محمد عبيد 
أعلن الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» والوكالة الأوروبية لسلامة الطيران «إيازا» عن إصدار خطة شاملة للتعامل مع المخاطر المتزايدة الناتجة عن تداخل إشارات أنظمة الملاحة العالمية عبر الأقمار الصناعية GNSS، وذلك في أعقاب ورشة عمل مشتركة استضافتها «إيازا» بمقرها في مدينة كولونيا الألمانية يومي 22 و23 مايو
وأجمع المشاركون في الورشة على أن تكرار حوادث التشويش والخداع على إشارات GNSS وخاصة في مناطق أوروبا الشرقية والشرق الأوسط يتطلب نهجًا أوسع وأكثر تنسيقًا، يركز على أربعة محاور رئيسية تشمل تحسين جمع المعلومات، وتدابير أقوى للوقاية والتخفيف، والاستغلال الأمثل للبنية التحتية وإدارة المجال الجوي، إضافة إلى تعزيز التنسيق والاستعداد بين الجهات المعنية
وأوضح جيسبر راسموسن مدير معايير الطيران بـ«إيازا» أن اضطرابات GNSS لم تعد مجرد حوادث منعزلة يمكن احتواؤها، بل تطورت في تكرارها وتعقيدها، مؤكدًا على ضرورة بناء منظومة مرنة لمواجهة هذا التهديد المتغير من خلال خطة عمل طموحة وديناميكية بالتعاون مع «إياتا» ودعم المنظمة الدولية للطيران المدني «الإيكاو»
من جانبه أشار نيك كيرين، النائب الأول لرئيس «إياتا» لشؤون العمليات والسلامة والأمن، إلى أن حوادث فقدان إشارة GPS شهدت زيادة بنسبة 220٪ بين عامي 2021 و2024 وفقًا لبيانات «إياتا» من منصة تبادل بيانات الرحلات، مضيفًا أن استمرار التوترات الجيوسياسية ينبئ بمزيد من التصعيد، مما يتطلب تحركًا عالميًا منسقًا بقيادة «إيكاو» لتوحيد المعايير والإجراءات
وأوصت ورشة العمل بأربعة مسارات عمل حيوية، أولها تعزيز الإبلاغ والمراقبة عبر توحيد رموز النشرات الجوية وتنفيذ آليات إنذار فوري، وثانيها الوقاية والتخفيف من خلال تشديد الرقابة على أجهزة التشويش وتطوير تقنيات الكشف السريع واستعادة الأنظمة، أما المسار الثالث فيركز على البنية التحتية وإدارة الأجواء بالاعتماد على شبكات الملاحة التقليدية والقدرات العسكرية، فيما يتناول المسار الأخير التنسيق والاستعداد عبر تعزيز الشراكة بين الجهات المدنية والعسكرية ومواجهة التهديدات المستقبلية بما فيها الطائرات دون طيار
وقد حضر الورشة أكثر من 120 خبيرًا من قطاع الطيران والمنظمات البحثية والهيئات الحكومية والدولية في خطوة تعكس حجم القلق المتزايد من هذا التهديد المتنامي للسلامة الجوية