شهدت النرويج مؤخرًا واقعة لافتة تكشف جانبًا جديدًا من التحولات في الرأي العام الأوروبي تجاه إسرائيل، وذلك خلال مباراة لكرة القدم كان طرفها فريق صهيوني، حيث تحولت المدرجات ومحيط الملعب إلى ساحة رفض واسعة للسياسات الإسرائيلية.
فقد خسر الفريق الصهيوني المباراة بخمسة أهداف نظيفة، وسط مظاهرات كبيرة نددت بممارسات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني. ولم يقف الأمر عند الهزيمة الرياضية، بل امتد إلى مواقف جماهيرية معبرة، إذ علت صفارات الاستهجان عند عزف النشيد الوطني الإسرائيلي، وامتلأت المدرجات بأعلام فلسطين وهتافات تضامنية مع غزة.
هذه المشاهد، التي تأتي بعد عامين من اندلاع الحرب على غزة، تعكس فشل المليارات التي أنفقتها إسرائيل على حملات الدعاية وتلميع صورتها في الغرب، بعد أن باتت الحقيقة أكثر وضوحًا أمام الرأي العام العالمي. والمثير أن منظمي المباراة أعلنوا تخصيص عائدات التذاكر لدعم المتضررين في غزة، في خطوة رمزية تعبّر عن تعاطف إنساني متزايد مع الفلسطينيين.
وفي هذا السياق، كتب أحد المحللين السياسيين في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن حجم الدمار في غزة يضاهي ما خلفته قنبلة هيروشيما، مشيرًا إلى أن الإعلام العالمي سيشهد تحولًا كبيرًا عند دخوله القطاع ونقله للواقع الإنساني هناك.
لقد أصبحت كل كاميرا في غزة وسيلة توثيق للحقيقة، تنقل للعالم صور الدمار والمعاناة اليومية، بعد أن فقدت إسرائيل سيطرتها على المشهد الإعلامي، وأصبح الرأي العام يرى بعينه ما يجري على الأرض.
إن واحدة من أبرز نتائج هذه الحرب، على مستوى الشعوب قبل الحكومات، هي انكشاف الصورة الحقيقية للاحتلال، وظهور ما يمكن تسميته بـ التعرّي السياسي الصهيوني أمام الضمير الإنساني العالمي.
إيميل الكاتب:
kemoadwia@yahoo.com