشرقية (البيزنطية) (395 م – 1453 م)

* استمرت الإمبراطورية الرومانية الشرقية، والمعروفة لاحقًا باسم الإمبراطورية البيزنطية، لأكثر من ألف عام بعد سقوط الغرب.

* شهدت فترات ازدهار مثل عهد جستينيان الأول (527-565 م).

* 1453 م: سقوط القسطنطينية في يد العثمانيين، مما يمثل نهاية الإمبراطورية الرومانية بشكل كامل.

 



اخبار مرتبطة