عاجل
الثلاثاء. سبتمبر 16th, 2025

مصر توحدنا والأعياد تجمعنا بقلم الدكتور القس ﭼورچ شاكر نائب رئيس الطائفة الإنجيلية

العالم الآنالعالم الآن 6, يونيو 2025 19:06:13

بادئ ذي بدء من كل قلبي ، وعلى باقات الورود أقدم لكل واحد من أفراد اُسرتي الكبيرة مصر الحبيبة أجمل التهاني المقرونة بأطيب الأماني بمناسبة عيد الأضحى المبارك وتحضرني في هذه المناسبة السعيدة بعض الخواطر .

أولاً :- مصر توحدنا:
أجل ! فالحقيقة الراسخة كالجبال والساطعة كالشمس على مر الأجيال والعصور أن مصر مُنذ فجر التاريخ شعب واحد، يعيش على أرض واحدة، يشرب من نيل واحد، تتعانق في سمائها الواحدة مآذن المساجد مع أبراج الكنائس في صورة بديعة الجمال، يربطنا تاريخ طويل عريق زاخر بالأمجاد والإنجازات، ونتطلع معاً إلى مستقبل أكثر إشراقا حافل بالتحديات والطموحات.
ولعل أهم التقاليد التي تميز شعبنا الأصيل في الأعياد والمناسبات المختلفة هي قيمة المحبة الحقيقية، والمودة الأخوية، والمشاركة الوجدانية التي تجمعنا إلى واحد والتي نراها ونلمسها بكل وضوح وجلاء في تبادل التهنئات والأمنيات ، وهي من أجمل وأغلى القيم والمبادئ التي نعتز ونفخر بها ، والتي توارثناها من الآباء والأجداد، ونسلمها بدورنا للأبناء والأحفاد ، فهي حقيقة متأصلة في وجداننا وضميرنا الوطني، ونعيشها في ممارساتنا اليومية . فلقد عشنا طول عمرنا، ومازلنا، وسوف نستمر طالما كنا على قيد الحياة .
أفراح أعيادنا نتقاسمها معاً في بهجة وسعادة وبكل الحب الحقيقي، ودموع أحزاننا تمتزج معاً في مواساة قلبية صادقة تخفف آلامنا،
نعم ! نشترك معاً في السراء والضراء، في حلو الحياة ومرها، والجميل أنه عندما نعيش هذه المشاعر الرقيقة والعواطف الحلوة، نرى أن الأفراح تتضاعف، والأتراح تتضاءل ، فلقد علمتنا الأيام أن الأفراح إذا وزعناها زادت، والأتراح إذا اقتسمناها زالت .

ثانياً:- الأعياد تجمعنا :
نعم ! الأعياد مناسبة جميلة تجتمع فيها الأسرة في مودة ومحبة، ويلتقي فيها الأصدقاء والأحباء في بهجة وبسمة، فالعيد الحقيقي هو مع الآخرين ، ولا عيد بدون الآخرين ، والأعياد فرصة جميلة فيها نرى الناس تعبر بعضها لبعض عن مشاعرها الرقيقة الصادقة وعواطفها العذبة الحلوة .
نعم ! الأعياد وقت للراحة والاستجمام والترفيه، وهي من حاجات الإنسان الأساسية والضرورية ليستطيع الإنسان أن ينطلق من جديد ليواصل مسيرة الحياة، ففي يقيني أن الأعياد هي بمثابة محطات للراحة لتزويدنا بطاقة من القوة والفرح والأمل، وتفريغ ما في الحياة من متاعب وهموم وآلام حتى يمكن أن نستكمل مسيرة الحياة .
والأعياد تبرهن وتؤكد إقبال واستمتاع الإنسان بالحياة ، فحب الحياة يجعل الإنسان يسعى ويجتهد ، يزرع ويحصد ، يهدم ويبني ، يدرس وينجح ، يفكر ويخترع ، يعمل ويبدع ، يجدد ويطور ، يبحث عن النجاح والسعادة هنا وهناك وهذه هي طبيعة الحياة .
دعونا نستمتع بكل هذه المعاني الجميلة في عيد الأضحى .
أتمنى ونحن نحتفل في هذه الأيام بعيد الأضحى ، بصفة خاصة وبأعيادنا الدينية أو القومية بصفة عامة أن نتعلم درساً في التضحية والعطاء فلا ننسى في غمرة أفراحنا ، وزحمة مشاعرنا كيف نرسم البسمة على وجوه الفقراء والمحتاجين ونمسح دموع الحزانى والباكين ، ونمد أيادينا لنأخذ بأيدي الساقطين والمتعثرين ونبعث الأمل والرجاء في نفوس اليائسين والبائسين وعلى الأغنياء والمقتدرين أن يوفروا فرصة عمل لشباب الخريجين وأن يتكاتف الجميع للاهتمام بالمهمشين والمسنين والأميين والمعوقين.
حقاً ! فالإنسان العظيم هو الذي يقيس درجة سعادته بمقدار ما يخدم ويعطي ويسعد الآخرين.


#..الأوساط الأوروبية والأمريكية #العالم الآن #العالم الآن الإخبارى alalamalan #مصر توحدنا والأعياد تجمعنا بقلم الدكتور القس ﭼورچ شاكر نائب رئيس الطائفة الإنجيلية

اخبار مرتبطة