حكم الرومان مصر فترة طويلة جدًا، تقريبا 671 سنة، من سنة 30 قبل الميلاد لحد سنة 641 ميلاديًا.
وكان أول حاكم روماني لمصر كان كورنيليوس جالوس، وده كان سنة 30 قبل الميلاد، ، وكان الإمبراطور أغسطس قيصر هو اللي بيحكم الإمبراطورية الرومانية في ذلك الوقت.
أما آخر حاكم روماني لمصر فكان المقوقس، وده كان سنة 641 ميلاديًا، وكان الإمبراطور هرقل هو اللي بيحكم الإمبراطورية البيزنطية، اللي كانت تعتبر استكمال للإمبراطورية الرومانية الشرقية.
كيف دخلت مصر تحت الحكم الروماني
المقوقس
المقوقس هو لقب تاريخي يُطلق على حاكم مصر البيزنطي (الروماني) في فترة الفتح الإسلامي لمصر، والذي كان اسمه الفعلي قورش (Cyrus of Alexandria).
- دوره في التاريخ: كان المقوقس هو الوالي البيزنطي لمصر ورئيس الكنيسة الملكانية في الإسكندرية (بطريرك الإسكندرية). لعب دورًا محوريًا في استسلام مصر للمسلمين بقيادة عمرو بن العاص عام 641 م.
- علاقته بالرسول محمد ﷺ: تُذكر كتب التاريخ أن المقوقس كان من بين الحكام الذين أرسل إليهم النبي محمد ﷺ رسائل يدعوهم فيها إلى الإسلام. يُقال إن المقوقس استقبل الرسالة بإكرام وأرسل هدايا للنبي، من ضمنها ماريا القبطية وعبدًا خصيًا ومجموعة من الثياب، بالإضافة إلى بغلة شهيرة تسمى “دلدل”.
إدخال العملات الرومانية في مصر
في القرن الأول قبل الميلاد، بدأ الرومان في إصدار العملات في مصر،
- العملات الذهبية، المعروفة باسم “أوروس”، كانت تستخدم للتعاملات التجارية الكبيرة والمدفوعات الرسمية. كانت هذه العملات نادرة وذات قيمة عالية.
- العملات الفضية والنحاسية كانت تستخدم للتعاملات اليومية والتبادل التجاري.
ومع مرور الوقت، تطور تصميم العملات الرومانية في مصر، وأصبحت تحمل صورًا ورموزًا مصرية، مما يعكس التفاعل بين الثقافتين الرومانية والمصرية.
الديانة المصرية في عهد الرومان
ترك الرومان للمصريين في بادئ الأمر حرية العقيدة، وعاملوهم في هذه الناحية باللين، فلم يتدخلوا أويحدوا من حرية المعتقدات، وكانت مصر كغيرها من الولايات الرومية تدين بالدين الوثنى، وظل المصريون ينعمون بهذه الحرية إلى أن نشأت المسيحية في موطنها الأم فلسطين، وكانت مصر في طليعة البلاد التي تسربت إليها المسيحية في منتصف القرن الأول الميلادي، على يد القديس (مرقس) لقربها من فلسطين.
وأخذ هذا الدين ينتشر في الإسكندرية والوجه البحرى ثم انتشر تدريجيا في أنحاء مصر خلال القرن الثاني الميلادي فثارت مخاوف الرومان الوثنيين، وصبوا العذاب صبا على المصريين الذين اعتنقوا المسيحية، وتركوا الوثنية الدين الرسمي للدولة.

وأخذ الاضطهاد صورة منظمة في عهد الإمبراطور سفروس(193_211م) ثم بلغ ذروتها القصوى في حكم الإمبراطور دقلديانوس (284-305م) فقد رغب هذا الإمبراطور أن يضعه رعاياه موضع الألوهية، حتى يضمن حياته وملكه، فقاومه المسيحيون في ذلك، فعمد إلى تعذيبهم، فصمد المصريون لها الاضطهاد بقوة وعناد أضفى عليه صفة قومية، وقدمت مصر في سبيل عقيدتها أعدادا كبيرة من الشهداء مما حمل الكنيسة القبطية في مصر أن تطلق على عصر هذا الإمبراطور (عصر الشهداء).
ولم تفلح وسائل الاضطهاد في وقف انتشار المسيحية التي عمت كل بلاد مصر.
- وقد خففت وسائل الاضطهاد عندما اعترف الإمبراطور قسطنطين الأول : (306_337م) بالمسيحية دينا مسموحا به في الدولة كبقية الأديان الأخرى.
- وأصدر الأمير تيودوسيوس الأول (378_395م)في سنة 381م مرسوما بجعل المسيحية دين الدولة الرسمي الوحيد في جميع أنحاء الإمبراطوريه.
وأخذت الاضطهادات، وسبل التعذيب تنصب تبعا لذلك على الوثنيين بعد أن كانت تتوالى على المسيحيين، وتابع المسيحيون نشر دينهم بنفس القوة التي حاول بها أنصار الوثنية إخماد جذورة المسيحية بها.
وعلى الرغم من أن المسيحية صارت الدين الرسمي للإمبراطور، لم تنعم مصر بهذا المرسوم لوقوع خلاف وجدال في طبيعة السيد المسيح __ وبلغ النزاع أقصاه بين كنيسة الإسكندرية التي تنادى بالطبيعة الواحدة للمسيح (وهي ان الطبيعة الالهية والطبيعة البشرية اتت إلى موضع واحد، وهو جسد المسيح، بغير اختلاط ولا امتزاج ولاتغيير في الطبيعتين)، وبين كنيسة روما القائلة بالطبيعتين.
وبذلك تعرض المصريون لألوان العذاب لاعتناقهم مذهبا مخالفا لمذهب الإمبراطورية.