قال المفكر السياسي محمد غزال رئيس حزب مصر 2000، إن حرب أكتوبر المجيدة ستظل علامة فارقة في التاريخ العسكري والسياسي العربي، فقد أعادت للأمة العربية الثقة في قدرتها على استرداد الأرض والكرامة..
واضاف”غزال” أن مصر وسوريا كانتا قد اتفقتا على شن ضربة جوية متزامنة مع بداية الحرب، إلا أن التنفيذ لم يكن على النحو المتفق عليه، الأمر الذي سمح للعدو بتركيز جهوده بشكل أكبر على الجبهة المصرية. ورغم نجاح مصر في عبور قناة السويس وتحقيق انتصارات ميدانية كبيرة، إلا أن طلب الاستغاثة من جانب الجبهة السورية دفع القيادة المصرية إلى تطوير الهجوم شرق القناة تخفيفًا للضغط على دمشق، وهو القرار الذي رفضه في حينه الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة.
وأوضح محمد غزال في تصريح لـه أن من أبرز محطات الحرب ما عُرف بـ “ثغرة الدفرسوار”، والتي كادت أن تغيّر موازين المعركة لولا بسالة الجيش المصري، مشيرًا إلى أن هذه الثغرة جاءت نتيجة لتطورات مرتبطة بالوضع على الجبهة السورية
وأكد رئيس حزب مصر ٢٠٠٠ محمد غزال، علي أن قرار تطوير الهجوم أدى إلى ظهور ثغرة “الدفرسوار” التي حاول العدو إستغلالها لإختراق القوات المصرية، لكن حكمة القيادة العسكرية وبطولة الجنود المصريين، وعلى رأسهم المشير محمد حسين طنطاوي وكتيبته في معركة المزرعة الصينية، أجهضت هذا المخطط وألحقت بالقوات الإسرائيلية خسائر فادحة، حتى أن قادة العدو اعترفوا لاحقًا بما واجهوه من صمود أسطوري.
وأشار إلى أن بعض الروايات التاريخية حاولت تحميل مصر مسؤولية ما جرى على الجبهة السورية، في حين أن الوقائع والشهادات الموثقة، سواء من قادة عسكريين مصريين أو من قادة عرب شاركوا في الحرب، تثبت أن مصر تحملت العبء الأكبر ولم تتلقَّ أي إمدادات عربية تُذكر إلا في حدود ضيقة، على عكس الجبهة السورية التي وصلتها تعزيزات عراقية ومغربية وليبية في وقت مبكر.
وأختتم تصريحه مؤكدًا علي أن الإنتصار الحقيقي لحرب أكتوبر لا يقف عند حدود إسترداد سيناء فحسب، بل في كونه جسّد وحدة الإرادة المصرية وإصرارها على الدفاع عن الأرض والعرض، مشددًا على أن مصر دفعت دماءً زكية من أجل الكرامة العربية، وستظل قواتها المسلحة درع الأمة وسيفها في مواجهة كل تهديد.