كتب مؤمن سلام
يصادف اليوم الـ29 من نوفمبر، الذكرى المريرة، ذكرى تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة، عام 1948م، خطة تقسيم فلسطين إلى دولتين، إحداهما عربية والأخرى يهودية، وكانت فلسطين آنذاك تحت الانتداب البريطاني.
وبدوره، أفاد الأزهر الشريف أن هذه الذكرى ستظل الأسوأ والأمر في التاريخ الإنساني الحديث، وأنها تأتي هذا العام في ظروف شديدة الألم والقسوة عانى منها ولا يزال يعاني الشعب الفلسطيني ولأكثر من ٥٠ يوما من إبادة جماعية وتهجير قسري، ومنع الغذاء والدواء والمياه، وقطع الكهرباء والإنترنت، واستهداف المدنيين في المستشفيات والمساجد والكنائس وأماكن إيواء النازحين، وقتل لأكثر من ستة آلاف طفل وأكثر من خمسة آلاف امرأة.
وجدد الأزهر عهده بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، في دفاعه عن قضيته وقضيتنا وقضية أحرار العالم، مطالبًا بتسليط الضوء على وحشية الكيان الصهيوني المحتل، الذي اعتاد على اغتصاب الأرض، وتمرس على البطش بأصحابها الأبرياء، ضاربًا بالقوانين والأنظمة والمواثيق الدولية عُرضَ الحائط، وصامًّا آذانه عن أي صوت يطالب بوقف هذه الأفعال الإجرامية في حق الشعب الفلسطيني.
وفي بيانه الصادر قبل قليل، شدد الأزهر أنه قد حان الوقت لكل أصحاب الضمائر الحية وأحرار العالم أن يتحدوا لإنهاء أسوأ وأطول احتلال عرفه التاريخ الحديث، وتسخير الجهود من أجل رفع المعاناة عن الفلسطينيين، وقيام دولتهم الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ووجه التحية للشعوب الحرة من اليهود والمسيحيين والمسلمين وغيرهم ممن خرجوا للتعبير عن رفضهم القاطع لممارسات الكيان الصهيوني تجاه الفلسطينيين، وتكثيف الجهود من أجل إنهاء العدوان وفك الحصار، مطالبًا الجميع بزيادة جهود الإغاثة واتخاذ جميع التدابير الكفيلة بحماية الشعب الفلسطيني ودعم صموده المشروع.
ومنذ بدء عملية طوفان الأقصى واندلاع الحرب على غزة، التي شنها الكيان الصهيوني، مرتكبا أبشع المجازر والمذابح في التاريخ، بلغت إجمالي المساعدات التي قدمها بيت الزكاة والصدقات بالأزهر الشريف؛ لإغاثة أهلنا في غزة حتى الآن 75 شاحنة كبرى، محملة بالأدوية والمواد الغذائية والإغاثية ومستلزمات الإيواء والمعيشة، وخصوصا احتياجات الأطفال والنساء وكبار السن، في إطار الدور المعهود الذي يقدمه الأزهر الشريف دائمًا في دعم القضية الفلسطينية.
وأوضحت الدكتورة سحر نصر، المدير التنفيذي لبيت الزكاة والصدقات المصري، أن القافلة الأولى عبرت ميناء رفح محملة بـ18 شاحنة كبرى يوم الأربعاء الأول من نوفمبر الجاري، وعبرت القافلة الثانية محملة بـ40 شاحنة كبرى يوم الثلاثاء الماضي 21 نوفمبر، وعبرت القافلة الثالثة صباح أمس الثلاثاء 28 نوفمبر، ليبلغ بذلك إجمالي المساعدات التي قدمها بيت الزكاة لإغاثة أهلنا في غزة حتى الآن 75، منها 57 خلال 8 أيام.
تأسس بيت الزكاة والصدقات المصري عام 2014 بمبادرة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتحت إشراف فضيلته، بهدف صرف أموال الزكاة في مصارفها الشرعية، وتنمية وصرف أموال الصدقات والتبرعات والهبات والوصايا والإعانات الخيرية في أعمال البر، والتوعية بفريضة الزكاة ودورها في تنمية المجتمع، وبث روح التكافل والتراحم بين أفراد المجتمع.