بادىء ذى بدء على باقات الورود أقدم أجمل التهانى المقرونة بأطيب الأمانى لكل المصريين رئيساً وحكومة وشعباً بمناسبة حلول العام الهجري الجديد، أعاده الله علينا جميعاً بالخير والإزدهار والسلام والاستقرار.
كل عام ونحن أخوة أحباء، فما أجمل أن يكون رباط المحبة هو الذي يجمعنا ويوحدنا، فالمحبة هي نبع وأم كل الفضائل، ومن ثمارها كل أعمال الخير، والحب الحقيقي يلون وجه الحياة بألوان بديعة الجمال … ألوان السلام والعطاء، والأمل والرجاء، والإخلاص والوفاء، والعدالة والرخاء.
نعم! فالحب قادر أن يتخطى كل السدود ويصل إلى أبعد الحدود… لمسة الحب قوة دافعة، وهمسة الحب رسالة مقنعة، وبسمة الحب إطلالة مشجعة … الحب الحقيقي يحدثك بما فيه بنيانك ونجاحك، أما الحب الكاذب فهو يحدثك فقط بما يحلو لسماعك.
حقاً! الحب الحقيقي لا يجعلني أخاف منك بل يجعلني أخاف عليك، والحب الحقيقي يجعلك تمد جسور من المودة والسلام مع الآخر، أما الحقد فيدفعك لبناء أسواراً من الخصام والإتهام، والتهديد بالإنتقام بينك وبين الآخر… الحب الحقيقي هو الذي يجعلك تعاتب مَنْ أساء إليك لا لكي تجادله وتُحرجه وتَجرحه، وإنما لكي تحاوره وتصارحه لتربحه، والحب الحقيقي يلتمس للمسىء العذر، أما الحقد الدفين يفكر ويخطط للغدر.
أجل! المحبة الحقيقية يفيض قلبها بالخير ويدها بالعون، أي نعم! يستطيع الإنسان أن يعطي دون أن يحب، لكن مستحيل أن يحب دون أن يعطي، ولا شك أن قيمة عطايانا تتضاعف عندما نغلفها بالحب ونقدمها بفرح وسرور.
كل عام نحن نبني سوياً مصرنا الغالية بسواعد فتية قوية، وعقول واعية ذكية، وقواعد علمية حضارية، وإرادة وعزيمة حديدية من أجل أن ينعم كل مصرى بالسعادة والرفاهية، في وطن تتحقق فيه الديمقراطية والحرية، والكرامة الوطنية، والعدالة الإجتماعية.
كل عام ونحن نعبر عن إنتماءنا وولاءنا لمصرنا لا بالأقوال بل بالأعمال فنبنيها ونعليها ونراعيها ونحميها ونفديها ونجسد التنمية الشاملة فيها بمختلف صورها وشتى مناحيها، فنُشغل مصانعها، ونستصلح أراضيها ونحولها إلى بساتين تحمل الخير الوفير لنا وللأجيال القادمة، وذلك بتوفير المناخ الآمن المستقر لشد رؤوس الأموال وجذب السياحة والإستثمار لمصرنا الجميلة التى تمتلك قرابة نصف آثار العالم … الضاربة بجذورها فى أعماق التاريخ لأكثر من سبعة آلاف سنة.
كل عام ونحن نحتضن شبابنا ثروتنا الغالية … ركيزة الحاضر وأمل المستقبل فنوفر له التعليم الراقي الذي يتمشى مع لغة العصر بتطوير كافة عناصر العملية التعليمية (الطالب والمعلم والمناهج والأبنية التعليمية بما تحتاجه من معامل ومكتبات ومسارح وملاعب رياضية)، ونهىء له فرصة العمل التي تدر عليه دخلاً مناسباً ليعيش به حياة كريمة.
كل عام ونحن نحمى شبابنا من غدر وشر إدمان المخدرات الذي يفتك بهم ويدمرهم، ويلقى بهم في طريق الموت.
كل عام وجيشنا العظيم مصنع الرجال، ورمز الإنضباط والإلتزام، قلعة وحصن الوطنية المصرية على مر العصور والأجيال، خير أجناد الأرض، من أعظم جيوش العالم على الإطلاق، كان ومازال وسوف يستمر بمشيئة الله جيشاً وطنياً موحداً من الشعب وللشعب، يؤمن بإن عطاءه ممتد حرباً وسلاماً وسيسجل التاريخ بحروف بارزة من نور لجيشنا الباسل الجَسور دوره الوطنى العظيم في الحفاظ على الوطن مصاناً، وعلى الشعب موحداً.
كل عام وشرطتنا الوطنية الأبية تنشر فى ربوع بلادنا الأمن والأمان، وتحمى وتحافظ على جبهتنا الداخلية متماسكة وصلبة وقوية.
كل عام ووسائل إعلامنا المقروءة والمسموعة والمرئية تؤدي دورها في نشر الثقافة والآداب والفنون والعلوم بكفاءة واقتدار فتثري وجداننا … وتسمو بتفكيرنا … وتنمى قدراتنا … وتحافظ على سلامة ذوقنا، وبإيجاز ترقى بكياننا.
كل عام والأغنياء يجسدون قيم التكافل والتراحم والتعاطف مع الفقراء والمهمشين والمحتاجين فمن العيب أن ينام مصرياً بلا عشاء ومن حوله أغنياء في منتهى الثراء أصيبوا بالتخمة والعناء من كثرة الغذاء.
وليدرك الأغنياء أننا دخلنا إلى العالم بلا شيء، وسنخرج منه بلا شيء وليعلم الإنسان أنه إذ أخذ من الدنيا ماشاء سيخرج منها كما جاء، ومَنْ يمد يده لمساعدة الفقراء سينال مكافأة من رب السماء.
نعم! جميل أن تكون الأيادي الضارعة هي نفسها التي تمتد لتمسح العيون الدامعة، فما فائدة الأيادي الضارعة إذا إمتدت للمحتاجين وهي فارغة.
مرة أخرى كل عام وكل العام وكل مصري في أي مكان بكل خير وصحة وسعادة وسلام.