رشا فؤاد تكتب..أسباب الجريمة في مصر وأنواعها وتأثيرها على المجتمع

admin2023admin2023 8, نوفمبر 2025 17:11:52

تُعد الجريمة واحدة من أخطر الظواهر الاجتماعية التي تهدد استقرار المجتمعات وتؤثر على أمن الأفراد وسلامتهم.
وفي السنوات الأخيرة، شهدت مصر تزايدًا ملحوظًا في معدلات بعض أنواع الجرائم
وخاصة جرائم القتل، والمنتشر جرائم قتل الأطفال والنساء، التي تعكس تحولات خطيرة في البنية الاجتماعية والنفسية للمجتمع.

الجريمة ليست نتاجًا للحظة، بل هي نتيجة تراكمات اقتصادية واجتماعية ونفسية معقدة، ومواجهتها لا تعتمد فقط على العقاب، بل على بناء مجتمع عادل يوفّر الأمان والفرص، ويرسّخ قيم التربية والوعي والانتماء.

أولًا: تنوّع الجرائم في مصر

تتنوع الجرائم في مصر بين جرائم تقليدية وأخرى مستحدثة بفعل التطور التكنولوجي والاقتصادي، ومن أبرزها:

1️⃣ جرائم السرقة: وعلى رأسها سرقة السيارات والدراجات النارية، خصوصًا دراجات عمال الدليفري وسائقي أوبر، التي تُعد من أكثر الجرائم شيوعًا وفقًا لبلاغات الشرطة.

2️⃣ جرائم القتل: وتتنوع دوافعها بين الخلافات العائلية والمالية، وحالات الخيانة الزوجية والثأر، بالإضافة إلى الجرائم الناتجة عن الانفعالات اللحظية والمشاجرات اليومية.

3️⃣ الجرائم العاطفية: وتشمل جرائم القتل أو الاعتداء بسبب رفض الزواج أو إنهاء العلاقة من طرف واحد، وغالبًا ما ترتبط بمفاهيم مشوّهة عن الحب والتملك.

4️⃣ الجرائم الحديثة: مثل الاحتيال الإلكتروني، والابتزاز عبر الإنترنت، والاتجار بالبشر، وهي أنماط جديدة تعكس التحولات الرقمية والاجتماعية.

5️⃣ جرائم القتل عبر “الدارك ويب”: حيث تُستغل بعض المواقع المظلمة في تنفيذ أو التحريض على جرائم مقابل المال، وهو اتجاه خطير يحتاج إلى مواجهة أمنية وتكنولوجية متطورة.

6️⃣ جرائم الانتحار وتناول حبوب الغلة: وهي من أخطر الظواهر المستجدة، وتعد انعكاسًا مباشرًا للضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية.

ثانيًا: الأسباب والدوافع وراء انتشار الجريمة

1. الأسباب الاقتصادية:
البطالة وارتفاع الأسعار والفقر من أبرز العوامل التي تدفع بعض الأفراد إلى ارتكاب الجرائم، خاصة جرائم السرقة والاحتيال، كوسيلة للهروب من الضغوط المعيشية.

2. الأسباب الاجتماعية والأسرية:
ضعف الروابط الأسرية والتفكك العائلي وغياب القدوة الدينية، إلى جانب التعرض للعنف داخل الأسرة أو في المجتمع، تُعد من أهم الأسباب التي تزرع بذور الانحراف منذ الصغر.

3. الأسباب الدينية:
انعدام الوازع الديني وضعف الضمير، وتراجع دور المؤسسات الدينية في التوعية والإرشاد، أدى إلى ضعف الإحساس بالمسؤولية والرقابة الذاتية، ما جعل البعض يبرر لنفسه ارتكاب الجريمة دون خوف من الله أو المجتمع.

4 . الأسباب النفسية:
الاضطرابات النفسية، والإدمان، والصدمات العاطفية والاجتماعية تؤدي إلى فقدان السيطرة على السلوك وزيادة احتمالية ارتكاب الجرائم العنيفة.

5. العوامل الثقافية والإعلامية:
بعض الأعمال الفنية التي تُجسّد العنف أو تُقدّم المجرم في صورة البطل، تترك أثرًا سلبيًا على وعي الشباب، وتشجع على تقبّل العنف والبلطجة كوسيلة للحل أو لإثبات الذات.

6. انتشار الأسلحة:
سهولة الحصول على السلاح الأبيض أو الناري في بعض المناطق تزيد من خطورة الخلافات اليومية، وتحولها إلى جرائم قتل في لحظة غضب.

ثالثًا: آثار الجريمة على المجتمع.

تؤدي الجريمة إلى زعزعة الثقة بين المواطنين، وتُضعف الشعور بالأمان العام، كما تُحمّل الدولة أعباء أمنية واقتصادية إضافية.
وتخلق حالة من الخوف والاحتقان الاجتماعي، وتؤثر سلبًا في صورة المجتمع أمام العالم، فضلًا عن الأثر النفسي العميق الذي تتركه على الأسر المكلومة وضحايا الجريمة.

رابعًا: سبل المواجهة والحلول

● تعزيز الوعي الأسري والتربوي لبناء جيل متوازن نفسيًا واجتماعيًا.

● توفير فرص عمل حقيقية للشباب لتقليل الضغوط الاقتصادية التي تعد بوابة الانحراف.

● تشديد الرقابة على المحتوى الإعلامي والفني الذي يروّج للعنف أو يبرر الجريمة.

● تطوير المنظومة الأمنية والتشريعية بما يتناسب مع تطور أنماط الجريمة الجديدة.

● توسيع برامج العلاج والتأهيل النفسي والإدمان، باعتبارها من أهم أدوات الوقاية من السلوك الإجرامي.
في النهاية
إن مواجهة الجريمة لا تتحقق فقط بفرض العقوبات، بل بإصلاح جذور المشكلة من أساسها.
فالمجتمع الذي يوفر لأفراده العدالة والكرامة والفرص، هو القادر على الحد من الجريمة وصناعة بيئة أكثر أمنا وإنسانية.



اخبار مرتبطة